الفوضى والحرب مناخ ملائم للمكاسب واستملاك الوظيفة العامة
يمنات
د. فؤاد الصلاحي
مع تعويم الازمة بانتقالها من السياسة إلى المجتمع و استمرار التحشيد وفق مرجعية قبلية و طائفية، مع فشل القوى الحزبية في اعادة تجميع صفوفها و غياب بديل سياسي، ناهيك عن فشل الشرعية في تحقيق أي تقدم ميداني أو سياسي أو حتى دعم اغاثي و انساني. فإن المشهد العام لا يحمل انفراجا و لا حتى مؤشرات للخروج من عتمة السياسة و بؤس السياسيين.
و لهؤلاء جميعا تشكل الفوضى و الحرب مناخا ملائما للمكاسب المالية و المعنوية و استملاك الوظائف لهم و أقاربهم و أزلامهم، و لا ينظر أحد من هؤلاء للحل السياسي إلا من زاوية المحاصصة و الغنيمة لأطراف الحرب و هم أنفسهم أطراف الحوار.
هنا يتسابق البعض من فئات مختلفة للالتحاق بطرفي الصراع عله يحصل على نصيب من المغانم و ما سيل التعيينات و القرارات إلا دليل واحد ناهيك عن أدلة اخرى متعددة بات الجميع يعرفها.
و للعلم لو قرر الرئيس هادي حل الحكومة و انهاء جميع المستشارين لم تحرك أحد من هؤلاء ضده و لا قدرة لهم لتحريك حتى شخص واحد من الشارع، بل سيقررون الانتظار بعض الوقت ليعودوا تدريجا إلى مناصب و وظائف مختلفة و الحال ذاته مع سلطة صنعاء.
و المستغرب هنا أن الازمة بكل مظاهرها منذ جمعة الكرامة كانت واضحة المعالم ببؤس قيادات المشترك و تحالفاتهم مع الزعيم وفق مبادرة اجهضت كل بارقة أمل بالتغيير و عمق الأزمة حتى اليوم، لم يترتب عليها فرز الواقع أو المشهد السياسي و ظهور تكتل جديد من الشباب الذين يجب ان يمثلون مسارا متجددا لا يرتبط بمن صنع الازمة، و كان سببا فيها بل يتجاوزهم إلى افق افضل. فلا تكتل جديد و لا رؤية سياسية جديدة.
هنا أصبح الارتهان للخارج و الانتظار منه مساعدات انسانية كما مساعدات سياسية بل و حتى مبادرات و حلول لأزمة تخص اليمنيين أولا و اخيرا.
المصدر: حائط الكاتب على الفيسبوك
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا