لماذا رفض عرض لتوريد المشتقات النفطية بمزايا تخفف الضرر على الاقتصاد الوطني..؟
يمنات
نبيل الحسام
هل تصدقون ان السلطتين في صنعاء والرياض رفضتا عرضا يخفف من الازمة الاقتصادية ويحافظ على سعر الريال اليمني ويضمن استمرار صرف المرتبات ويخفض اسعار المشتقات النفطية، ما يخفف عن كاهل الشعب وفي مقدمتهم الفلاحين الذين توقفت زراعتهم بسبب ارتفاع اسعار الديزل وايضا دعم الخدمات المختلفة في الصحة والتعليم وغيرها وفوق ذلك الحفاظ على المؤسسات العامة والامن القومي للبلد..؟!
الحديث صحيح وليس كذب.
فالعرض تقدمت به شركة نفط روسية حكومية الى سلطة صنعاء اواخر العام 2016 لن تصدقوا ما فيه من مزايا وهي:
– توريد نفط بأقل من السعر العالمي وان يكون الدفع بالريال اليمني .. نعم بالريال اليمني وان يكون التسديد بالآجل ولمدة قد تصل الى اكثر من 90 يوم بعد تسلم الشحنة.
فقط كان شرط الشركة الروسية لضمان استفادة الدولة اليمنية والشعب اليمني وهو ان يتم التعامل مع جهة حكومية هي شركة النفط اليمنية وليس مع التجار، و أن يتم الاتفاق على سعر البيع للمواطن وعدم الزيادة عن السعر المتفق عليه وان تخصص نسبة 40% من الارباح لدعم الخدمات.
نعم هكذا كان العرض يحقق كل ما قلناه سابقا وفي مقدمتها قيمة الريال اليمني، فشراء النفط بالريال اليمني يمثل تأمين للريال بالإضافة الى الحفاظ على الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة. لأن احد اسباب ارتفاع الدولار هو ان تجار النفط يستوردون النفط بالدولار ويبيعونه هنا بالريال اليمني، ولذلك فهم يقومون بشراء الدولار بالريال اليمني من الداخل وتحويله الى الخارج، و بذلك يستهلكون الاحتياطي من الدولار، وكلما مر الوقت يقل ومن ثم ترتفع اسعاره ويقلل من قيمة الريال اليمني. والتاجر ليس متضرر فهو يرفع السعر اضعاف ارتفاع سعر الدولار وكل ذلك يتحمله المواطن وحده.
كما ان شرط ان يكون المشتري هو شركة النفط فإن هذا يحافظ على بقاء المؤسسة العامة كما ان الارباح ستذهب الى الخزينة العامة التي ستساعد في حل كثير من المشكلات وفي مقدمتها مشكلة توقف صرف المرتبات. بالإضافة الى ان نسبة40% المخصصة من الارباح لدعم الخدمات ستسهم في حل كثير من مشكلات الخدمات.
و المهم في هذا ايضا هو ان هذا سيدعم الحفاظ على الامن القومي للبلد كون المشتقات النفطية تعد من اهم السلع السيادية ذات الصلة المباشرة بالأمن القومي وبقائها بيد الدولة يضمن عدم تعرضه للمخاطر وهو ما تعتمده كل دول العالم.
علاوة على ان هذا العرض يمثل كسرا للحصار المفروض على سلطة صنعاء ويضمن تدفق المشتقات النفطية وهو جانب مهم في دعم جهود المواجهة مع العدوان. و لكن من يصدق ان هذه السلطة رفضت هذا العرض لصالح التجار في مقابل بقاء كل المشكلات والمعاناة التي يعيشها الشعب وتسلم الامن القومي للبلد لمافيا النفط..؟!
كما ان سلطة عدن كان بإمكانها ايضا الاستفادة من العرض واجراء اتفاق مماثل وفي نفس الوقت كانت ايضا بإمكانها ان تحقق ما رفضته سلطة صنعاء. ولكنها ايضا لم تقم بذلك وتركته للتجار مثل سلطة صنعاء.
برأيكم لماذا حدث هذا..؟!
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا