بحاح يدعو إلى اعادة هندسة (الشرعية) ويحذر من ثورة جياع تتجاوز ما حصل في الدول العربية
يمنات – صنعاء
دعا رئيس حكومة هادي و نائبه الأسبق، خالد بحاح، إلى إعادة “هندسة الشرعية” لتجاوز نقاط الضعف في أدائها السياسي و الاقتصادي، و دعم المجلس الانتقالي الجنوبي.
جاء ذلك في ورقة له شارك بها في ندوة سياسية، استضافها مركز الملك فيصل للبحوث و الدراسات الإسلامية بالعاصمة السعودية، الرياض، بعنوان (اليمن بعد علي عبد الله صالح).
و أعتبر بحاح أن جذور الأزمة اليمنية مرتبطة بما اسماه “عدم قدرة الشمال الإمامي على الاندماج مع اليمن الجمهوري”، و كذا المعاناة التي يعيشها الجنوب العربي مع اليمن الجنوبي.
و رأى بحاح أن صراعات الماضي انتجت بواقعها المأزوم الدولة الاندماجية في العام 1990م بكل ما اشتملته من سلبيات. مشيرا إلى أن ذلك جزء رئيسي في ما نعيشه من اخفاقات.
و أشار إلى أن الأحزاب السياسية ظهرت في اليمن في ظروف غير طبيعية، و تعرضت لاستقطابات النفوذ التقليدية بأبعادها القبلية و المذهبية في شمال اليمن، في حين ظهر في الجنوب الحزب الاشتراكي في موجة صعود المدّ القومي العربي.
و أعتبر أن تلك الأحزاب لم تكن قادرة على تشكيل وعي سياسي واسع إنما انحسرت في تكوين الكتلة الصلبة للحكم و تدعيم السلطة. مدللا على ذلك بانكفاء جميع الأحزاب عندما تفقد السلطة سواء محليا كالاشتراكي أولاً ثم المؤتمر الشعبي العام.
و فيما دعا جميع اليمنيين للعمل على إنجاح عاصفة الحزم و إعادة الأمل في ظرف يصعب فيه العودة إلى الخلف. طالب بالعمل بجدية و بصدق من أجل بناء الدولة الوطنية من خلال رؤية استراتيجية تتضمن ثلاثة مسارات هامة سياسية، و أمنية و عسكرية و اقتصادية.
و توقع بحاح نهاية حزب المؤتمر الشعبي العام بذات ما انتهى إليه الحزب الاشتراكي بعد حرب العام 1994م. مشيرا إلى أنه سينشطر إلى أكثر من حزب بحسب الاستقطابات التي تحرص عليها القوى الباحثة عن نصيبها من إرث علي عبد الله صالح.
و طالب بمنح فرص سياسية للأحزاب بأن تتشكل وتعيد بناء نفسها. حاثاً على دعم المجلس الانتقالي الجنوبي كأفراز لازال في طور المخاض يجب الأخذ به بإيجابية والاعتناء بعد أن توحدت من خلاله كثير من قوى الحراك الجنوبي.
و قال ان سلوكيات شخصيات في (الشرعية) تتحمل الاخفاقات العسكرية و السياسية و الاقتصادية. مرجعا ذلك لسوء الأداء.
و لفت إلى أن ذلك منح ما سماها بـ”مليشيات الحوثي” قوة ميدانية و حضور سياسي غير مستحق. محذراً أن الاهتراء الحاصل في جسد (الشرعية) سيؤدي إلى ثورة جياع تتجاوز مثيلاها في الدول العربية بسبب ارتفاع معدلات البطالة و افتقاد المواطن للغذاء والأمن.
و أعتبر بحاح أن “هندسة الشرعية” باتت اليوم ضرورة ملحة لتجاوز نقاط الضعف في المكون الشرعي.
و أكد بحاح دعمه لفكرة تأهيل أحمد علي صالح ليلعب دوره السياسي و العسكري، وفقا لمشروع وطني بعيد تماماً عن نزعات الثأر السياسي التي أودت باليمن في العديد من حقبه التاريخية.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا