تحالف اضطراري إماراتي سعودي اخواني يعيد تحالف 94م للواجهة و يخيب آمال الجنوبيين ويطيح بالحراك
يمنات
سليم المغلس
من الواضح ان لكل من السعودية الإمارات مسار خاص بها بالشأن اليمني ليس من باب التناقض وإنما من باب لعب الأدوار لصياغة خارطة سياسية وأمنية جديدة حسب المشروع الأمريكي المناط بهما لتنفيذه وفرضه على الواقع اليمني
فالامارات تكفلت في العمل على صياغة المشهد كامر واقع من خلال تواجدها و من خلال أدواتها الخاصة كاعادة انتاج علي عبدالله صالح و قوى جنوبية من رحم القضية الجنوبية و الحراك الجنوبي وبعض الفصائل السلفية والوهابية ونظمها سياسيا وشعبيا وامنيا وعسكريا كقوى بديلة عن الاصلاح في مواجهة انصارالله والقوى المناهضة للعدوان
كما تحاول فرض هذه القوى سياسيا للتحكم في المشهد السياسي القادم بدلا عن الاصلاح وعن حكومة هادي
بينما السعودية كان دورها احتواء وتخدير حزب الاصلاح وحكومة هادي وتدفع بهم نحو التصعيد والاستنزاف في الجبهات وكذلك كخط رجعة مع الاصلاح في حال تعثر مسار ومخطط الامارات بالاستغناء عن الاصلاح كماهو حاليا
فكانت الإمارات تسمح لحكومة هادي وبن دغر بمساحة محدودة من التحرك والنشاط لتخفيف الحرج عن السعودية وكأنها فرضت ذلك على الإمارات في ظل استمرار محاربة وتضييق الخناق على الاصلاح
حيث كان وعند وصول بن دغر الى عدن يتم تجميد نشاط عيدروس الزبيدي وإخراجه إلى الإمارات وجولة الى الخارج، ليأتي بعد ذلك عودة الزبيدي الى عدن مع خروج بن دغر إلى الرياض وهكذا
وبعد سقوط علي عبدالله صالح كورقة رابحة كانت معول عليها الامارات والسعودية ، وبعد تقييم الإمارات لحلفائها بعد صالح من خلال تجمع بعض قيادات المؤتمر الموالية للامارات مع احمد علي في أبوظبي ولقاءاتهم مع محمد بن زايد ، تبين له هشاشتهم وضعفهم خصوصا مع وجود قيادات المؤتمر الثقيلة والوطنية في الداخل والتي لا تقبل الدخول بمثل هذه الصفقات المشبوهة.
حيث ولا شك ان جماعة ابوظبي من قيادات صالح طلبوا الوقت الكبير والكافي ليستطيعوا إعادة إنتاج أنفسهم شعبيا وتنظيميا للسيطرة على قرار وقيادة المؤتمر واعتباره مسار استراتيجي ستعمل وتدفع نحوه الإمارات بنفس طويل .
وأنه لا مانع في هذا الظرف من التهيئة لتحالفات مع الاصلاح حتى يستفيدوا منه ليتمكنوا من إعادة إنتاج انفسهم والتسلق على ظهر حزب الإصلاح خصوصا وهم يملكون خبرة وتجربة في ذلك
وحتى يتم اعادة انتاج احمد علي او غيره من القيادات كقوى تابعه له في الشمال ، يأتي دور السعودية التي احتفظت بعلاقتها وتواصلها مع الاصلاح لمثل هذه الظروف ، حيث قامت بتبني تسوية بين الامارات والاصلاح للقيام بتحالف اضطراري ، لحاجتهما الماسة إلى خدماته ومواجهة الجيش واللجان الشعبية و الشعب اليمني الحر
ليجد حزب الاصلاح نفسه وحيدا في ساحة الارتزاق بعد رحيل صالح ومدللا من قبل دول العدوان لحاجتها اليه ليستغلها فرصة للابتزاز واملاء شروطه بتحالف على المدى البعيد يضمن مستقبله السياسي ويحمي كوادره وأعضاءه ويحفظ حقه في النشاط والحضور جنوبيا ويقضي على خصومه فيما يسمى بالمجلس الانتقالي وفرض واقع جديد بسيطرة مايسمى بالشرعية التي يتخذها غطاءا لتحركه على مناطق الاحتلال في الجنوب وتعز
وقد نرى في قادم الأيام لقاءات تجمع احمد علي او قيادات تابعة لمؤتمر الإمارات تلتقي سرا أو علنا مع اليدومي أو غيره من قيادات الاصلاح الذي كان يشترط بتحالفه مع المؤتمر إزاحة صالح من العمل السياسي ورئاسة الحزب وهاهو يتحقق بمقتله بعد ماشجعته ناشطيه والامارات والسعودية لهذا المسار الذي حقق شرطهم ، مما يعيد المشهد إلى عام 94م.
وهذا ماتم نقاشه في لقاء اليدومي والانسي مع محمد بن سلمان ومحمد بن زايد في الرياض وسيظهر ملامح الاتفاق في الخطوات التي سيتحركون فيها خلال قادم الايام.
تظل هناك تساؤلات ستكشفها الايام القادمة :
هل الامارات ستنجح بجر الاصلاح لمعركة وقتية ومن ثم رميه والاستغناء عنه بمجرد انتاج قوى جديدة تابعه لها ؟
ام ان الاصلاح سيستفيد من الماضي ويستغل الفرصة وحاجتهم اليه لاملاء شروطه وفرض امر واقع يعزز حضوره ويقضي على خصومه ويمنع الإمارات من انتاج اي قوى بديلة عنه ؟
كما نتساءل فبإعادة تحالف ثلاثي الشر المتمثل في الاصلاح وصالح وهادي ( تحالف حرب 94م ) !
هل ستعود الفتوى التي تكفر أبناء الجنوب وتستبيح دمائهم ؟
و أين سيكون موقع الحزب الاشتراكي و الحراك الجنوبي في خارطة التحالفات القادمة ؟
وهل استطاعت الإمارات شراء قيادات الحراك الجنوبي ومواقفهم وقضيتهم وأصبحوا أداة طيعة بما يجعلها تقدم على هكذا خطوات دون أي اعتبار لهم ؟