حاشد .. ملتقى الوطنية وبساطة الحضور
يمنات
أحمد شائع
في مجلس واحد وملتقى بسيط يجتمع الأطراف المتباينين في الفكر والمتفقين في الغاية والهدف..!!
فهنا تجد المتشدد لطرف لكن يفضل أن يطغى العقل على التعصب فيحاور ويستمع ويناقش ويتقبل ويؤيد في كثير من الأحيان من يخالفه من الطرف الآخر، او المتحيز لفكر أو فكره ويقابل النقاش برحابة صدر.
و يدور النقاش بمختلف الأمور ببساطة وبلا تكلف بين الخليط المتنوع من عدة عقول ومناهج ومدارس علمية سواء منها القديمة أو المخضرمة أو ذات الحداثة والمتطلعة للعمل وتطبيق مابين دفتي الكتب أو تلك الطامعة إلى تطبيق نهج وفكر أُمم أُخرى والطامحة لبلورتها في هذا الوطن من أجل إعادة السعادة إلى أرض السعيدة.
و يفرض الأمر وظرف الواقع اليمني نفسه على الحوار بكل تفاصيله اليومية وأحداثه المتجددة، فتجد المبادرات تلو الأخرى والسعى الصادق للعمل والخروج بحلول يطغى عليها الطابع اليمني الأصيل في الصدق وبذل الجهد المنزوع منه كل الصبغات والنعرات المستحدثة والمفرقه لأبناء الجسد اليمني الواحد كالمناطقية أو الحزبية أو السلالية، ويبادر الجميع كلاً بحسب طاقته وجهده في طرح ما أمكن من حل لما يدور أو يتم عرضه من مشاكل البعض الشخصية التي فرضها واقع جهل وتصرف ممن يجهل أي عواقب على النسيج الوطني الواحد وتقدير الأمور بما يتناسب ووضعنا الحالي المؤلم.
و كل هذا وخلافه أقوله بكل صدق قد وجدته في مجلس واحد وبلا تكلف رغم أني لست ممن يرتاده دائماً ولم يسبق لي ذلك فيما مضى سوى أنها صدفه كانت طيبة هي التي جمعتني بهذا الجمع الرائع، ولولا ذلك لكنت من ضمن الكثير الذين يحكمون على تصرفات أو مواقف من إجمعت بهم بواقع الغائب المتعجل بالحكم لا المطلع المستمع الملاحظ.
هو هذا وذاك الوصف الحاصل لمجلس القاضي أحمد حاشد هاش ، هذا الرجل الذي ما إن إقتربت منه حتى وجدت به وبمن قربه قمة الوطنية وصدق الكلمة وسمو المشاعر وبلا أي تكلف أو تنطع.
و كيف لا يكن هذا المجلس وحاشد ومن حوله بسموهم هذا وقد آرقهم هم وطن وأزعجهم اللامبالاة في الاستماع أو التجاهل للقول الصادق ويأسف الكل على تأويل المقاصد الناتجة عن أفعالهم بماهو ليس واقع أو مقصود، وكان بالامكان التأكد من ذلك لو تم الإستماع وطرح كل الأفكار والرؤى بنقاش المحب لإصلاح أوضاع وصف الصفوف من أجل الحد من أي شوائب أو منغصات تُمارس بجهل من البعض وينال عبئها الكل سواء ممن هم في نفس إنتمائاتهم أو من أبناء الوطن.
فكم هو رائع ذلك الفطن والرجل الصادق ذو النسب الأصيل والمكلل بالأدب الكبير والعلم الغزير الأستاذ عبدالوهاب الشرفي الذي ترى في عينيه لمعان الذكاء المتوقد ولمسة حزن لواقع مرير طال الجميع بعبثية في أوان عدوان غاشم حقود من أعداء الإنسانية ومتجبري ومتكبري الصحراء العابثين بالأمم بأموالهم وبدعم وإرضاء أسيادهم بالغرب.
و يتألق المجلس بالحضور الفواح لشيخ البساطة ورجل الصدق الشيخ سلطان السامعي، ذاك الرجل الذي تفوح من جوانبه الوطنية وحب الأرض والإنسان ومد يد العون لكل من يقصده في أمور ومعاناة يعجز بالوصول لحلها ذويها لدى قيادات السلطة ومصادر القرار، فتراه رافعا يده بحنو ومواسي ومتحدث ومتوسط لكل قاصد دون تمييز لمنطقته أو إنتمائه، وبكل صدق تراه يقول رأيه بكل شيء فتجد في كلامه حلاوة وقابلية كاملة لما يقول لو أنه صدر من شخص آخر، لكن لأن المتحدث لبق حكيم وسهل التعامل والتقبل والحوار فإن ما يصدر منه يلقى القبول بلا أي فرض أو تكلف، وحقيقة لو أن هذا الشخص مثله بمثل أصابع اليدين وبأسلوبه لحُلت العديد من المهاترات وتجلت الكثير من العقبات.
و أعود إلى حاشد، وكيف لا أعود له، وإني بكل صدق أقولها .. فهو (احمد) محمود بالقرب من الناس و(سيف) بالحق و(حاشد) بقلبه هم وطن، ولأن الغائب حكمه يخالف القريب، والمتلقى لايكن مثل المستمع المباشر والملاحظ الشاهد بالواقع ولذا يتم الخلط والتسرع بالأحكام على العديد بما ينتج عنهم من أفعال أو يصدر منهم من أقوال ويرافق ذلك الخلط للنوايا الحقيقية والأهداف المعلنة من أي شخص، وهذا مايصير له حال القاضي حاشد وما يتم التعميم به عليه في كل حدث أو موقف يصدر عنه..!!
لذا فإن الإنصاف في التروي والعدل في الأحكام على نتائج الأمور لا مايتم تداوله من أحكام مغيبة على صاحبها، والحق أن مايجري وما يتم المطالبة به من هؤلاء ومن سبق ذكرهم وسواهم العديد هي أمور لا غبار عليها فهي تدور في حب الوطن والمواطن ونقدٍ بناء ينبغي لكل ذي عقل أن يُراجعها بعيداً عن أي ضنون أو تأويلات مسبقة أو تعنت غير مبرر، فجميع من بداخل الوطن في مركب واحد وأي ثقب به مآله غرق سفيتنا العظيمة اليمن.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا