بعد الكوليرا والدفتيريا .. وباء “غامض” يظهر في مأرب
يمنات – صنعاء
أبلغ مواطنون في محافظة مأرب الجهات الصحية في المحافظة عن تسجيل عدد من الوفيات، جراء ما تعتقد مصادر محلية أنه وباء خطير، انتشر أخيراً في منطقة على الأقل في المحافظة، وحصد العديد من الوفيات والحالات المرضية.
وأكد رئيس «جمعية حضارة سبأ» محمد بن صالح ميقان، لـ«العربي»، أنه أُبلغ أخيراً بحدوث «حاﻻت وفاة مفاجأة بمنطقة الدماشقة وآل حفرين بمديرية الوادي محافظة مأرب، وكلها كانت بسبب كحة وحمى في البداية، ولكنها سرعان ما تؤدي إلى توقف تام للرئة مما يسبب الوفاة».
وأضاف أنه من خلال ذلك استنتجنا احتمال انتشار فايروسات خطيرة بمحافظة مأرب قد تكون أحد أنواع الانفلونزا القاتلة، حيث سجلت أكثر من خمس حاﻻت وفاة بالمنطقة، خلال أسبوع، منهم :«علي حمد سهيل، علي حسن حفرين، عبدالله حسن العجي، حمد صالح عوشان»، موضحاً أن بعضهم توفي «بعد يومين من اﻹصابة فقط، وقد تبين أن هنالك عدة وفيات حصلت في مناطق متفرقة من محافظة مأرب كانت تعاني من نفس اﻹصابة».
وأشار ميقان إلى أنهم وجهوا مناشدات لمكتب الصحة والمنظمات الدولية بضرورة التحرك، وأن فريقاً من مكتب الصحة، برئاسة الدكتور ناصر السعيدي، قام بالنزول السبت إلى المنطقة، وأجرى مقابلات وفحوصات لبعض المرضى وأسر المصابين، ولكن «كما تعلمون إن الإمكانات الطبية ضعيفة بالمحافظة، وهذا انعكس على خبرة الكادر، لذلك يجب أن تصل هذه القضية للمنظمات الدولية المهتمة بالجانب الصحي واﻹنساني باليمن، وأن ترسل فرقاً خاصة للإطلاع على الوضع الصحي بالمنطقة عن كثب».
وحذر ميقان من أن أي تأخير سيفاقم اﻷوضاع، خصوصاً أن محافظة مأرب تأوي نازحين، وأنه «بسبب تركز النزوح في مربعات سكنية محدودة المساحة بمديرية الوادي ومركز المدينة وبعض المديريات المجاورة فإنه من السهل تفشي اﻷوبئة الفتاكة وانتشارها بسرعة كبيرة في اﻷوساط السكانية».
نزول ميداني
من جانبه، أكد بيان للإعلام الصحي في مأرب، اطلع «العربي» على نسخة منه، أن فريق الاستجابة السريع بالترصد الوبائي بمكتب الصحة العامة والسكان في مأرب، قام بالنزول الميداني إلى منطقة الحوي الدماشقة في مديرية الوادي، بالنزول إلى مديرية الوادي منطقة الحوي الدماشقة، وذلك بعد أن تلقى المكتب بلاغاً بأنه «يوجد حالات مرضية تعاني من التهابات في الصدر وحدوث وفيات».
ونقل البيان عن مساعد الترصد الوبائي، ناصر السعيدي، أنه تم النزول بفريق طبي مكون من طبيب عام ومخبري وممرضين، وتمت معاينة عدد من الحالات التي استقبلها الفريق وأخذ عينات لغرض إرسال العينات إلى مختبرات تخصصية، وسيتم التأكيد من واقع نتائج الفحوصات الطبية من وجود أي من الأوبة والفيروسات. وأشار إلى أنه «من خلال المعاينة (الأولية) اتضح أن الحالات تعاني من التهابات في الصدر نتيجة موجة البرد»، وأن هناك «حالات تعاني من مرض السل منذ فترة طويلة مما سبب في تضاعف تلك الحالات».
إلتهاب حاد للرئة
من جانبها، ذكرت «منظمة شاهد للحقوق والتنمية»، في مأرب، أنه تم الإبلاغ عن عدد من الوفيات يُشتبه بإصابتها بفيروس غريب، في مديرية الوادي. ونقلت عن ذوي الضحايا أن الفيروس يصيب الرئة ويؤدي لإيقاف عمليات الجهاز التنفسي، وأضافت أنه «يصيب الرئة بالتهاب حاد ينتج عنه وفاة المصاب بعد دخول الرئة في شلل تام»، وأشارت إلى أنه تم «رصد ثلاث حالات وفاة متشابهة في قل من شهر».
يشار إلى أنه وفي ظل الأوضاع الإنسانية والتدهور في القطاع الصحي في اليمن، انتشرت أوبئة وأمراض، كان أبرزها الكوليرا، في خلال العام الماضي، بالإضافة إلى وباء الدفتيريا (أو الخناق)، حيث سجلت الكوليرا منذ تصاعد انتشارها في أبريل 2017 ما يقرب من مليون إصابة وأكثر من ألفي وفاة.
المصدر: العربي