كيف أصبح الفساد أهم من الأُكسجين ؟!
يمنات
معاذ الأشهبي
هل لديكم مثلي فائض من الشتائم تكفي – ودون استثناء – الطبقة السياسية المنقسمة حول ولاءاتها المتناقضة، والمجتمعة على مصالحها وتقاسم مقدرات البلد ؟!
أعرف أن الشتم لا يُجدي، لكن لا يبدو أن التهذيب سيقودنا إلى شيء. إنهم يتشاطرون فشلهم وبؤسنا بزهو، والشاهد أنهم خاضوا متحدين، وفي أقل من نصف شهر، أزمة الوقود الراهنة، ويريدون ارغامنا على الشراء بالسعر الذي يوفر لهم “مؤقتاً” ما يكفي من الربح. أقول “مؤقتاً” لأن قدرتهم على الاتحاد من أجل خوض أزمة أخرى مشابهة، وفي أي لحظة، لا تُضاهى !
وأعرف أيضا أن البلد لا يزال تحت العدوان والحصار، لكن هل تنبهتم إلى أن أزمة الوقود الراهنة أعادت الكشف عن الهدف القديم لعدونا التاريخي، والمتمثل في وجود طبقة سياسية تقهر الشعب وتذل الناس وتُمعِن في اهانة اليمنيين، بدلاً من تمثيلهم ورعاية مصالحهم والعناية بكرامتهم !
سيقول البعض أن لا جديد في هذا الكشف، والمدهش أن هذا يبدو حقيقياً، مثلما سيؤكدون أن الناس سيعتادون الأمر؛ إذ يبدو أن غالبيتنا يعتقدون أن الطبقة السياسية الفاشلة والفاسدة والوقود الباهظ الثمن أكثر أهمية من الأكسجين، ما يعني أننا لم نبلغ بعد مرحلة النُّضج التي تتيح لنا الاستقلال عن قادة لم يستطيعوا تأمين الحد الأدنى من أسباب الحياة والصمود والأمل والثقة بهم !!
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا