مؤسسة بحثية روسية: احداث عدن مثلت سقوط أول حجر في التحالف السعودي وموقف العواصم الغربية منها قد يكون مرتبط بالشكل السياسي المستقبلي لليمن
يمنات- صنعاء
اعتبرت مؤسسة “نيو إيسترن أوت لوك” الروسية، الأحداث العسكرية الأخيرة في عدن بمثابة سقوط الحجر الأول في انهيار التحالف بين السعودية الإمارات.
و أشارت المؤسسة الروسية المعنية بتحليل الأحداث حول العالم وعلاقتها بالشرق الأوسط، أن احداث عدن تعد اسقاطا لأي أساس منطقي قامت عليه الحرب في اليمن، و إزالة لوهم من كانوا يعتقدون أن حرب اليمن ستحقق طموحات السعودية في الهيمنة العسكرية.
و لفتت المؤسسة الروسية في تقرير لها هذا الأسبوع، أن الفكرة القائلة بأن السعودية ترغب في تحرير جارتها الجنوبية (اليمن) أصبحت بعيدة المنال عن الواقع لأي طرف جاد حتى في محاولة لترشيدها.
و تساءلت: “ما هي الشرعية القائمة في اليمن الآن..؟ و ما هو الأمل في التوصل إلى توافق دولي في الآراء عندما يصبح اليمن بوضوح رهينة في خطوة للسيطرة الإقليمية..؟
و وصف التقرير حرب اليمن بأنها مستعمرة في طبيعتها و طائفية في لغتها والإبادة الجماعية في جوهرها.
و أكدت على أن هذه الحرب كانت قاسية و غير عادلة و غير عقلانية، كونها قامت من تحالف يتكون من عدة قوى عظمى ضد أحد أفقر الدول في العالم. مشددا على ضرورة تذكر إن هذه الحرب كانت أيضاً باسم الشرعية الدستورية و لحماية و تأكيد رئاسة عبد ربه منصور هادي بعد استقالته علنا مرتين.
و أشارت المؤسسة الروسية في تقريرها إلى أن أحداث عدن الأخيرة كشفت أن كل من الإمارات و السعودية تقفان على طرفي ضفتين مختلفتين، بعد أن دعمت الإمارات الانفصاليين الجنوبيين ضد حكومة هادي بما يثير الاهتمام، حتى وصل برئيس الوزراء أحمد بن دغر إلى القول أن الشرعية قد انتهت في عدن، و تشبيه ذلك الإجراء بقوله: “ما يحدث خطير جدا و يؤثر على امن و استقرار و وحدة اليمن”، و أن “هذا الاجراء لا يختلف عن الجرائم التي ارتكبها الحوثيون في صنعاء”.
و أكد تقرير المؤسسة الروسية أن الانفصاليين في جنوب اليمن يرفضون حكم هادي و شرعيته بأكثر من طريقة و لنفس الأسباب التي أدت بـ”أنصار الله” لرفضها.
و لفت التقرير إلى أن ذلك يبرهن أن هادي أصبح هو الغريب، و أنه يعيش في المنفى بدون تفويض شعبي حقيقي، و لا حزب سياسي و لا أمل ملموس في المستقبل. مشيرا إلى أنه و رغم ذلك، فإن الرياض لا تزال ملتزمة بعودته.
و شددت المؤسسة الروسية على أن ظهور هذه المواجهة الجديدة في قلب تلك الأراضي، التي تسيطر عليها السعودية عن طريق دولة الإمارات يؤكد وجود نزاع جيوسياسي لا يحتمل أن يختفي.
و بين التقرير أن التحرك ضد حكومة هادي، يعتبر بمثابة تحدٍ من أبوظبي في وجه الرياض. مؤكدة أن هذه المواجهة كشفت الأهمية الجيوسياسية لليمن.
و أكد التقرير أن الحرب على اليمن لم تكن أبدا على الإطلاق لبناء الديمقراطية أو الحد من نفوذ إيران. موضحا أن دولة الإمارات تعتبر أقل شراً من السعودية، كونها على خلاف مع السعودية و ليس لديها خوف غير عقلاني من أنصار الله، و لا ترغب في إبادة التقاليد الدينية اليمنية، كما أنها توفر درجة من العقلانية تفتقر إليها المملكة بشكل عميق.
و أشارت المؤسسة إلى أنه وبالنظر إلى المخاطر، فإن البراغماتية تملي على المرء أن ينظر إلى هذه الجزئية.
و كشف التقرير أن هناك جانب مثير للاهتمام لأحداث عدن وهو موقف العواصم الغربية، و الذي قالت إن عدداً قليلاً فقط من الخبراء ناقشوه علناً حتى الآن، لكنها أكدت على أن تلك العواصم قد تضطر إلى اتخاذ مواقفها منه في حالة تصاعد التوتر. مرجحة أن تكون تلك المواقف على صلة بشكل اليمن السياسي في المستقبل.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا