العدوان .. تجارة وإستثمار
يمنات
أحمد شايع
عندما تواجه البلدان أزمات أو حروب يبرز تجار ومتنفعين لهذه الأحداث والدماء، يتغلغلوا ويتربعوا في كل مفاصل الأوطان مسيطرين على العديد من مناحي الحياة.
و لأن الخراب و الدمار والدماء هي تجارتهم تجدهم يسعون بكل جد في تطويل أمد ذلك، لأن في نهايتها والتوقف لهذه الأزمات يفقدون وسيلتهم النفعية وأرباحهم و مكاسبهم من ذلك.
فبدأً من الغذاء والدواء إلى النفط ووسائل المواصلات والإتصالات وكل ما يمس حياة المواطن يتاجر هذا اللوبي بلا مراعاة لأي شيء أو وازع ديني أو إنساني أو وطني مدمرين للإنسان وللإقتصاد ومستغلين حاجة الوطن والمواطن في ظل عدوان وحرب وقتل وتشريد، ونجد التلاعب بالتنسيق مع أطراف دولية بالعملة والميزان الإقتصادي لتسريع الإنهيار الإقتصادي للدولة مع التحكم في الإستيراد والتصدير وإستنزاف أي مخزون إحتياطي من العملات الصعبة وزعزعة إستقرار السوق المحلية.
و نحن في اليمن لدينا لوبي فريد من نوعه لترابطه بين طرفي الداخل والخارج، وتجري بأياديهم كل وسائل التربح والتنسيق في جني المكاسب وبكل الوسائل الممكنة أو المستحدثة منهم وبقدرات سيطرة وتحكم عالية جداً، تفاقم معها الوضع الإنساني والإقتصادي وبإنهيار متسارع للإقتصاد الوطني.
و ما خطوة نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن من قبل ما يسمى بالشرعية إلا وسيلة من وسائلهم الممنهجة والتي تم التغطية عليها بطابع وطني من قبل طرف الخارج وإستخدامها بأسلوب عبثي من أطراف الداخل، فتم طباعة العملات بلا غطاء أو ضمان وبالمليارات بحجة توفير ما يخص موظفي الدولة من مستحقات وكانت أكبر كذبة ولصوصية بغطاء دولي تكشفت خيوطها لدى العالم وماجري من نهب لكل ماتم طباعته من أموال وكذا ماهو موجود لدى البنوك المركزية المسيطر عليها من قبلهم وما تبع ذلك من تمنع في الصرف للمرتبات سواء في شمال الوطن أو جنوبه إلا بشق الأنفس وبعد ممارسات إذلالية وقذرة للموظفين في تأخير مايخصهم لأن من يتولى تلك الامور من السلطة لاهم لهم سوى البذخ والثراء ونشر الأكاذيب والخطابات التطمينية أمام العالم بأنهم الأجدر والاقدر على تحقيق الإستقرار والتوازن المزعوم والذي اتضح للعديد من الدول زيفه وبهتانه وحقارة من تولى ذلك.
و بالمقابل تم التحجج بعدم القدرة من أطراف الداخل – مايسمى حكومة الوفاق المشكلة من الحوثي والمؤتمر- على صرف ما يخص موظفي الدولة والنهب لكل شيء في الأجزاء المسيطر عليها من قبلهم بحجة نقل البنك وإنعدام الموارد التي لايصدقها أي أحد في ضل ما يجرى ويتم فصحه من قبل طرفي الشراكة في كل وقت وكذا ما يتم نشره من شخصيات وطنية بالوثائق لكوارث فساد كبير جداً أوما يتم فضحه من نافذين عند تزايد المكايدات المقصوده لتبرير العجر في عدم منح موظفي الدولة حقوقهم لما يزيد عن عام وما يجري من تبرير على لسان العديد ممن هم بالحكومة الحبتورية التي أثبتت فسادها وزيف أقنعة مدعي الحكمة والقدرة الادارية أو الإقتصادية التي هي أبعد ما تكن لديهم في ضل الفشل الكامل والسياسيات الغبية في معالجة الأمور ووضع الحلول، لكن الواضح أنهم شركاء فيما يعانيه الشعب من الفساد وما نال الجميع من جوع ومرض وتشريد في مقابل ثراء وإستفادة شريحة محددة وأشخاص معددوين.
و تكمن كل الكذبات وكل اللصوصية، والنهب المنظم لكل الموارد والسيولة النقدية والعبث بكل مقدرات الوطن والمواطن، بأنه في ليلة وضحاها تم كل شيء، وتلاشي كل ماهو قائم وموجود ومثبت من إيرادات وموارد وسيولة في البنوك المركزية في المحافظات وتعالت التصريحات والتبريرات من الطرفين وتبادل التهم بحبكه خبيثة يفهم منها أنما تم لم يكن وليد صدفه وقرار في حينه بل هو نتاج خطة مدروسة ولغرض محدد إشترك فيها أطراف محلية يمنية ودولية الهدف منها تدمير الاقتصاد الوطني وبالمقابل إثراء أشخاص وكيانات على حساب قوت المواطن وحياته التي لم يكن لها أي قيمة أو أي حساب سوى ما يتم الاستفادة منه لغرض المزايدة والإستخدام الإعلامي أمام الشعوب والمنظمات والدول الأخرى وإستجداء المساعدات والمعونات بدعوى مواجه أمراض أو مجاعات وخلافها، التي لم يكن الأمر منها إلا تربح نفعي بحت ولم ينل المواطن من تعاطف بعض الدول أو المنظمات أي شيء وكان مصير مايتم الدعم به والإغاثة لجيوب متنفعين وتجار وسماسرة حروب إلا فيما ندر.
هي حقيقة لا ينكررها أحد..
العدوان على اليمن تجارة رابحة وإستثمار للعديد ولا يرغبون في إنتهاء ذلك لأن فيه زوال ربحهم ومكاسبهم، ويتم إستثمار كل شيء وكل الدماء والأمراض والمجاعات إعلامياً بوسائلهم الدنيئة بلا رحمة أو ضمير أو خوف من الله، لأن دماء إنسانيتهم إنعدمت وحل محلها دم شياطين بل فاقوا في أغلب الأحيان فعل شياطين الجن بما يتم ابتكاره من أساليب تدميرية للوطن والإنسان اليمني.
كل الأطراف شركاء في هذا الجرم وهذا التدمير والتجويع والترويع الحاصل باليمن ولا يُعفى طرف عن طرف في ذلك، فما يتم منهم جميعاً يعرفه الجميع وينشر في كل يوم من فساد طاغي وتربح وثراء وتدمير وقهر أدى إلى وصول المواطن اليمني إلى ما هو فيه الآن من ضنك العيش ودم مسفوك ومقدرات وطن مدمرة.
فإلى متى هذا الحال .. وإلى متى يكن الصبر..؟!!
يقينا لكل شيء نهاية .. وستتكشف كل الأقنعة العابثة وستزول لأن الله لا يرضي بالظلم ولن يرد دعاء المظلومين المحرومين والمسفوكة دمائهم في أرض اليمن.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا