اغراق الصماد بالحوارات مع رموز المؤتمر مقابل التخلي عن جمهوره!
يمنات
محمد المقالح
عشرين يوما من احداث صنعاء (1-4ديسمبر) كان يمكن ان يعمل الرئيس الصماد الشيء الكثير فيما خص امن الناس او معيشتهم او كرامتهم وقد يستطيع ان يعيد بهذا شيء من الطمأنينة وشيء من الثقة بالانصار وسلطتهما في صنعاء.
لكن مركز الاختراق في جماعة الانصار نفسها ومن كان شريكا لصالح في صناعة عوامل الازمة وتفجيرها في الاول من ديسمبر هو من تعمد اشغال الصماد بل واغراقه في موضوع واحد طوال هذه الفترة هو محاولة ارضاء و احياء قيادات ووجاهات ومشايخ المؤتمر الشعبي العام او ومن تبقى منهما بعد هروب الكثير الى عدن او مأرب ناسيا -اي الصماد- الانشغال بارضاء وطمأنة جمهور المؤتمر نفسه وهو الاهم، وتقديم الحاجات الاساسية للشعب.
* والمشكلة انه لا الصماد ولا مركز الاختراق في الجماعة ومن اسميهم بالسلطة الخفية بصنعاء ربما يدركان او لا يدركان ان ارضاء عدد من قيادات المؤتمر لن يكسب الانصار ولاء هؤلاء الرموز والواجهات المشيخية والعسكرية والبرلمانية بقدر ما سيخسر الانصار جمهور المؤتمر الذي سيعتبرهم خونه وباعوا دماء الراحل بكم مبلغ او منصب مقابل تدمير المؤتمر واعلان اطار وظيفي لقيط لا علاقة له بتاريخ المؤتمر ولا بجماهير الشعب.
* والاخطر ان هذه الوجهات -التي لم تعد تمثل جمهور المؤتمر منذ مقتل صالح والزوكا- ستشعر ان هذا الاهتمام المبالغ به من قبل الان صاروا تحالف العدو دليل على “اهميتها” وان الاخرين ضعاف بدونها وان بامكانها بالتالي ابتزاز الطرفين ومن يعرض اكثر وكلا يختار الوقت المناسب لتغيير الولاء والجبهة التي يقاتل فيها.
* والخلاصة مركز الاحتراق اليوم في دائرة مغلقة بعد مقتل صالح ويشعر انه بلا شريك في المحاصصة كما يعرف جيدا بان الانصار معنيين بتغيير كامل استراتيجيتهم لتحمل المسؤلية الكاملة امام شعبهم بمفردهم وهو ما لا يرده مطلقا ولهذا فهو يسابق الزمن لاقناع وجاهات في المؤتمر لاعلان كيان جديد باسم المؤتمر الشعبي العام بقيادة جديدة موالية للانصار في صنعاء .
* كما انه وللسبب ذاته يقوم المركز بتعطيل الرئيس وكل مؤسسات الدولة والجماعة واغراقهما بهذا الامر وحده وكل يوم يرتب اجتماع جديد للرئيس بقيادات جديدة للمؤتمر في صنعاء والمحافظات بعيدا عن كل هموم الوطن والشعب الاخرى مبقيا مقتل صالح حدثا وحيدا ورافضا اغلاقه بتغيير المشهد في الحرب وفي شكل القيادة باتجاه عهد جديد يتحمل الانصار فيه المسؤولية بعيدا عن المحاصصة والشراكة والارتهان .
* عشرين يوما من مقتل صالح المدوي والسلطة الموازية للجماعة مشغولة بل غارقة في البحث عن شراكة شكلية مع مؤتمر تصنعه على عينها ولا ملامح له ولمهمة واحدة فقط هي ممارسة الفساد والمحاصصة بالشراكة مع سلطة صنعاء الفعلية ولا يهم بعد ذلك شيئا والمهم هو البحث عن الشريك حتى لو كانت السعودية نفسها وهو ما يبقي الاوضاع مفتوحة للعدو ليدخل من جميع الابواب والنوافذ واولها واخطرها ابقاء صنعاء جبهة مفتوجة لكل الاحتمالات بما في ذلك امكانية تجدد الصراع بعيدا عن امن ومعيشة وكرامة اليمنيين .
* والخلاصة انصار الله اليوم ومنذ دخول صنعاء خطان واضحان ومتوازيان احدهما همه السلطة والشراكة فيها كأقلية ولو في حارة البليلي ولا قضية لديه ولا مشروع والاخر همة الوطن وكرامة مواطنيه والدفاع عنهما وعن مصالحهمها العليا.
* نعم خطان الاول همة رموز المؤتمر والثاني همه الشعب وجمهور المؤتمر
* المؤسف ان الخط الاول يتحكم اليوم بسلطة القرار وهو من ذهب للمحاصصة مع صالح وهو من تقاتل معه وهو من يمنع اي تغيير بعده وهو من عطل جبهات الحدود وعطل القرار وابقاء كل شيء مفتوحا للازمات.