لن نطالبكم بالثقة في بعضكم سنطلب منكم بدلا عن ذلك الثقة في عدوكم
يمنات
محمد عايش
المشكلة في الانعدام شبه التام للثقة بين الطرفين.
صالح لا يثق في الحوثيين والحوثيون لا يثقون في صالح..
حلفاء نعم، ولكن مع إبقاء كل طرفٍ قبضته على الزناد.
مناوشات اليوم خلفيتها مخاوف أنصار الله من الأنشطة العسكرية لطارق صالح.
يقول طارق ان معسكر الشهيد الملصي الذي أنشأه مؤخرا هو لرفد الجبهات، ويقول صالح إن كل ما لديهم من مسلحين هم فقط للأمن الخاص به وعائلته.
ويقول الحوثيون ان المسألة تتعدى ذلك، بحيث صار مسلحو صالح يقتطعون مربعات بعينها داخل العاصمة.
طبيعة الفعل ورد الفعل، وسوء التواصل بين الطرفين، يفاقم من أزمة الثقة، المتفاقمة في الأساس، وهذا يغذي التوتر الذي يتحول إلى صدامات من هذا النوع.
مع ذلك، ليطمئن الجميع، لن يتخذ الصراع القائم شكلا أبعد أو أخطر من هذه المناوشات التي حدثت اليوم.
وفي كل مرة ستحتوي قيادات الطرفين أية مواجهات كما احتوت مواجهات اليوم.
الخطير هو انعكاس هذا الصراع على الأوضاع في البلد بشكل عام، حيث يضعف أداء الحكومة (العاجزة في الأصل)، ويبعد التيارين الحاكمين في صنعاء أكثر وأكثر عن الناس وهمومهم الاقتصادية والخدمية السيئة والغاية في السوء.
النصيحة في هذه اللحظة سيتم التعامل معها باعتبارها انحيازا لطرف أو تحريضا ضد آخر أو تعزيزا للفتنة في أقل الأحوال؛ لذلك سنكتفي بالقول: انتم تدفنون أنفسكم بأيديكم، وإلا فأي عابر من المواطنين اليمنين يستطيع فض خلافاتكم العبيطة هذه بأقل من نصف ساعة.
لن نطالبكم بالثقة في بعضكم، سنطلب منكم بدلا عن ذلك الثقة في عدوكم، وفي جديته، وفي سعيه الحثيث ليل نهار لاستئصالكم… وأنتم تسهلون المهمة.