كيف تعمل التنظيميات الارهابية في عدن..؟ ومن يقف وراء عمليات التخريب الذي تتعرض له معالم التعايش والتنوع الديني في المحافظة..؟
يمنات – خاص
تعرضت أغلب المقابر الخاصة بالبريطانيين في محافظة عدن لعمليات نبش و تخريب من قبل عناصر متشددة منذ سيطرة التالف السعودي و القوات الموالية له على المحافظة منتصف يوليو/تموز 2015.
و تقوم تلك العناصر المتشددة بنبش بعض القبور و تحطيم بعضها و إزالة أجزاء من أسوار بعض المقابر، و التوسع على حساب بعض المقابر.
و تفيد تقارير صحفية أن عناصر من تنظيمي القاعدة و داعش تقف خلف تلك الممارسات، و تمارس تلك التصرفات دون أن يتم ردعها من قبل السلطات المختصة بمحافظة عدن.
و تنطلق تلك العناصر في تصرفاتها من أن تلك المقابر تخص الكفار، و لا يجوز أن يتم رفعها عن الأرض أو تزيينها.
و تفيد معلومات أن عناصر أخرى ل تنتمي إلى تنظيمات ارهابية تمارس عملية التخريب لتلك المقابر، بحثا عن كنوز و ذهب في بعض القبور، خاصة تلك التي تبدو فخمة في مظهرها، و تفيد مصادر محلية أن عناصر متطرفة تدفع بتلك العناصر لتخريب القبور، مستغلة جهلها.
و تعرضت عدة كنائس في مدينة عدن لعملية حرق و تخريب خلال العامين 2015 و 2016، من قبل عناصر متطرفة من تنظيمي القاعدة و داعش.
و ما تزال عمليات التخريب لمقابر البريطانيين مستمرة في محافظة عدن، في ظل صمت الجهات المعنية في المحافظة، ما يكشف عن حجم النفوذ الذي تتمتع به التنظيمات الارهابية في عدن.
و إلى جانب مقابر البريطانيين تعرضت معابد قديمة خاصة بالفرس لعمليات نهب و تخريب.
و لم تقتصر عمليات التخريب على المعالم الدينية من أديان أخرى في مدينة عدن اليت كانت تعرف بمدينة التنوع و التعايش الديني، بل وصلت حد تفجير جوامع خاصة بالبهرة و الاثني عشرية، كما حصل مع جامع الخواجة بكريتر.
و تعمل التنظيمات المتطرفة و الارهابية في عدن منذ “3” سنوات على ازالة ما يشير إلى التنوع و التعايش الذي كان سائدا في عدن، خلال القرن المنصرم و ما قبله.
و تتحرك تلك التنظيميات الارهابية بأريحية في المحافظة مستغلة حالة الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة و الصراعات بين فصائل المقاومة.
و تؤكد تقارير صحفية أن تنظيمي القاعدة و داعش ما يزالان قادران على التغلل في أوساط المجتمع في محافظة عدن، و يقومان بعملية استقطاب في أوساط الشباب في الأحياء الفقيرة و العشوائية.
و تقوم عناصر التنظيمين بعمليات الاستقطاب مستغلة سيطرتها على بعض المساجد و تواجد بعض عناصر في الأحياء الفقيرة، و الذين يستغلون حالة العوز و الفقر لاستقطاب الشباب و اقناع الأسر بتجنيد أبنائها مقابل منحهم بعض المساعدات.
و تؤكد مصادر محلية أن عناصر من تنظيم القاعدة تنظم مسابقات ثقافية تهدف إلى استقطاب الشباب في عدة أحياء فقيرة بـ”عدن”، تتركز حول تلخيص كتب خاصة بالتنظيم، يتم بموجبها منح جوائز عينية و نقدية عليها، و تنظم تلك المسابقات في مساجد و عبر منشورات يتم توزيعها على الأهالي و الصاقها على الجدران في بعض الأحياء.
و حذرت المصادر من تحركات عناصر تنظيم داعش في حي جبل الشولة بمديرية التواهي. منوهة إلى أن عدد من عناصر التنظيم يتخذون من الأحياء في المناطق الجبلية بمحافظة عدن مقرات لهم لعمليات التجنيد و الاستقطاب.
و أكدت المصادر أن المسئولين عن عمليات الاستقطاب لتنظيمي القاعدة و داعش يعملون كرجال دين سلفيين، مستغلين حالة المد السلفي في عدن، و تتم أغلب عمليات الاستقطاب في الحلقات الدينية التي تقام في المساجد.
و لفتت المصادر إلى أن عناصر من تنظيم القاعدة تنشط في حي القطيع و أحياء مجاورة لقصر المعاشيق الرئاسي. منوهة إلى انتشار عناصر من التنظيم مكلفة بالاستقطاب في الأحياء الشمالية من مديرية دار سعد، خصوصا حي اللحوم.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا