لماذا تغضب السلطات الايلة للسقوط من النقد او النصيحة ؟
يمنات
محمد المقالح
لماذا تغضب السلطات الايلة للسقوط من النقد او النصيحة ؟
اطرح هذا السؤال من تجربة طويلة مع ثلاث سلطات مضت
والجواب لانها تعيش حالة من التوتر والريبة من كل شيء اولا ، ولانها تكون قد اتخذت قرارها وحشدت كل طاقتها للحفاظ على ماهي عليه ولا تتحمل اي محاولة لاضعاف هذا الاحتشاد او الانتقاص منه ثانيا وهي وترى -بالتالي- في كل ناقد او ناصح احد عدوين:-
– اما انها تعتقد شكا ان صاحب النقد والنصيحة “متامرا” وكل ما يقوله “فخا” يجب تفاديه والعمل عكسه وبالضرورة محاربة كل من ينصح او ينتقد كعدو.
– او انها تعرف يقينا ان الناقد او الناصح يقول الحقيقة مخلصا ولكنها لا تملك ولا تتحمل قرار التراجع عن سيرها وعما هي عليه من انحراف الامر الذي يجعل نقد الخطأ كشفا لظهرها وتعريضا لضعفها امام المجتمع بينما تفترض فيه سترها والتكتم عن انحرافها ولهذا عادة ما تحيل هذا الناقد النصوح الى خانة “الاعداء” حتى ولو لم يكن كذلك .
ولو انها اخذت كل ما يطرح من نقد حتى من قبل الاعداء باريحيه وبعيدا عن التوتر والشك اولا وكان لديها الشجاعة للتراجع عن اخطائها مهما كانت قد مضت فيها قدما وحشدت لانجاحها طاقات وامكانيات وتامرات ثانيا لاستفادت من الجميع -اصدقاء واعداء- ومن كل ما يطرح نقدا او تعريضا لصالح مشروعها وبالتالي سلطتها .
ولكن غالبا هذا لا يحدث الا من قبل سلطة قوية بشعبها تثق به وتعبر عنه وتسمع منه وترى ان التراجع عن الخطاء يعزز موقفها ومكانتها لديه وليس العكس اما السلطات الايلة للسقوط عبر التاريخ فهي لا تملك كل هذا ولذلك تراها تسرع بنفسها من سقوطها بالريبة والتوجس اكثر من خطط وتامرات اعدائها عليها وتمضي الى مصيرها المحتوم بقدرية تبلدية لا حدود لغبائها.