رسالة إلى والي قمعستان..
يمنات
ايهاب القسطاوى
«رسالة إلى والي “قمعستان” .. حضرة المعتضد بالصهاينة والامريكان والى “قمعستان” ، أرجو أن تتقبل تحياتي المحملة بكل ما هو بغض وكُره لشخصكم الردى ، أما بعد ..
وددت أن أرسل إليك برسالة علها تذكرك بأشياء قد تكون أغفلتها بعد ان اشرفت على الانتهاء من اربعة اعوام من سنوات حكمك المظلم ، فإن كانت جوقة المناقين الذين يبنون مستقبلهم على انقاض الوطن قد جعلوك تنسى ما اقترفته يداك ، فدعني أذُكرك ببعض ما جرى أثناء حكمك المظلم للوطن ، ففي عهدكم زاد الفقر واستشرى الجهل ، وسالت دماء شباب أطهار خرجوا مطالبين بالحرية والعدالة ، وما بقى منهم بقى خلف قضبان السجون ، في عهدكم البائد تمت استباحة القرار الوطني وأصبحنا دولة تعيش على المعونات والاستدانة من دول العالم ، فبعد أن حققت سياساتك معدلات غير مسبوقة فى نسب الفقر ، البطالة ، والتضخم ، ولجوئك إلى المساعدات الخارجية والقروض الدولية والإقليمية والإقتراض من صندوق النقد الدولي مما أدى إلى تنفيذ سياسات الإفقار المتعمد لابناء الوطن مصحوباً ببيع القطاع العام وخصخصة مؤسسات الدولة الخدمية والإنتاجية كالصحة والتعليم إستجابة لشروط صندوق النقد الدولي ورفع الدعم الهزيل بالأساس عن المحروقات والسلع الأساسية مما أدى إلى إرتفاع جنوني في أسعار الغذاء والدواء ولازال يسير فى المزيد من الإجراءات التقشفية على الفقراء ، وعندما بعت ترابنا الوطنى الذى امتزج بدماء شهدائنا للبدو الرعاع من اجل رضا اسيادك من الصهاينة،وفي تحدٍ صارخ لإرادة الشعب المصري ، الان تقدم على المشهد الاخير او قبل الاخير في خطتكم فى تهجير أهالي سيناء وافراغ سيناء وجعلها منطقة غير أمنة تنفيذاً لأوامر أسيادكم وخدمة للكيان الصهيوني بعد خضوعكم لصفقة القرن ، مستهدفاً من وراء ذلك حل القضية الفلسطينية وإنهاء أي أمل للفلسطينيين في حق العودة ، وبين فشلكم في تضليلنا ، وفشلكم في تلبية مطالبنا البسيطة ، كنا نحن دائما من يدفع ثمن استبدادكم ، أرجو ألا يكون القصر الرئاسى الفاخر محا من ذاكرتك مشهد الجثث المتفحمة واللحم الذي التصق بالارض فى القطارات ، اوغرقاً في العبارات ، أوفي اقسام الشرطة ، او فى السجون ، او تحت انقاض البنايات ، ليصير المشهد دماء فى العيون ، دماء فى الأفواه ، دماء تسبقها دماء ويتبعها دماء ، ليتحول الوطن إلى ساحة من صراخ الأمهات المكلومة ، والذين لم يقترفوا ذنباً سوى أنهم كانوا مواطنين مصريين إبان فترة حكمك ، وإن حدثت هذة الكوراث فى إحدى الدول الأخرى لاستقال رؤساء وسُجن مسؤولون وسقطت حكومات، لكنك كنت وما زلت تتمتع بجلد في سماكة جلد وحيد القرن ،نعم جيدا انك تدرك أن الأزمة العميقة تحاصرك ، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي.
وندرك ايضا انك تحاول عبثا الفكاك منها بالاستمرار في المزيد من البطش والإرهاب والافقار المنظم لنا ، لكن اقول لكم ان تراكم القهر والظلم ، لم يعد محتملًا ، وهو ما سيشعل المزيد من المعارك ضدكم ، وكلما حاولوتم إغلاق المجال العام بالدم والحديد والنار ، سا يفتحه الغاضبون من المقهورين والمظلومين مجددًا ، مرضى السرطان وفيروس سي والفشل الكلوي الملقاة أجسادهم في طرقات المستشفيات ومعاهد الأورام يرسلون تلك التحية وينتظرون يوم الحساب ، وحتى ذلك اليوم أُبشرك بسهام من الصراخ الذي يخترق السموات ويجلد الصمت ، هو صوت المرضى الذين تاجر بهم وبصحتهم وبحياتهم رجالك المخلصون ، الذين التفوا حولك وتقربوا منك وأصبحوا بطانتك ذات الرائحة التى أزكمت الأنوف .
سيادة الوالى ، أحكمت قبضتك الأمنية على العوام والبسطاء حتى نسوا أنهم بشر، وأن لهم حقوقا يجب أن يطالبوا بها، ولكن أبشر، ان ساعة حسابنا لك قريبة ، و لن تجد أجهزتك الأمنية تحميك ، فلا شرطة تنفع ولا جيش يشفع ولن تجد هناك دزينة الصحافيين المُسبحين بحمدك ، كذلك لن تجد محاميا خبيثا يلوي الحقائق ، كما فعل مع من سبقك ، ويدافع عنك أمام قاضي امحكمة ، فمحاكمتك التي ننتظرها ستكون أمام الشعب وإلى ذلك الحين أرجو تقبل عظيم كراهيتي».