تقرير استخباراتي امريكي: الرياض محاصرة في مستنقع اليمن وعاصفة كاملة من الأهداف الفاشلة
يمنات – صنعاء
اعتبر تقرير لمجموعة “صوفان” الاستخباراتية الامريكية، ان اليمن يمثل بالنسبة للسعودية مستنقع وعاصفة كاملة من الأهداف الفاشلة.
ولفت التقرير الى ان الكارثة الإنسانية في اليمن تقترب من نقطة تحول نحو كارثة واسعة، دون وجود مؤشرات على حل سلمي أو حتى تخفيف من حدة الحرب التي بدأت في عام 2015. ويستمر وباء الكوليرا الذي من المتوقع ان يبلغ ضحاياه المليون بحلول نهاية العام، في وقت يتضور الملايين جوعا.
وبحسب التقرير، لعل التطور الايجابي الوحيد في الاسابيع الاخيرة جاء في 13 نوفمبر عندما اعلن التحالف الذي تقوده السعودية انه سيرفع الحصار عن المنافذ الجوية والبحرية والبرية التي يسيطر عليها. وجاء هذا التحرك بعد الانتقادات المتزايدة للرياض التي فرضت حصار كاملا على البلاد بعد اطلاق صاروخ باليستي على العاصمة السعودية في 4 نوفمبر.
وقال إن إعادة فتح الموانئ الرئيسية، بما في ذلك مينائي عدن والمكلا، هي أخبار جديرة بالترحيب، ولكنها لن تفعل شيئا يذكر للتخفيف من سوء التغذية الناجم عن الحرب الذي يعاني منه الكثير في شمال اليمن. كما أن ارتفاع تكاليف الغذاء، مدفوعا بالندرة وكذلك التأخير ونقاط التفتيش العسكرية، يجبر العديد من المدنيين اليمنيين على الاعتماد كليا على المساعدات الإنسانية، مع عرقلة التوزيع بسبب الحصار والحرب.
ووفقا لبرنامج الغذاء العالمي، يعاني 17 مليون يمني – 60 في المائة من سكان اليمن – من انعدام الأمن الغذائي ويتعرضون للمجاعة. وفي حال استمرار الحصار الكامل، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن نحو 6 ملايين شخص قد يكونون أكثر عرضة للوفاة، بمن فيهم 27 الف طفل ممن يتلقون رعاية تغذوية عاجلة.
ويرى التقرير ان اليمن بالنسبة للمملكة العربية السعودية، يمثل عاصفة مثالية من الأهداف الفاشلة. فالرياض محاصرة في مستنقع، غير قادرة على هزيمة الحوثيين وحلفائهم اليمنيين. وتوسع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية؛ في وقت لا تزال الغارات الجوية المتزايدة تسبب موتا ومعاناة للمدنيين على نطاق واسع، مع عدم تحقيق أي انتصار على الأرض.
وأكد تقرير “صوفان” ان رد التحالف السعودي – بتكثيف الضربات الجوية – لن يغير الوضع على الأرض، غير انها ستسبب في المزيد من الموت والدمار والمعاناة للمدنيين.
ودعمت إدارة ترامب المملكة العربية السعودية بشكل كبير في اطار حملتها الحازمة ضد إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وساعدت القوات الجوية الأمريكية التحالف السعودي بالتزود بالوقود في الجو بالاضافة الى الدعم اللوجستي والاستخباراتي منذ بداية الحرب على اليمن.
وبينما تواصل الولايات المتحدة تأطير دعمها كجزء من استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب، اعتبر “صوفان” أن الحرب تساعد في الواقع القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
تجدر الاشارة الى ان تدخل الجيش الامريكي في اليمن مشمول بشكل غير معقول بموجب تفويض استخدام القوة العسكرية لعام 2001 الذي اذن بالحروب الامريكية في افغانستان والعراق.
وفي 13 نوفمبر صوت مجلس النواب الامريكي على 366 صوتا مقابل 30 صوتا لصالح قرار غير ملزم يرفض هذا الادعاء. وفي حين أن مشروع القانون لم يطالب بإنهاء العمل العسكري الأمريكي في اليمن، فقد اعترف علنا بدعم الولايات المتحدة للتحالف السعودي الذي يقاتل الحوثيين وحلفائهم اليمنيين، في حين اكد القرار أن الكونغرس لم يأذن باستخدام القوة العسكرية ضد أي جماعات في اليمن غير القاعدة ونظيراتها الارهابية.
وخلص التقرير بالقول: بينما لا يزال يتعين تقديم مشروع قانون مماثل الى مجلس الشيوخ الامريكي، فان التأييد الساحق للقرار في مجلس النواب يعد علامة على ان البعض في الكونغرس باتوا على الاقل يدركون التورط والمسؤولية الامريكية في مأساة اليمن.
المصدر: وكالة خبر
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا