الضحايا يحتفون بحتفهم ..
يمنات
فتحي بن لزرق
سيخرج الالاف من الناس (للإحتفاء بمهرجانات خطابية في 14 اكتوبر أي بعد عدة ايام من اليوم .
وسيخرج اول الالاف مع (الشرعية) وسيرددون هتافات مؤيدة للشرعية ويعظمون مجدها ونظامها ومنجزاتها.
سيقف الالاف من الناس صباحا يستمعون خطابات جلها (كاذب) عما تحقق من مشاريع وانجازات وغيره وسيصفقون بحماسة للشرعية .
وسيخرج الالاف مع (الانتقالي) عصرا مرحبين بعودة قيادات عقال الغفلة من فنادقها (الوثيرة) وسيستمعون لخطابات الوهم والضياع .
سيقفون عصرا بساحة العروض ليستمعوا بضعة احاديث وهمية عن القضية والوطن والجنوب والفداء والتضحية.
لكن ايا من كل هؤلاء الناس لن يخرج للمطالبة بصرف مرتباته ، لن يخرج الالاف احتجاجا على موت الناس على قارعة الطريق، لن يخرجوا حينما ستنقطع الكهرباء عن مساكنهم ولو لأشهر ، لن يحرك مشاعرهم تدهور التعليم وغلاء المعيشة ولاشيء من كل هذا يمكن له ان يدفعهم لتنظيم ربع مليونية، لن يحركهم جوع ابنائهم ابدا .
سيحتفي “الالاف” لكن ايا منهم لن يسأل نفسه .. ما الذي تحقق لكي نحتفي؟ وبما نحتفي؟
ويومها ستغادر الشرعية والانتقالي كلا الى مخدعه ، ليعود الشعب الى معاناته السابقة ولا شيء سواها ..
وبعد اشهر اخرى ستعود الشرعية والانتقالي الى تنظيم احتفال جديد بمناسبة جديدة ومرة اخرى سينزل الالاف من المغفلين للإحتفاء مجددا … الضحايا يحتفون بحتفهم.
متى سيفيق هذا الشعب ؟