مجلس بحثي امريكي يتحدث عن آفاق الحل السياسي في اليمن بعد رحيل “صالح”
يمنات – صنعاء
أعتبر المجلس الأطلسي أن انتهاء الحلف بين المؤتمر الشعبي العام و أنصار الله سيؤدي إلى فصل جديد في الصراع اليمني.
و المجلس و هو مؤسسة بحثية غير حزبية مؤثرة في مجال الشؤون الدولية، و تأسست عام 1961، و يوفر المجلس منتدى للسياسيين و رجال أعمال و مفكرين عالميين، و تديره “10” مراكز إقليمية و برامج وظيفية تتعلق بالأمن الدولي و الازدهار الاقتصادي العالمي، و يقع مقره الرئيسي في العاصمة الامريكية، واشنطن.
و أشار المجلس إلى ذلك يتزامن مع تكثيف الفصائل المتحاربة من عملياتها العسكرية.
و توقع المجلس الأطلسي، أن يقوض موت “صالح”، من جهود حل الصراع في اليمن، على الرغم من إرث التكتيكات المدمرة و القمع الذي تركه. مرجعا ذلك إلى عدة أسباب أهمها: عدم وجود فرصة التفاوض مع طرف براجماتي ذي علاقات سياسية و دبلوماسية راسخة على الصعيدين المحلي و الدولي، و افتقار حركة “أنصار الله” للعقلانية و الخبرة السياسية.
و وصف المجلس في تقرير جديد له صدر الأسبوع الحالي، أنصار الله بأنهم شريك عاطفي لا يعتمد عليهم في طاولة المفاوضات.
و اعتبر المجلس أن القضية الأخطر، هو غياب التفاوض لمدة تزيد عن عام. غير أنه أشار إلى أن الدعوة التي قدمها “صالح” قبل وفاته، كانت من الممكن أن تعيد تفعيل المفاوضات لو أن “صالح” ظل على قيد الحياة.
و أشار المجلس في تقريره إلى أنه و منذ ذلك الحين، لم يمرر مجلس الأمن قراراً معدلاً متماشياً مع التطورات الأخيرة، و أنه بدلاً من ذلك، عُقد اجتماعاً مغلق فقط حول الوضع في اليمن، و طالب فقط بعدم التصعيد.
و لفت التقرير إلى أنه مع الافتقار الواضح للإلحاح على إعادة إنتاج الحل السياسي، فإن الاقتتال على الأرض قد تصاعد، و ظهرت تحالفات جديدة تنذر بالمزيد من التصعيد العسكري.
و أكد التقرير أنه و على الرغم من ضرورة انتاج حل سياسي، إلا أن مناقشة حل سياسي جديد للصراع، يبدو سابقاً لأوانه الآن. مبيناً أنه ليس فقط الرغبة المتزايدة في المنافسة العسكرية، هي التي أدت إلى تقويض احتمالات التوصل إلى حل تفاوضي.
و لفت إلى أن النهج التكتيكي المعيب الذي تقوده السعودية و تهدف من خلاله توحيد الفصائل المحلية اليمنية ضد “أنصار الله”.
و أشار إلى أنه في الوقت الذي لا يستطيع أي من المعسكرين السعودي أو “أنصار الله” ادعاء الغلبة العسكرية، فإن “أنصار الله” اكتسبوا قوة عسكرية هامة منذ اندلاع الحرب.
و لفت إلى أنه و بسبب انتصاراتهم المبدئية و تطلعهم للسيطرة الكاملة جعلهم يقابلوا أي معارضة لهم بالعنف، و ذلك ما يبرر القتل المهين الذي تعرض له “صالح”، فضلاً عن القمع اللاحق لكل من تحالف معهم.
و أوضح أن ذلك أدى إلى تقويض جهود الدبلوماسية القبلية المحلية في حل الصراعات المحلية. معتبرا أنه و في مقابل ذلك، استفاد عضو رئيسي في “التحالف السعودي” من الوضع الجديد، بعد أن اتخذت الإمارات خطوات لإعادة “التحالف” مع عدوها القديم، و هو حزب “الإصلاح” (إخوان اليمن).
و اعتبر المجلس أن ذلك ليس سوى “تزواج مصالح”، كما حدث مع “صالح” و عدوه القديم “أنصار الله”.
و حذر من مغبة إقدام “التحالف” على توحيد قوات “المؤتمر الشعبي العام” التابعة لـ”صالح”، مع قوات “هادي”، و قوات الحراك في الجنوب، و الإصلاح لهزيمة أنصار الله، كون تلك الفصائل لديها عداوات تاريخية عميقة حيال بعضها البعض، ما يهدد فاعلية هذا الحشد.
و شدد المجلس على ضرورة أن يكون موت “صالح” بمثابة الدرس لـ”التحالف” حتى يعي بأن مثل هذه التحالفات الهشة لا محالة ستنهار و قد تأتي بنتائج عكسية.
و ذهب المجلس المجلس الأطلسي إلى القول: “بالنظر إلى الترتيبات الحالية، فإن الصراع في اليمن لا يبدو أنه سينتهي من خلال تسوية رسمية يتم التفاوض عليها عبر نفس إطار العمل للأمم المتحدة، الذي نتج عن الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة السابقة، كون الحرب الأهلية التي تقترب من عامها الرابع و التدخل العسكري للتحالف أدى إلى عداوات لا حل لها بين الفصائل اليمنية المختلفة.
و حذر المجلس من أن أي جهود للسلام، ستتجاهل الانقسام المتنامي والمظلومية التاريخية، سيكون مصيرها الفشل. مبيناً أن الحل السياسي سينتصر فقط، إذا ما وضع في اعتباره هذه التحديات القديمة والوليدة.
و أكد على أن وجود نهج دولي أكثر صرامة، لإيجاد حل سياسي في اليمن يمكن أن يساعد في الحيلولة دون مأساة أكبر، شريطة أن يكون هناك مصلحة أخلاقية و استراتيجية في إحلال الاستقرار في اليمن.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا