مجلس بحثي امريكي يكشف عن طبيعة الخلاف السعودي الامريكي في اليمن وتوصيفه للصراع في عدن
يمنات – صنعاء
قال تقرير بحثي للمجلس الأطلسي أن مدينة عدن كانت تبدو ظاهرياً البقعة الوحيدة في اليمن، التي يمكن الحديث بشأنها فيما يخص إعادة الإعمار، بعد قرابة “3” سنوات من بسط حكومة هادي المعترف بها دوليا سيطرتها عليها.
و أشار المجلس الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له، أنه في الوقت الذي بدى أن سكان مدينة عدن متوحدين، انتقل الصراع ليكون بين الحلفاء في عدن، و ليس على المستوى المحلي فحسب، بل أيضاً على المستوى الإقليمي.
و أوضح تقرير المجلس أن الانقسام صار مبنياً على زعم أن حكومة هادي فاسدة. لافتا إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو آخر المجموعات التي ظهرت تحت مظلة الحراك الجنوبي، و أنه من قام خلال الأيام القليلة الماضية، بتطويق الإدارة المعترف بها دولياً في منطقة المعاشيق، و الاستيلاء على مقاليد الأمور في المحافظة باستثناء القصر الرئاسي.
و أشار إلى أنه و على الرغم من أن المجلس الانتقالي الجنوبي قام بمد نفوذه في الجنوب بالقوة، لكنه في الوقت ذاته، لا زال يحجم عن إعلان أن “هادي” رئيس غير شرعي.
و نوه المجلس الأطلسي في تقريره إلى أن الانتقادات التي يوجهها المجلس الانتقالي للحكومة، ليست بلا أساس. مشيراً إلى أنه وقبل أسابيع قليلة فقط، فقد الريال اليمني أكثر من 130٪ من قيمته منذ بدء الحرب في العام 2015، بالإضافة إلى عدم قدرة حكومة هادي على إعادة الحياة إلى طبيعتها في عدن.
و أكد تقرير المجلس الأطلسي أن المجلس الانتقالي بات اليوم يحمل لواء الحراك الجنوبي، و لديه توجه واضح في سعيه إلى الانفصال في أي اتفاق مستقبلي، عوضا عن رفضه أي وجود للقوى الشمالية في الجنوب.
و لفت التقرير إلى أن ذلك يأتي في وقت ترغب فيه حكومة هادي في الحفاظ على تصور أن عدن ستكون إحدى الأقاليم الفيدرالية ضمن اليمن الموحد، استناداً إلى نتائج مؤتمر الحوار الوطني و رؤى بعض الأحزاب السياسية، كـ”الإصلاح” و بعض عناصر “المؤتمر الشعبي العام” التي تؤيد تصور الحكومة بالإبقاء على اليمن موحداً.
و أشار التقرير إلى أن الحفاظ على وحدة اليمن هو النتيجة الأكثر تفضيلاً. منوها إلى أن التحالف السعودي يعاني من الانقسامات. موضحا انخراط عناصره في قتال بعضها البعض في الجنوب.
و بين تقرير المجلس الاطلسي أن ذلك يمكن اعتباره تسوية لخلافات الداعمين العرب بشأن مصالحهم الجيوسياسية عبر الوكلاء في اليمن.
و أكد التقرير أن ذلك لا يعني وجود حرب كاملة. مشددا على أنها استعراض دائم للقوة بين الانتقالي و الحكومة على الأرض.
و أكد المجلس الأمريكي، أنه لو ترك الأمر لقدرات الحكومة وحدها من دون الدعم الدولي، لكانت قد فقدت بسهولة سيطرتها على البلاد.
و استبعد المجلس الأطلسي انفراط التحالف بين الإمارات والسعودية، بسبب صراع القوة في المناطق التي تم (تحريرها). موضحا الدولتين لن تترددا في استخدام شركائها اليمنيين على الأرض، لتكون لهما اليد العليا هناك.
و أكد أن رؤية “التحالف السعودي” لمستقبل اليمن، لازالت غير محسومة. مرجعا سببين رئيسين، أولها، أن الإماراتيين يشعرون أنه يجب أن يكون لهم مشاركة أكبر في تقرير ما يحدث، و في تحديد مع من تتشكل التحالفات السياسية، بعد أن استثمروا الكثير في بناء عدن و بقية المناطق، كما أنهم يبدون غير مكترثين بالإبقاء على وحدة اليمن، فيما يعود الثاني، بحسب المجلس الأمريكي، إلى أن السعودية تتبنى سردية الأمم المتحدة، و ترغب في استئناف العملية الانتقالية التي بدأت بعد الثورة في العام 2011، و أنه عدا التصدي للوجود الإيراني واستعادة “الحكومة الشرعية في اليمن، لا تبدو للسعودية أهداف أخرى واضحة غير الإبقاء على المسار الأممي الذي يبقي على وحدة اليمن.
و أكد أن هذه ليست المرة الأولى التي يشير فيها اليمنيون للمجتمع الدولي، إلى أن الحكومة اليمنية تحتاج إلى كسب الاعتراف على المستوى المحلي، من الشماليين كما الجنوبيين.
و شدد على أنه إذا لم يتم تشكيل حكومة جديدة قادرة على تلبية المطالب الشعبية، لن تكون هناك ثقة بين المواطنين و الدولة، وسيتخبط اليمن في مواجهة أزمة إنسانية غير مسبوقة، و أنه إذا لم تكن هناك حكومة على مستوى ذلك التحدي، سيظل اليمنيين يتكبدون المعاناة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا