سلطة الاحتلال تعلن الموازنة من عدن وصنعاء تتخلى تدريجيا !
يمنات
محمد المقالح
اعلنت الموازنة العامة هذه المرة من عدن وليس من صنعاء وهي خطوة اخرى هامة لممارسة ما يسمى بالشرعية لسلطتها الفعلية انطلاقا من عدن “العاصمة الموقتة” بعد ان كان هذا مقصورا على عاصمة الجمهورية اليمنية صنعاء منذ ان شنت السعودية الحرب العدوانية على اليمن 26مارس 2015م
اعلان الموازنة العامة للدولة من عدن بغض النظر عن سلامة اجرائتها وصحتها سبقها خطوات كبيرة اخرى في سياق تثبيت سلطة الاحتلال بعدن لشرعيتها وهو امر ما كان له ان يتم لولا متغيرات كبيرة كان لسلطة صنعاء ادوار كثيرة وكبيرة في الوصول اليه مرة بوعي ومرات بدونه !
والمشهد حتى اللحظة يقول بان صنعاء تتخلى عن ممارسة سلطتها الفعلية على الدولة والمجتمع وتنقلها تدريجيا لسلطة الاحتلال منذ ان تخلت هي بنفسها وتحت ضغط سفراء الربايعة في مفاوضات الكويت عن اعلانها الدستوري وذهبت تقتات على هامش دستور “الشرعية الذي لايمنحها اي مشروعية بقدر ما يمنحها للعدو هكذا بدات خطوات التخلي عن ممارسة السلطة الفعلية على قرار الجمهورية المنية تترى واحدا بعد اخر .
وفي الاثناء نقل البنك المركزي من مركزه السيادي بصنعاء دون مواقف حازمة عسكرية وسياسية رافضة ثم شكلت حكومة الانقاذ بعد يوم واحد من عودة حكومة الاحتلال الى عدن وكان هذا اكبر ما اثار تساؤلات من ظلوا يطالبون بضرورة ملء فراغ السلطة منذو انتصار الثورة وحتى ذلك التاريخ وتاليا بعد تالي اخرج الجيش واللجان من اخر محافظات الجنوب ليمارس الاحتلال تكريس الانفصال الشطري وتقسيم الشمال والجنوب كل على حدة كما يريد وكما يحدث اليوم .
احتلت المخا واصبحت هي الاخرى مدينة وميناء بيد الاحتلال ويمارس فيها كامل السيادة بلا اي اقلاق او حتى مناوشة باتجاه المخا او ضد القواعد التي انطلقت منها الجيوش لاحتلالها وتامينها باحتلال ما بعدها !
وشيئا فشيئا تم السيطرة على الساحل الغربي للبحر الاحمر المقابل لمضيق باب المندب كاملا وهو اكبر انجاز للاحتلال حتى الان وبينما تهديدات صنعاء تترى حول خطورة التقدم اكثر باتجاه الحديدة سقطت السيادة على ميناء الحديدة بلا حرب وباسوأ من المبادرة الخيانية للبرلمان نفسه وباتفاق كما قيل وبلا نفي بين الانصار ووسطاء امريكان عبر سفراء ومنظمات اممية !
اليوم سلطة الاحتلال بعدن تعلن موازنة الدولة وتمارس كامل سلطتها على اليمن واصبح الموظف يذهب الى عدن ويسجل نفسه بالكشوفات ويعود الى صنعاء ليستلم راتبه كل شهر من اقرب مصرف خارج البنك المركزي وحين اعلن بن دغر ما اسماها موازنة الدولة قال بوقاحة ان مرتبات الموظفين في المحافظات التي بيد المليشيات ستقتصر على الصحة والجامعات والتربية فقط !
يذكر انه وبعد ذهاب ثورة 21سبتمبر االى دستور “الشرعية” والمبادرة حدث ان تقاتل طرفي صنعاء على سلطة “البليلي” وان شئت على سلطة “مسجد الصالح وحي الامن السياسي” بعد عام من الاتفاق وكان هذا طبيعيا .
ولان الوطن اصبح بحثا عن شراكة في الارض او في الثروة والوجاهة فان الصراع في صنعاء ما كان له ان يحدث لولا بحث من نزو على الثورة وعلى قرار حركة انصار الله عن شراكة شكلية بنهم وبجوع تاريخي لا حدود لتهافته وعلى ما تبقى من اليمن ولم يكن لهذه الشراكة من نتيجة سوى انها احيت خصوم الثورة واستدعائهم للمحاصصة ومن ثم الصراع دون ان تمنح هذه الشراكة للثورة او بالاصح للصوص الثورة سوى الفساد والتخلي عن مسؤليتهم تجاه المعيشة والكرامة الوطنية .
خلال اربعة ايام فقط وبكثير من الدماء والاحقاد حسم الصراع على سلطة الاحياء المذكورة وحينها تم التاكد من استقواء الطرف المهزوم بقوى العدوان وقد ذهب من تبقى منهم بالفعل للقتال في صفوفه وبقي الطرف الاخر منتظرا ما يجود به الاحتلال من وعود ومساعدات او مؤامرات اقتصادية وزحوفات وغارات عسكرية انطلاقا من عدن او من مأرب ومركزهما الرياض وابوظبي.
و بينما سلطات الاحتلال تمارس سلطاتها المجزأة عمدا وباتفاق “الصوملة” في عدن ومأرب والمكلا بسلام ودون ان يطالها من صنعاء رصاصة واحدة طائشة يحدث ان تحتل شبوة وبالاثناء ما تبقى من الساحل الغربي وتقصف صنعاء العاصمة ب50غارة في يوم واحد فقط .
اذا استمرت سلطة صنعاء تحتقر ذاتها ولا ترى في نفسها اهلية او احقية لحكم اليمن انطلاق من واجب تحرير كامل ترابها فانها الى التراجع ومن ثم الهزيمة حتما ولن يفيدها كل الضمانات التي تمني نفسها او يمنوها السفراء بها فهولاء جميعا لن يضمنوا لها ولا بايديهم ضمان حارة واحدة من حواري صنعاء حين تنفرط السبحة وتتداعا بالطريقة التي تسير عليها الان .
لقد هزم الانصار انفسهم حين قرروا ان يكون جماعة لا شعبا وتكوينا اقلويا لا ثورة وفئة لا مواطنين وكانوا بذلك قد تخلوا عن كل مصادر قوتهم وذهب ببعضهم الوهم الى انه بلامكان ضمان حكم جزء من اليمن مقابل تسليم جزءه الاخر وهو وهم كبير بقدر ما هي خيانة لا حدود لعارها ان قرروا المضي بها فعلا !
اليمن كل لا يتجزا فاما كل اليمن والا فلا 1% من اليمن ولا احقية لاحد بحكم جزء من اليمن كاقلية او طائفة والامر لا ينطبق عليهم وحدهم بل على كل من تسول لهم انفسهم بالبحث عن فصل او تجزئة اليمن في الشمال وفي الجنوب فاما يمن واحد وسلطة واحد والا فلا يمن بل يمنات لا نهاية لفسيفسائيتها وتدميرها بعضها بعضا.
اليمن عبر التاريخ بلا طوائف ولا اقليات ومن لا يرى في نفسه مواطنا من حقه ان يحكم كل اليمن فلا مكان له لحكم نصفها او ربعها باي صفة كانت اخوانية او سلفية او جنوبية او فئوية .
لحسن حظ صنعاء ان اعداء اليمن اغبياء حد العنصرية القاتلة التي تقتل نفسها قبل ان تقتل من تود سحقه وانهائه من الوجود وهذا هو هدف السعودية تجاه الانصار الامر الذي يتيح لهم امكانية التراجع عن كل هذ الهوان والانتصار وبقوة على كل هذه الاوهام وبالتالي الانتصار على السعودية باستقلال ووحدة اليمن ولكل اليمنيين.