وحيدا كالسيف (2)
يمنات
عبد الكريم الرازحي
قطع حديثه مع الزجاجة وراح يحدث نفسه:
هذه الخبطات على الباب ماركة مسجلة لرجال الامن انهم يطرقون الابواب بعنف حين ياتون لاعتقال احدهم..
و تبادر الى ذهنه بانهم راقبوه حين ذهب لشراء الزجاجة وحين عاد لشراء الدجاجة، وخاف ان يقبضوا عليه هذه المرة متلبسا بزجاجته ودجاجته..
و من شدة خوفه جف فمه ونشف ريقه وغدت لسانه قطعة خشب..
و حتى يطرد الخوف من رأسه و ينهض لفتح الباب و يستعد للموقف صب لنفسه كأسا و افرغه في جوفه ثم اخفى الزجاجة، و قام ليفتح الباب لكنه و هو يفتح الباب لم يصدق عينيه..
كان أمامه فتاة ممطورة و مغسولة بالمطر
و كانت مرعوبة أكثر منه حتى انها لشدة خوفها اندفعت الى الداخل من دون ان تنتظر موافقة منه..
اغلق سيف عبد الواحد الباب وعاد الى الداخل
كانت الفتاة التي سيطلق عليها “فتاة المطر”
تمطر داخل غرفته فأسرع واحضر لها شيئا من ملابسه، وطلب منها ان تدخل تغير ملابسها في الحمام..
قال لها ذلك ولاحظ خدودها تحمر من شدة الخجل
دخلت فتاة المطر الى الحمام وخرجت منه بصورة ولد “جميل”
كان هناك طماط وخيار ومايكفي من الخبز وثلاثة ارباع الدجاجة وفرش “سيف” الجريدة وجهز المائدة لفتاة المطر..
و قال لنفسه: لها الدجاجة ولي الزجاجة
و صب لنفسه كأسا لكنه خجل ان يشرب دون ان يعزمها
– تفضلي – قال لها – معتقدا انها سترفض حين تشم الرائحة لكن فتاة المطر تناولت الكأس منه و راحت تشرب و تأكل وتطلب منه ان يأكل معها وكان هو جائع وبه جوع اكثر منها..
صب له كأسا وكرعه في جوفه وتناول قطعة من لحم الدجاجة ثم راح يسألها عن اسمها:
– اسمي سيف و انت ايش اسمك..؟
– اسمي مسعدة
– من اين انت يامسعدة..؟
– من …….
– أيش اللي خليك تجي إلى صنعاء يامسعدة..؟
– هربت على زوجي
– ليش..؟ ايش السبب..؟
– لو كنت “ماهر” بتش صنعاء كان الليلة يا قتلني يا قتلته
– و ليش هربت لا صنعاء كنت تهربي لابيت ابوك
– ابي الله يرحمه مات وامي مسكينة
– وكيف لو ما دقيت علي و ما دقيت على البيوت اللي جنبي
– الله – قالت ذلك وهي تشير باصبعها إلى السماء
وسألها سيف وهو يشير إلى كأسها
– هل سبق وشربت من هذا..؟
-لا، ايش هو هذا ياسيف..؟
– هذا خمر يامسعدة
– خمر..! من اللي حرمه الله..!
– ايوه،
قالت مسعدة وهي تمد له بكأسها:
– هااااا والله انه حالي يا “سيف” هيا اسكب لي..
للمزيد
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا