صراع قطري اماراتي بالوكالة في تعز .. الامارات تستهدف العروس والاصلاح يرد بضرب تحركات الحلفاء .. خطة طوارئ للطرفين لافشال التحركات المضادة
يمنات – خاص
ما يزال التوتر مستمرا بين الفصيلين السلفي و الاخواني في مقاومة تعز، رغم الهدوء الذي ساد المدينة منذ اشتباكات ظهر الثلاثاء 28 نوفمبر/تشرين ثان 2017، في محيط مقر الشرطة العسكرية، غرب مدينة تعز.
التهم المتبادلة بين الفصيلين عقب الاشتباك و اصابة وكيل المحافظة عارف جامل، وصلت حد اتهام الفصيل الاخواني للفصيل السلفي بالترتيب لانقلاب، تم افشاله بالهجوم على مقر الشرطة العسكرية.
أصبح واضحا أن الصراع بين الفصيلين هو صراع بالوكالة بين قطر الداعمة للاخوان و الامارات المناوئة لهم، و الذي عكس نفسه فلتانا أمنيا وصل حد الصراع المسلح في مدينة تعز.
المعقل بات مهدد
“اخوان اليمن” يرون في “مدينة تعز” معقلهم الرئيسي، و هذا المعقل بات مهددا من قبل الامارات التي تسعى جاهدة للسيطرة على المدينة عبر قوات “النخبة التعزية” غير النظامية، و لهذا يسعى الفصيل الاخواني لافشال أي خطوة تسير باتجاه تمكين الموالين للامارات من السيطرة على المدينة.
و ينظر الفصيل الاخواني إلى تسليم الشرطة العسكرية في تعز عدد من المواقع تنفيذا لمخرجات الوساطة التي تشكلت عقب المواجهات الأخيرة بين كتائب أبي العباس و لواء الصعاليك بمثابة تسليم تلك المواقع لخصومهم، كون قائد الشرطة العسكرية، العميد جمال الشميري، بات مغردا في السرب الاماراتي، رغم أن أغلب قوة الشرطة العسكرية محسوبة على الفصيل الاخواني، و باتت مفخخة بعناصر محسوبة على تنظيم داعش، و هذه العناصر هي ذاتها التي انتشرت في نقاط بغرب المدينة قبل أشهر و هي ترتدي أقنعة وجه.
استهداف معسكر العروس
الصراع بين الفصيلين دشن رسميا من قبل الامارات عقب استهداف طيرانها معسكر العروس في قمة جبل صبر.
المعسكر استهدف منتصف شهر نوفمبر/تشرين ثان 2017، بثلاث غارات جوية، استهدفت موقع مدفع 105، و برج إذاعة “إف إم” و موقع ثالث.
و بحسب بيان للواء 22 ميكا الذي يتبعه معسكر العروس، استهدفت الضربة الأولى موقع المدفع 105 و التي وقعت على دشمة المدفع، و الذي يبعد عن مربض المدفع نحو “10” أمتار، ما تسبب في تدمير الدشمة و قتل “3” مواطنين.
و أشار البيان أن الضربة الثانية استهدفت برج إذاعة “وطني إف إم” التي تم انشائها حديثا، و تعتبر الوسيلة الوحيدة المعبرة عن صوت الجيش و المقاومة و الشارع التعزي، حسب البيان. مشيرا إلى أن الصاروخ وقع بجانب الهوائي على بعد مترين فقط، ما أدى الى حدوث أضرار كبيرة في البرج و قطع الكابلات، و تسبب في اصابة “3” أشخاص.
و استهدفت الضربة الثالثة موقع رشاش 7.12 في تبة السعدي، و حطّ الصاروخ جوار الموقع و لم يحدث أي أضرار بشرية أو مادية، طبقا لما أورده بيان اللواء.
و يبدو من البيان أن الضربات الثلاث هدفت إلى اضعاف الفصيل الاخواني، من خلال ضرب قوته العسكرية “مدفع 105″، و تفيد معلومات أن المدفع حصل عليه الفصيل الاخواني بالشراء عبر الشيخ حمود المخلافي من متطرفين في الجنوب، و هذا المدفع يعطي تفوق عسكري للفصيل الاخواني، خاصة و أنه يتمركز في مكان مرتفع يسيطر على مدينة تعز، و بامكانه استهداف أي تحركات في المدينة و محيطها. وكذا استهداف الذراع الاعلامي للفصيل الاخواني، و هي محطة اذاعة “اف إم” تم تركيبها على هوائيات تخص اذاعة تعز و مقويات التلفزيون و تدار هذه الاذاعة من قبل اعلاميي الاصلاح.
و تفيد مصادر مطلعة ان الاذاعة تخضع لاشراف الدائرة الاعلامية لفرع تجمع الاصلاح بتعز، و تعد الوحيدة في محافظة تعز.
خطط طوارئ
و يبدو أن ذلك أثار تخوفات كثيرة لدى الفصيل الاخواني، و شعورهم بالاستهداف، ما استدعى اتخاذ تدابير للتعاطي مع أي مستجد من قبل خصومهم، و بما يؤدي إلى عرقلة أي تحرك من قبل الامارات و حلفائها المحليين باتجاه فرض واقع جديد في مدينة تعز.
و يبدو أن خطة طوارئ بدأ يعمل عليها الفصيل الاخواني، منها تشكيل لواء حماية رئاسية، بقيادة السلفي عدنان رزيق، تحت مسمى “اللواء الخامس حماية رئاسية” تم التوجيه بتشكيله من قبل الذراع العسكري لـ”اخوان اليمن” الجنرال علي محسن، نائب هادي، يكون مقره مدينة تعز، و اعادة نشر مليشياتهم في مواقع استراتيجية في المدينة، و مواجهة أي تحرك للفصيل السلفي.
و بالمقابل يبدو أن الامارات و حلفائها المحليين يعملون أيضا على خطة طوارئ تهدف إلى ضرب مراكز القوة لدى الفصيل الاخواني و كذا ضربه شعبيا من خلال استخدام الورقة الأمنية في الصراع، بايجاد حالة من الانفلات الأمني، تظهر الفصيل الاخواني عاجز عن ضبط الوضع الأمني في المدينة، بهدف اسقاط هيبة الفصيل الاخواني المسيطر على الجهاز الأمني في المدينة في أذهان الناس، و استخدام ذلك كذريعة لنشر قوات النخبة التعزية الموالية للامارات.
انفجار قادم
و بناء على ذلك فالوضع في مدينة تعز بات مرشحا للانفجار بشكل أوسع، خاصة بعد عملية الاستقطابات التي قامت بها الامارات في أوساط قيادات محلية و عسكرية كانت توالي الفصيل الاخواني، و لعل أبرزهم وكيل المحافظة، عارف جامل، و قائد الشرطة العسكرية، العميد جمال الشميري، و قيادات عسكرية في اللواء 170 دفاع جوي.
و انفجر الوضع عسكريا في مدينة تعز تزامنا مع الانفلات الأمني في مدينة عدن، و التي زادت فيها العمليات الانتحارية بشكل غير مسبوق خلال الأيام القليلة القادمة، و هو مؤشر على احتدام الصراع الاماراتي القطري، الذي باتت أبو ظبي و الدوحة تصفيانه في اليمن.
تصاعد التوتر
و تصاعد التوتر بين قطر و الدول المقاطعة لها عقب اصدار دول المقاطعة قائمة جديدة بداعمي الارهاب أبرزهم اتحاد علماء المسلمين الذي يرأسه رجل الدين الاخواني، يوسف القرضاوي، مقره قطر، و هي القائمة التي ردت عليها قناة الجزيرة القطرية بفلم يظهر انتهاكات اماراتية في اليمن. كاشفا عن عمليات تعذيب تعرض لها مواطنين و ناشطين، و اتهام القيادة الاماراتية بمأرب بممارسة عمليات تجسس على القيادة السعودية في المحافظة، و كذا اتهام أبو ظبي بالوقوف خلف سقوط مروحية سعودية في أطراف محافظة مأرب و تفجير مسجد بمعسكر كوفل في مديرية صرواح بمأرب. تلى ذلك انفلات غير مسبوق للوضع الأمني في عدن و نشوب مواجهات في تعز.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا