الزعيم الدرزي اللبناني: جمال عبدالناصر هزم في اليمن والعثمانيين بقوا على الأطراف والإنجليز في عدن ولاحقا ذاقوا الأمرين
يمنات – صنعاء
وجه الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، رئيس “اللقاء الديمقراطي”، نصائح، إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن الحرب في اليمن والتعامل مع إيران.
و قال جنبلاط في سلسلة تغريدات عبر حسابه على “تويتر”، “استوقفتني اليوم المقابلة التي أجراها الأمير محمد بن سلمان مع الصحافي المعروف توماس فريدمان. وسأعلق على بعض من النقاط التي وردت في المقابلة، وسأسمح لنفسي بإعطاء بعض النصائح من باب الحرص على نجاحها، وبالتالي إخراج المملكة من التقوقع والتزمت”.
وأضاف: “يطرح الأمير محمد إجراء شبه ثورة ثقافية تعيد المملكة إلى ما كانت عليها قبل عام ١٩٧٩، وهذا مهم جدا لخلق تيار الاعتدال الإسلامي فيها، بعيدا عن التزمت وانفتاح على جميع الأديان، وزيارة البطريرك الراعي خير مثال، وقد قيل لي إن كنيسة قديمة ستفتح في انتظار تشييد كنيسة جديدة”.
وأضاف: “لكن يا سمو الأمير التحديات هائلة وتحديث المملكة ضرورة إسلامية وعربية. إلا أن هذه المهمة لا يمكن أن يكتب لها النجاح وحرب اليمن مستمرة. لست لأذكر بأن اليمن هو بمثابة أفغانستان العالم العربي، وما من أحد احتلها أو حكمها من الخارج”.
وتابع بالقول إن “العثمانيين بقوا على الأطراف والإنجليز في عدن وبعض المدن، ولاحقا ذاقوا الأمرين، أما (الرئيس المصري الراحل جمال) عبدالناصر فقد هزم في اليمن، وكنتم أنتم على أيام الملك فيصل من ساند الزيود آنذاك، الحوثيين اليوم، لمحاربته وقاتلوا شر قتال. لاحقا جرت التسوية بعد مؤتمر الخرطوم والصلح بين فيصل وناصر، وقد لعب الشيخ صباح على حد علمي الدور الأساسي في هذا الصلح”.
واعتبر جنبلاط أنه “من باب الحرص على المملكة وعلى الشعب اليمني، لا بد من صلح أو تسوية، سموها ما شئتم. ولا عيب ولا غضاضة بالكلام المباشر مع الجمهورية الإسلامية (الإيرانية) لترتيب هذه التسوية، بعيدا عن التهجمات الشخصية من هنا وهناك التي لا تجدي نفعا. السلم والوفاق يجب أن يسود بين الشعبين”.
قد يهمك/ محمد بن سلمان: خامنئي هتلر جديد.. و95% من متهمي الفساد قبلوا إعادة الأموال
وقال: “كفى دمارا وحصارا في اليمن وكفى استنزافا بشريا وماديا لشعب المملكة وموارد المملكة. آن الأوان لإعمار اليمن بعيدا عن علي عبدالله صالح وعبدربه منصور هادي، ليختار الشعب اليمني من يريد، وأنتم يا سمو الأمير كن الحكم والمصلح والأخ الكبير كما كان أسلافك”.
وأضاف: “سهل جدا إطلاق الرصاصة الأولى في الحرب، وصعب جدا ايقاف الحرب، إلا إذا تجاوزت الشكليات وفاتحت الإيرانيين. مصلحة المملكة أهم من أن تستخدم في حرب بالوساطة، نتيجتها بيع السلاح والذخيرة ووعود كاذبة واستنزاف لموارد السعودية والخليج، هذه الموارد المطلوبة في الإنماء الحقيقي في التعليم وفي الطب وغيرها من المجالات”.
ورأى جنبلاط أن “التسوية بالحد الأدنى مع إيران تعطينا في لبنان مزيدا من القوة والتصميم للتعاون على تطبيق سياسة النأي بالنفس وإعادة إخراج لبنان من هذا المأزق، والذي حسنا فعل (رئيس الوزراء اللبناني) سعد الحريري بالتريث في الاستقالة”. وقال: “لاحقا وبعد وقف الحرب والحروب الإعلامية، لا بد من حوار عربي إيراني لتحديد كيفية معالجة النقاط الخلافية وتوحيد الجهد لمواجهة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي على الأرض العربية والإسلامية”، مشيرا إلى فلسطين.
واختتم جنبلاط تغريداته بقوله: “على سبيل المزاح، فإن حربكم ضد الفساد لا شك خطوة نوعية، لكن احكموا بسيف القانون، وإذا قررت السلطات في لبنان اتباع خطواتكم فقد نحتاج إلى ضعف مساحة الـRitz Carlton”، في إشارة إلى الفندق الذي يقيم فيه الأمراء والمسؤولين الموقوفين بتهم الفساد في السعودية.