عندما نفقد الاعزاء ..
يمنات
معتمد راشد
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻳﻘﻄﻌﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭ … ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻳﻘﺮﺑﻬﺎ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ … ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍلأﻣﻜﻨﺔ ﻟﻴﺴﺘﻘﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﺯﻣﻨﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ … ﺃﻥ ﻧﻔﻘﺪ ﺃﺣﺪ ﺍﻻﻋﺰﺍﺀ …. ﺗﺠﺮﺑﻪ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭﻫﺎ ﻭﻻ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻣﻨﻬﺎ … ﻓﻬﻲ ﻏﺼﺔ ﺃﺑﺪﻳﻪ … . ﻓﻔﻲ ﺃﺣﺎﻳﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﺤﺐّ ﻭﻣﻦ ﻧﻌﺰ ﺇﻻ ﺣﻴﻦ ﻳﻐﺎﺩﺭﻭﻥ . ﻭ ﻧﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻨﻬﻢ … ﺑﻌﺪ ﺭﺣﻴﻠﻬﻢ ؟؟؟؟
ﻫﻞ ﺟﺮﺏ ﺍﺣﺪﻛﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺎﺟﺌﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺷﺠﺮﺓ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻠﻨﺎ ﺑﻈﻠﻬﺎ ﺍﻟﻐﺎﻣﺮ …. ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻳﺨﺘﻠﺞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﻟﻢ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ …. ﻓﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﻌﻄﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺜﻤﺮﺓ ﺍﻟﻴﺎﻧﻌﺔ …. ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻋﻴﻨﻨﺎ ﻳﺘﺮﻙ ﻏﺼﺔ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ … ﻳﺠﺴـﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﻭﻳﺠﻌﻠﻪ ﺑﺜﺎً ﺣﻴﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺍً ﻻﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ …
سقوطّ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﺤﺴﺲ ﺑﺮﻓﻖ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻗﺴﻮﺗﻪ ﻭﻧﺬﻭﻕ ﻣﺮﺍﺭﺗﻪ ﻭﻧﺨﻄﻮ ﻧﺤﻮﻩ ﻭﻧﻤﺪ ﺍﻳﺪﻳﻨﺎ ﻟﻪ ﻧﺮﻳﺪﻩ ﺍﻥ ﻳﺎﺧﺬﻧﺎ ﻣﻊ ﺍﺣﺒﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺣﻠﻮﺍ …. ﺫﺍﻙ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭﺟﺬﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪ ﺣّﺪﺩﻫﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺩﻭﻥ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻭ ﻧﻘﺼﺎﻥ .
ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﺷﺠﺎﺭ ﺗﺴﻘﻂ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻏﻴﺒﺔ ﻋﻦ ‘ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ …’ ﻭﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ … ﻭﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺰﻣﻦ …. ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﺷﺠﺎﺭ ﺗﺴﻘﻂ ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺮﻯ ﺍﻻ ﻣﺼﺎﻟﺤﻨﺎ ﻭﺁﻣﺎﻟﻨﺎ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺷﻴﺊ ‘ ‘ ﻋﺎﺭﺽ ﻭﻋﺎﺩﻱ ‘ … ﻭﻻ ﻧﻔﻴﻖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﻴﺒﻮﺑﺔ ﺍﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﺴﻘﻂ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﺷﺠﺎﺭﻧﺎ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻭﻧﻔﻘﺪ ﻇﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﻓﺊ ﻭﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﺧﺘﻨﺎﻕ ﻓﻲ ﺟﻮ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻣﻦ ﻧﺤﺐ … ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﺷﺠﺎﺭ تسقط ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺘﻤﻨﻰ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻤﻦ ﻧﺤﺐ … ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻻﻣﻨﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻼﻣﻌﻘﻮﻝ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻭﺟﻮﺩ.
ﻛﻢ ﺍﻧﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺗﻤﺪ ﻳﺪﻳﻚ ﻓﺘﺨﻄﻒ ﻣﻦ ﻧﺤﺐ ﻭﺗﺮﻓﺾ ﺍﻥ ﺗﻤﺪﻫﺎ ﻟﻨﻠﺤﻖ ﺑﻬﻢ…
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻧﺪﺭﻙ ﺍﻥ ‘ ﺍﻟﻮﻗﺖ ‘ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻣﻌﻨﺎ ﻟﻌﺒﺔ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻭﻧﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻣﺮﻏﻤﻴﻦ … ﻓﻨﻠﻌﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻨﻨﺴﻰ ﺑﺄﺳﻰ …ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺣﻴﻦ ﻧﺨﺎﻃﺐ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ … ﻧﺠﺪ ﺍﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﺣﺒﺒﻨﺎﻫﻢ ﺑﺼﺪﻕ ﺍﺣﺘﻔﻈﻨﺎ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﻤﺎﻕ … ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻏﺒﺎﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺍﺧﻔﺎﺀ ﻣﻼﻣﺤﻬﻢ …. ﻓﻨﻈﻞ ﻧﺼﺎﻓﺤﻬﻢ ﺑﺸﻮﻕ … ﻭﻧﺤﺘﻮﻳﻬﻢ ﺑﺤﻨﻴﻦ …. ﻭﻧﺘﺬﻛﺮﻫﻢ ﺑﺄﻟﻢ … ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﻋﻘﺒﺔ ﺗﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻭﺗﺎﺭ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ.
ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺭﻭﺡ ﻗﺪ ﻓﺎﺭﻗﺘﻬﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺃﺣﺰﻧﻨﻲ ﺭﺣﻴﻠﻬﺎ … ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺒﻨﺎﻫﻢ ﺑﺼﺪﻕ… ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺃﺛﺮ ﺍﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ .. ﺃﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴك ﻣﺤﺒﺘﻲ ﻭﺷﻮﻗﻲ..وﻛﻤﺎ ﻭﻋﺪﺗك ﺩﻭﻣﺎ ﺃﺑﻘﻰ ﻣﺨﻠص ﻟﺬﻛﺮﺍك … ﻟﻢ ﻭﻟﻦ ﺃﺗﺨﺎﺫﻝ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟك ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺰﺍﺋﻠﻪ …
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺣـــﻢ ﻣﻦ ﺍﺷﺘﺎﻗﺖ ﻟﻬﻢ ﺃﺭﻭﺍﺣﻨﺎ …