“الحزام الأمني” و “القاعدة” وحرب الاستنزاف في محافظة أبين
يمنات
شهدت عمليات تنظيم “القاعدة” ضد قوات “الحزام الأمني” في محافظة أبين، جنوبي البلاد، تصاعداً ملحوظاً في الآونة الأخيرة.
و خلال شهري سبتمبر و أكتوبر من العام الجاري، نفذ التنظيم أكثر من 15 عملية، تنوعت بين كمائن، وعبوات ناسفة، وسيارات مفخخة، وهجوم مسلح.
و أسفرت عمليات التنظيم الأخيرة عن مقتل وإصابة عدد من أفراد وقيادات قوات “الحزام” الموالية لدولة الإمارات العربية المتحدة والمدعومة منها.
في مقابل ذلك، تمكنت تلك القوات من قتل وأسر عدد من أعضاء وقادة تنظيم “القاعدة”، في خلال عمليات مداهمة راح ضحيتها، إلى جانب عناصر التنظيم، مواطنون من أبناء المحافظة.
و كان آخر ضحايا عمليات قوات “الحزام” في المحافظة، ثلاثة مواطنين من أبناء مديرية مودية، التي شهدت معظم عمليات التنظيم، والتي كان آخرها الهجوم بسيارتين، مفخخة وأخرى يستقلها “إنغماسيون”، على مقر أمني، (الاثنين).
أهداف أخرى
قوات “الحزام الأمني” التي انسحبت، أواخر العام الماضي، من معظم مديريات محافظة أبين، بعد أن كثف التنظيم عملياته ضدها، وبعد خلافات بين قوى النفوذ المحلية والخارجية، عادت قبل أشهر إلى المحافظة بإمكانات أكبر.
و يبدو أن الهدف من هذه العودة هو تضييق الخناق على “القاعدة”، بعد انتشار تشكيل “النخبة الشبوانية” العسكري المحسوب على الإمارات في محافظة شبوة القريبة، والتي تفيد المعلومات بأن كثيراً من عناصر التنظيم غادروها إلى أبين.
و تخشى الإمارات من تحوُّل أبين إلى نقطة انطلاق لعمليات التنظيم ضد “النخبة” في شبوة، بحسب كثير من المراقبين.
و يرى المراقبون أن الإمارات تجاوزت حساباتها السابقة الخاصة بالمحافظة الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، ودعمت “الحزام” للعودة إليها، بغرض الحفاظ على نفوذ مستقر في محافظة شبوة.
و يتساءل كثيرون عن فرص نجاح الإمارات في تطهير محافظة أبين من عناصر التنظيم الذي يعد المحافظة أهم معقل له.
سوء تقدير
في السياق، يرى باحث في شؤون التنظيمات المسلحة، أن أبين ساحة مفتوحة، ولـ”القاعدة” فيها تواجد قديم وخبرة في الانسحاب إلى شعاب وجبال تشكِّل ملاذاً آمناً وتوفر لها فرصة المناورة العسكرية.
و يضيف، في حديث إلى “العربي”، أن العمليات المتبادلة بين التنظيم و”الحزام”، بدأت في أغسطس من العام الماضي، بخلاف محافظة شبوة، حديثة العهد بقوات “النخبة”، والتي قد يحتاج فيها التنظيم وقتاً للتخطيط وجمع المعلومات حول معسكرات ومقرات تلك القوات، قبل أن يبدأ بتنفيذ عملياته المربكة، على حد تعبيره.
و يتوقع الباحث، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، تصاعد العمليات ضد قوات “الحزام” في مديريات محافظة أبين، خصوصاً الحدودية مع محافظتي شبوة والبيضاء، تماماً كما حدث العام المنصرم.
و يذهب الباحث إلى أن حرب العصابات التي ينتهجها تنظيم القاعدة ستُصعِّب من مهمة قوات الحزام في محافظة يعرفها التنظيم أكثر من غيره.
و بحسب الباحث فإن التنظيم في أبين قد يكون اعتمد استراتيجية الاستنزاف لقوات مكشوفة ولها سيطرة على الأرض.
و يعتقد أن هناك سوء تقدير من الإمارات دفعها إلى محاولة تكرار نموذج حضرموت وشبوة في محافظة أبين، في حين أن التنظيم قد يكون اختار أبين للمواجهة على طريقته.
المصدر: العربي
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا