قيادي سلفي يتحدث عن مسلسل اغتيال أئمة المساجد السلفيين بعدن ويستبعد علاقة داعش والقاعدة بما يحدث
يمنات – صنعاء
يعتبر القيادي في «المقاومة الجنوبية»، مدير عام مديرية البريقة، الشيخ هاني اليزيدي، أن مسلسل الإغتيالات في عدن «مخطط ممنهج»، مستبعداً أن «يكون لداعش وللقاعدة ارتباط بذلك المخطط»، الذي تقف وراءه «شبكة اغتيالات خطيرة».
وينفي اليزيدي علمه باعتبار الشيخ هاني بن بريك المساجد «مُفرّخة للإرهابيين»، لكنه يدعو الوزير السلفي المقال، في حال ثبوت تصريحاته تلك، إلى «التوبة»، حتى لا يكون سبباً في جر مجموعات إلى الاستفادة من تصريحاته. كما يطالب عضو «الهيئة الشرعية الجنوبية» بتشكيل لجان أهلية أمنية لحماية ما تبقى من المشائخ والدعاة، لافتاً إلى أن «هناك قيادات تابعة لداعش تم الإفراج عنها، وقيادات بريئة لا تزال في السجن منذ أكثر من سنتين».
تشهد عدن موجة اغتيالات منظمة تستهدف أئمة مساجد، وكان آخر تلك العمليات اغتيال الشيخ عادل الشهري قبل يومين، وقبله بعشرة أيام الشيخ فهد اليونسي.
كيف تقرأون تلك العمليات، كعضو في السلطة المحلية في مدينة عدن، وقيادي في «المقاومة»، وعضو في «الهيئة الشرعية»؟
لا شك أننا أُصبنا بصدمة بعد تلك العمليات والاغتيالات. ومن بعد اغتيال الشيخ ياسين هناك ثلاث حالات اغتيال خلال شهر، ما يدل على أن العمل ليس عملاً عبثياً، وليس مخططاً تبع داعش والقاعدة، لأن مخطط داعش والقاعدة يمكن أن يستهدف إمام مسجد معين بسبب قضية معينة، أما التصفيات لأئمة المساجد الواحد تلو الأخر، فهي عمليات خطيرة وخلفها شبكة اغتيالات خطيرة، تريد إرباك الأمن وإرباك الموقف، وإيصال رسالة بأن عدن غير آمنة.
واختيار تلك الشريحة من العلماء ومن الدعاة أمر كارثي، ولا شك أننا في السلطة المحلية نأسف على هؤلاء الدعاة والمشائخ، الذين نعرفهم ونعرف عنهم الاعتدال، وهم مدارس ونجوم هدى يهتدي بها الناس في تعليم الدين وفي أمور دنياهم. كان بالنسبة لنا أمراً مفجعاً، وصدمة تحتاج منا إلى وقفة جادة والنظر إلى بعيد. مش معقول ننتظر كل يوم يقتل إمام مسجد، بأسلوب بارد وبطريقة لا تكلف القتلة أي عناء، بطلقات من آلي يتربص بها القاتل الإمام عند ذهابه إلى المسجد، دون وجود أي تغطية للحدث، لمتابعة القتلة ومسك بعض أطراف الجريمة، بل تنتهي الجريمة وتنسب إلى مجهول.
لكن قوات الأمن ألقت القبض على منفذي بعض العمليات، ثم أطلقت سراحهم، وهناك تصريحات لقيادات في «المقاومة» تؤكد هذا الأمر!
قضية أنه ثبت الله أعلم، لكن تم الإفراج عن بعض الشخصيات المعروفة أنها متورطة، وتم اعتقال أشخاص بتهم كيدية أو مجرد اشتباه في أنهم قاتلوا مع القاعدة، أو يلتقون بالقاعدة، ومعروف أنه كان هناك نوع من الإختلاط في الجبهات في وقت ما. قد يكون السبب ضعف جهاز الأمن السياسي والاستخبارات، وليس له عمق في المجتمع، لكي يحدد الأطراف وتورطهم ويستطيع إثبات القضية.
كذلك، هناك من الإخوة السلفييين من ليس لهم علاقة بالإرهاب، تم الإعتداء عليهم ومداهمة بيتهم وتم الإعتذار لهم، وكل هذا يدل على ضعف جهاز الأمن والاستخبارات، وبعض المعلومات تكون خاطئة نتيجة موظف جديد أو من الأشخاص الذين يتعاملون مع الأمن، ويمكن أن يُعتقل البريء وتطول مدة الاعتقال سنين، وبعضهم لهم سنتين وليس عليهم قضية، ويعرف الناس أنهم بريئون من التهمة، وهناك أشخاص معروف تورطهم، لا نقول بعمليات، لكن تورطهم بهذا الفكر، والمعروف عنهم كانوا مع داعش، بل كانوا قيادات وأفرج عنهم.
طبعاً، كان هناك خروج لبعض الشخصيات التي هي تورطت مع داعش، وهناك شخصيات بريئة من الشباب الصغار الذين قاتلوا واختلطوا بالقاعدة ولم يشاركوا في عمليات قتل. وهناك مشكلة عند الأمن في المعلومات المغلوطة، وعندنا معلومات عن مداهمة بعض السلفيين بالغلط، أو ببعض الدعوات الكيدية، نتيجة ضعف جهاز الأمن.
كنت دعوت إلى تشكيل لجان لحماية أئمة المساجد، وحفظ المساجد التي وجه قائد «الحزام الأمني»، الشيخ هاني بن بريك، تهماً لها بأنها «تفرخ الإرهاب». ما تعليقكم على تلك الاتهامات؟
من الخطأ تترك أئمة المساجد للقتل، وكل يوم نفاجأ بقتيل مع صلاة الفجر. ولا بد من أن يفرز المجتمع (آلية) لحماية علمائه ورجال الدين والمساجد، وهذا مخطط خطير. أما بالنسبة لأئمة المساجد، لم يثبت تورط أحد بالإرهاب، وليس الصحيح التعميم وهو غلط، ونرجو من كافة الشخصيات التي تقود عدن وتقود المؤسسة الأمنية في محافظة عدن الانتباه والحذر من طرف ثالث، من من خسر الحرب في عدن، ويريد أت يجعل عدن مسرحاً للدماء والتصفيات والقتل.
وسيبقى دم القتلى من المشائخ والعلماء دماً بريئاً، وسيبقى القاتل تطارده أيدي العدالة، وستكشف الأيام من يقف خلف العمليات. ونحن ليس معنا الآن، ليس معنا من دعوة إلا حفظ ما بقي من مشائخنا ومساجدنا بدلاً من أن نظل مكتوفي الأيدي ننظر لهذه الجرائم ولا نقدر على أن نحرك ساكناً. أقل شي نعمل مشاريع حماية تشترك فيها الدولة ويشترك فيها المواطن، ومن لديه دعم يستطيع أن يدعم هذه التشكيلات. ونحن كسلطة محلية يمكن أن نضع أيدينا مع الأهالي، والقانون يسمح لنا كمدراء مديريات وكسلطة محلية ورؤساء للجان الأمنية في مديرياتنا، يسمح لنا بتشكيل لجان أهلية أمنية وقت الضرورة، وبحسب القانون اليمني، وتكون تحت إشراف الدولة وتقوم بالحماية.
لا شك أن أكثر الشباب منخرطون في الحزام والأمن العام أو في الجيش. كذلك هم الكثير من شباب المقاومة الذين تم دمجهم في الجيش والأمن. هم من سيقومون بهذا الدور، والأهالي سيتعاونون معهم عبر جمع المعلومات، وعبر توزيع بعض الشباب في الحارات، ورصد بعض التحركات للداخل وللخارج، وتفتيش السيارات المشبوهة، ويمكن رفع المعلومات للأجهزة الأمنية ولغرفة العمليات، حتى يتكامل دور الدولة مع الأهالي لحماية المساجد.
بالنسبة إلى أنه كان هناك اتهام للشيخ هاني بن بريك للمساجد بأنها «تفرخ الإرهاب»، أنا حقيقة لم أسمع هذا الكلام، ولم أطلع عليه، وأنه قاله هاني، وإذا ثبت هذا الكلام فهو غير صحيح وكلام باطل، لأن المساجد لا تنتج إلا الخير، وهي دور للعبادة، ولو وجد أن بعض العصابات دخلت للمساجد ليس معناته أن المساجد تتبنى هذا الشي، ومساجد عدن تخضع لوزارة الأوقاف، ومشائخها وأئمة معروفون، وشاركت في المقاومة ولها دور كبير، ولا نعرف مسجداً من مساجد عدن متورط في مثل هذه التصرفات أبداً. هذا باطل. إن ثبت عن هاني بن بريك أنه أدلى بهذا التصريح فعليه أن يتوب الى الله، وأن لا يكون سبباً لجر الناس للاستفادة من هذه التصريحات الخاطئة، وتبرير وقوع المشائخ في القتل وغيره. والحقيقة المساجد ساعدت على التوازن والاعتدال، وهي التي حمت الناس من داعش وحمت الناس من الإرهاب، ويتقوا الله عز وجل في التصنيف، ولا يمكن لمساجد الله التي تبنت المنهج الصحيح أن تكون راعية للإرهاب.
مؤخراً، نشب خلاف بينكم وبين «المجلس الانتقالي» بسبب فعالية 14 أكتوبر، هل ستكرر هذه الخلافات؟ أم أنه سيتم احتواؤها في المناسبات القادمة، خصوصاً وأنكم دعوتم إلى فعالية 30 نوفمبر؟
بالنسبة للفعالية التي في خور مكسر، هي فعالية شعب الجنوب، وهناك مناسبات رسمية مثل 14 أكتوبر، و30 نوفمبر، و21 مايو، و13 يناير، و27 أبريل… فعاليات وطنية يحتفي بها الحراك منذ انطلاقته، ولا ينبغي لأي مكون أن يختزلها لمكونه أو لعمله الذي يرى أنه يخدم به الجنوب ويقصي الآخرين. اللجنة التحضيرية في ساحة العروض بدأت قبل الفعالية بشهرين، وحين حان وقت الفعالية، فوجئنا قبلها بأيام بأن المجلس يدعو للفعالية. ذهبنا إليهم لتوحيد الفعالية لكنهم رفضوا، وقالوا: إذا شاركنا معكم سنتحول إلى مكون. فأقمناها لوحدنا واستخدموا كل الأساليب، الإعلام والمال والضغط، لإفشالنا، وكانت إمكانياتنا قليلة، وقامت الفعالية.
وعقدنا اجتماعاً السبت في كورال، ضم مكونات الحراك وقيادات المقاومة، وأعلنا أننا نسعى للتلاحم ولجمع الكلمة، ولا زلناعلى أمل أن لا يتكرر انقسام الساحات الذي حصل في أكتوبر، أن لا يتكرر في نوفمبر. أما ساحة العروض هي ساحة الجنوب، والحراك الجنوبي الحامل السياسي لقضية الجنوب، والمجتمع الدولي والإقليمي موقفه على هذا الأساس، ونحن ضد الإقصاء وضد العمل برأي واحد، واستخدام التخوين والإمكانيات من أجل إقصاء الآخرين لن يدوم، ونحن نستمر في فعالياتنا، مع مد الجسور للجميع بما فيهم المجلس الانتقالي، ونتمنى الإستجابة من جميع القوى من أجل وحدة الصف.
المصدر: العربي