تزويد الدول الكبرى لدول العدوان بالسلاح لا يستلزم إدانة
يمنات
د. سامي عطا
مشروع القرار البريطاني الذي أفشلته روسيا البارحة في مجلس الأمن بإدانة إيران لأنها تزود الحوثيين بالسلاح، قرار اتهامي مُخاتل، وجوهر المسألة لن نناقشها من منطلقات نفي الواقعة أو تأكيدها ، إنما سنسأل لماذا فعل تزويد إيران شعب بالسلاح يتطلب إدانة ، بينما تزويد هذه الدول الكبرى لدول العدوان بالسلاح لا يستلزم إدانة؟
ثانياً / هناك من سينبري مدافعاً لأن الحوثيين مليشيا ، بينما تلك دول ، وهنا سنسأل ألم يزود تحالف العدوان مليشيات وأنشأ مليشيات تحارب إلى صفه والسلاح من تزويد هذه الدول الكبرى وتحت سمعها وبصرها؟
ثالثاً/ في اعتقادي أن القضية ليست بالتزويد بحد ذاته ، إنما في منطلقات هذا التزويد ، الدول الكبرى تزود من تراه مدافعاً ومحققاً لأهدافه الاستعمارية ويقوي وجودها لقاء فتات، بينما تقف إيران على النقيض من هذه السياسات ولا تقبل على نفسها أن تعود إلى دورها القديم في عهد الشاة وأن تكون شرطي يحفظ أمن الناهب الدولي في المنطقة، إيران تحمي مصالحها ومصالح شعبها ولا تفرط بهما ،ولهذا يتم حصارها والتأمر عليها، لأنها دولة تبحث على استعادة مجدها الحضاري ، وتكون أمة بين الأمم وتلعب بين الكبار.
رابعاً/ تعالوا نعمل عصف ذهني ، لو قبلت إيران بأن تتصرف مع ثرواتها مثلما يفعل عربان الخليج وقبلت في رفع إنتاجها النفطي فوق مستوى حاجتها وأقامت اقتصاد رفاه على طريقة العربان وأشاعت بذخ وسفه حياة ، وبطلت كل مشاريعها العلمية المستقبلية، وتحولت إلى دولة صديقة لأسرائيل وتنكرت للقضية الفلسطينية ، في وضع كهذا ماذا سيكون موقف هذه الدول منها يا ترى؟