صحفي: خطوة مرتقبة لـ”صالح” وحزبه لتصعيد قيادات مؤتمرية إلى السياسي الأعلى واجراء تغييرات في قيادة المؤتمر أبرزها الدفع بالزوكا إلى الأعلى وترك أمانة المؤتمر للتنافس بين ثلاث قيادات
يمنات – صنعاء
قال الصحفي عابد المهذري إن الأنباء القادمة من صنعاء تحمل اخبارا تقول ان الرئيس اليمني الاسبق (علي عبد الله صالح) يضع مع فريق من أقرب معاونيه؛ اللمسات الأخيرة على خطوته السياسية المرتقبة، المتعلقة بعزمه على اجراء “تنقلات” و تغييرات تنظيمية داخل حزبه المؤتمر الشعبي العام، تستهدف مناقلة و تعيين كبار قيادات الحزب في مواقع رسمية رفيعة بالمجلس السياسي الأعلى و حكومة الانقاذ الوطني التي يتقاسمها؛ مع انصار الله و حلفاء كل منهما؛ على ضوء اتفاق شراكة إدارة شئون الدولة في المناطق و المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة قوى مواجهة تحالف العدوان السعودي على اليمن.
و حسب ما أورده المهذري في حسابه على الفيسبوك، يعتزم المؤتمر الشعبي العام، اعلان قرارات هامة في الايام القادمة من شأنها الدفع بالعملية السياسية لآفاق جديدة تواكب متغيرات و متطلبات المرحلة الراهنة و تنقل الحزب الحاكم سابقا من دائرة التقوقع و الجمود نحو مساحة تساعده على التعاطي الخلاق مع الواقع بالعمل و الانجاز و اثبات الجدارة سياسيا و شعبيا و في اجهزة و مؤسسات الدولة بشكل مباشر و أساسيات تضمن النجاح، و تساهم في استعادة الدور المحوري للمؤتمر و كوادره في العمل السياسي و خدمة المجتمع بما يحد من توسع ثقافة الرتابة و القنوط المتنامية بين صفوف قواعد و قيادة الحزب في السنوات الأخيرة.
و أشار المهذري أن المعلومات الأولية الواردة من داخل البيت المؤتمري تتحدث عن إدخال أمين عام المؤتمر (عارف الزوكا) في عضوية المجلس السياسي الاعلى (الرئاسي) تمهيدا لتصعيده لاحقا؛ لرئاسة المجلس كممثل لحزب المؤتمر الذي اتهمه رئيس المجلس حاليا (صالح الصماد) بالتهرب من استلام الرئاسة الدورية للمجلس بالتناوب بين الانصار و المؤتمر على رئاسة و نيابة المجلس كل أربعة اشهر و هو الرفض الذي منح انصار الله الاحتفاظ بالرئاسة و التمديد مرتين للرئيس الصماد طوال عام كامل؛ و حرمان نائبه المؤتمري (قاسم لبوزة) من شغل منصب الرئاسة، لأسباب تعود لخلافات و صراعات اجنحة داخل اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام و تدهور العلاقات بين لبوزة و الزوكا حدا دفع قياديون مؤتمريون لمطالبة الزعيم صالح بضرورة وضع حل لهذه المشكلة التنظيمية التي تنعكس سلبيا على المؤتمر و تماسكه؛ وفقا لمصادر ذات صلة وثيقة بصناع القرار.
و طبقا لما أورده المهذري، تؤكد الانباء أن “صالح” اقتنع أخيرا بأهمية الاستجابة لهذه المطالب و لزومية اتخاذ المعالجات المناسبة لها عبر سيناريو خاص و مشروع خارطة طريق حزبية؛ عكف “صالح” شخصيا و فريق من ثلاثة اشخاص فقط؛ على رسم و بلورة أفكاره على مسارين متوازيين.
و بحسب المهذري، تضمن المسار الاول تبادل المواقع؛ بحيث يصبح لبوزة أمينا عاما للمؤتمر بدلا عن الزوكا، فيما يطرح مقترح ببقاء لبوزة عضوا في المجلس السياسي الاعلى و ترشيح عضو مؤتمري آخر في المجلس هو (خالد الديني) ليتولى مهام الامين العام للمؤتمر، و هو الاقتراح الأقوى حتى اللحظة ضمن ما يتدارسه صالح و فريقه النوعي من سيناريوهات و رؤى محاطة بالسرية و التكتم.
و لفت الزوكا إلى أن السيناريو الثاني يضع مقترحات بأن يكون رئيس حكومة الانقاذ المؤتمري (عبد العزيز بن حبتور) عضوا في المجلس السياسي الاعلى و رئيسا قادما حسب الخطة، على أن يعين (عارف الزوكا) رئيسا للحكومة، بينما يرغب صالح ان يتولى الديني أو لبوزة خلافة “حبتور” في رئاسة الحكومة على ان يتم تصعيد الزوكا لموقع نائب رئيس المؤتمر بدلا عن (صادق أبو راس) في حالة خروجه من عضوية المجلس السياسي الاعلى أو اختياره رئيسا للمجلس؛ حسب سيناريو ثالث يدخل فيه “حبتور” كمرشح مقترح لمنصب امين عام المؤتمر، غير ان هذا السيناريو الثالث جرى استبعاده نهائيا و اعتماد السيناريو الثاني و المسار المركزي الأول.
و نوه المهذري إلى أن مصادر مطلعة كشفت ان ازاحة صادق ابو راس من السيناريوهات المطروحة؛ ناتج عن حرص “صالح” وقيادات المؤتمر العليا؛ على بقاء الاجراءات والتوجهات هذه محصورة على الاسماء والشخصيات المؤتمرية الجنوبية فقط، بهدف وضع الجنوبيون الثلاثة (الزوكا ولبوزة وحبتور) امام المجهر وتحت الاختبار الكاشف لهم لاثبات صدق وحجم انتمائهم وولائهم لحزب و زعيم المؤتمرالشعبي وسلطة صنعاء المتحالفة في خندق واحد ضد العدوان؛ على نحو يرى فيه صالح بأنه خير وسيلة (!!) لمعرفة نوايا هؤلاء وما اذا كانوا فعلا وراء “التشظيات” التي لحقت بالشعبي العام منذ 2011 وعقب 2014 على ضوء ما يتردد من تقييمات وتقارير داخل الأطر المؤتمرية القيادية؛ من علامات استفهام ونظرات توجس وارتياب موجهة للكتلة الجنوبية التي يسمونها (القوة التنظيمية الخفية) ويظنونها سببا في احداث شروخ خطيرة (غير مرئية) داخل مختلف تكوينات المؤتمر أفقدته الكثير من عناصر القوة السياسية والفاعلية الجماهيرية قياسا بما يفترض ان يكون عليه أكبر وأهم الأحزاب اليمنية.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا