من “إرادة” إلى “مراد”.. قصة تحول جنسي في اليمن
يمنات – متابعات
بعد عشرين عاما من التمني ، ها هو حلم الأب” نجيب العربي” يتحقق فقد شاءت الأقدار لهذا الرجل أن يصبح له ولدا وربما ثلاثة أولاد إن تسهلت له الأمور..
إبراهيم محروس من صهبان مديرية السياني محافظة إب ، ظل عشرون عاما يمني نفسه بأن يرزقه الله ولدا ، غير أن ارادة الخالق شاءت أن يكون له 8 بنات فقط…
مضت السنوات على الوالد وهو ينظر إلى بناته الثمان حاملا معه حلم الحصول على ولد ذكر ، حتى جاء الفرج ، ليتحول الحلم إلى حقيقة بين عشية وضحاها..
مفاجأة
حالة طبية نادرة تحولت فيها الفتاة المسماة ” إرادة” إلى شاب في مقتبل العمر بعد أن قضى عمره كفتاة مع اخواته السبع غير مدركة لما يخبئه لها القدر من مفاجأة تنقلب فيها حياتها رأسا على عقب بكل ما تحمله الكلمة من معنى..
“إرادة ” توجهت إلى مستشفى المنار التخصصي بمحافظة إب لإجراء بعض الفحوصات الطبية الاعتيادية، حيث أجرت التحاليل على يد أحد الأطباء المختصين الذي فوجئ بأنه الفتاة تحمل صفات وملامح ذكورية..
مزحة تحولت إلى حقيقة
يؤكد العم بأن إدرادة وطوال حياتها السابقة كانت تظهر في تصرفاتها ملامح الذكورية فهي تحمل ما لم تحمله الفتاة من الماء وغيرها من شئون الحياة الريفية ، تتصرف بتصرفات ولد ، حتى أنهم كانوا يطلقون عليها من باب الدعابة بالفتى وليس الفتاة.
وفي برهة من الزمن تحولت المزحة إلى حقيقة ليتفاجأ الجميع بأن الفتاة المسماة بـ”إرادة” تحولت إلى فتى ذكر أطلق عليه اسم “مراد”.!
الطبيب: حالة نادرة
وهنا يجيب استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية في مستشفى المنار التخصصي الدكتور خالد النجار ، على تساؤولات عدة أبرزها : ما هي طبيعة هذا التحول ؟
ويتحدث الدكتور خليل النجار بأن هذه الحالة ظلت تتابعه منذ قرابة شهرين وكانت شكواها انها لم تبلغ سن الرشد كبقية البنات في نفس عمرها .حيث وقد تم إحالة المريضة إلى اخصائية النساء والولادة للكشف عليها وإعطاء تقرير مفصل عن الحالة .
حيث وأن المريضة كانت كل ملامحها التناسليه الخارجية على شكل أنثى وظلت إرادة بهذا الشكل حتى وصل عمرها ٢٢ عام وأثناء فحصها وعمل الجهاز التلفزيوني لم تتضح وجود أي من المبايض أو رحم أو خصيتين مهاجرة .
ويضيف :”تمت دراسة الحاله النفسيه للمريضه حيث تبين انها نفسيتها وتصرفاتها اكثر ميولا لنفسية وتصرفات الرجال منها للأناث”.
فحص الهرمونات وثبوت الحالة
تم إرسال المريضة إلى قسم الرنين المغناطيسي لعمل تصوير رنين مغناطيسي واتضح انه يوجد لدى المريضة خصيتين مهاجرة داخل البطن.
وخلال فحص هرمونات للمريضة في صنعاء وجد نقص في الهرمونات الذكرية لدى المريضة …
وبسبب غموض الحالة تقرر عمل فحص جينات وراثية وبسبب عدم وجود هذا الفحص في اليمن تم ارسال عينة إلى الأردن واتضح بأن المريضة تحمل جينات ذكورية وليست أنثوية بعدها تم إعطاء المريضة محفزات هرمونية وخلال تعاطي العلاج بدأت تظهر علامات الذكورة بشكل كبير كالشارب واللحيه .. وبعد متابعة حثيثة تم إجراء العملية الأولى كمرحله اولى وهي تعد اصعب مرحله واكثرها تعقيدا والتي تمثلت بتحرير القضيب مع رفع مجرى البول وإغلاق الجهاز التناسلي الخاص بالإناث .
وتحدث الدكتور بأنه ستظل الحالة في متابعة مستمرة حتى اجراء المرحلة الثانية من العملية.
مفاجأة أخرى
المفاجأة الأخرى لوالد مراد والذي لم يكن له ابناء ذكور وانما ثمان فتيات، أن هناك أختين أخريين لمراد تتشابه حالتهن مع حالته، إحداهن بات مؤكدا احتياجها لعملية مشابهة لأخيهما “مراد” ليتحولا إلى ذكرور.
مرحلة التأهيل النفسي
مدير مستشفى المنار التخصصي “إبراهيم محروس” أكد بأن حالة مراد لم تنته بعد مشيرا إلى أن هناك مراحل طويلة تنتظر هذا الشاب ليكتمل التحول الجنسي تماما ، مشيرا إلى أن هناك جانب مهم يتمثل في عملية إعادة التأهيل النفسية إضافة إلى عملية أخرى بعد حوالي ستة أشهر.