مع تصاعد الخلاف الإماراتي مع حكومة هادي… لمن الغلبة العسكرية في شبوة النفطية ؟
يمنات – صنعاء
توفيق علي
يتصاعد الخلاف الإماراتي مع حكومة «الشرعية» يوماً إثر آخر. وما منع وزير النقل في حكومة بن دغر، صالح الجبواني، من وضع حجر الأساس لميناء «قنا» من قبل قوات «النخبة الشبوانية» المدعومة من الإمارات، إلا حالة من فصول الخلاف التي طفت على السطح مؤخراً بطريقة مفاجئة، ربما لم تتوقعها أبوظبي بعد أن ظلت طي الكتمان، في مؤشر على حجم الصراع الدائر للسيطرة على المحافظة النفطية.
وبعد قيام الإمارات بنشر قوات «النخبة الحضرمية» في حضرموت، وقوات «الحزام الأمني» في جميع مداخل عدن وأحيائها، ها هي محافظة شبوة، ذات الأهمية النفطية والجغرافية، تشهد في الآونة الأخيرة انتشار قوات «النخبة الشبوانية» بعيداً عن المؤسسات العسكرية الرسمية الحكومية، بل ومصطدمة معها في كثير من الأحيان، كما هو الحال بقيامها، نهاية الشهر الماضي، بمنع وزير النقل صالح الجبواني، من تدشين ميناء «قنا»، وسبقه قيام قوات «النخبة» ذاتها، باعتقال مدير أمن مديرية الروضة وعدد من الضباط.
وثيقة مسرّبة
هذا الأمر دفع محافظ شبوة علي الحارثي، بحسب وثيقة مسرّبة، إلى رفع شكوى وجهها عبر قائد محور اللواء عزيز ناصر العتيقي، ومدير عام الشرطة في المحافظة، عوض الدحبول، إلى قيادات قوات «التحالف»، تحدثت عن قيام «النخبة» بالعمل خارج إطار السلطة المحلية والعسكرية في المحافظة، وقيامها أيضاً بإيقاف القيادات الأمنية والعسكرية، بأوامر وتوجيهات من غرف العمليات التابعة لها فقط.
وطالبت قيادة السلطة المحلية والقيادات العسكرية بـ«إخضاع قوات النخبة الشبوانية لإشراف اللجنة الأمنية بالمحافظة، وتسليم المقرات التي سيطرت عليها، والاعتذار عن الممارسات التي تقوم بها، بالإضافة إلى خروجها من عتق وتسليمها إلى قوات الجيش والأمن، لتجنب حدوث أي احتكاك أو صدام معها».
بيحان والصراع المرتقب
مصادر محلية في بيحان أكدت لـ«العربي» تلقيها معلومات مؤكدة عن عزم قوات «النخبة» الوصول إلى مديريات بيحان النفطية، والسيطرة عليها.
وتعد مديريات بيحان، أكبر مديريات محافظة شبوة، وتضم عسيلان، التي تحوي عدداً من الحقول النفطية، وبيحان وعين، فضلاً عن وقوعها بالقرب من محافظة مأرب، الأمر الذي دفع بقيادة الجيش الموالي لحكومة هادي، إلى تسليم النقاط الأمنية لإدارة الأمن، في خطوة يراها مراقبون «استباقية لمنع قوات النخبة من التوجه إلى بيحان».
اكتفاء ذاتي
وبناءً على تواتر هذه الأنباء، قال ماجد عمير الحارثي، القيادي في «المقاومة الشعبية» في مديرية عسيلان، إن «أبناء بيحان يرون أن من حرر مديريات بيحان قادر على حمايتها».
وأضاف في حديثه لـ«العربي» نحن «لسنا بحاجة قوات من خارج المحافظة تدّعي عزمها المحافظة على أمن مديريات بيحان، فلدينا اكتفاء ذاتي».
وفي حال إصرار قوات «النخبة» على السيطرة على بيحان، قال الحارثي، نحن «نرحب بأي قوة عبر سلطات الدولة الرسمية، وما دونها لا مرحباً به، وسنقف ضدها».
وأضاف «يوم أمس تم تسليم النقاط العسكرية من الجيش الوطني للشرطة الرسمية في مديرية عسيلان بعد تلقيها مؤخراً الدعم الحكومي المناسب لحفظ الأمن، وهي تقوم بكافة مهامها على أكمل وجه».
لقاء غامض
والتقت قيادة «التحالف» الموجودة في ميناء بلحاف بمحافظة شبوة بقيادة السلطة المحلية بمحافظة شبوة الأحد، بناءً على دعوة منها، وضم اللقاء وكيل أول المحافظة، وأمين المجلس المحلي بالمحافظة عبدربه هشلة.
وفي منشور له اطلع عليه «العربي»، علق هشلة على اللقاء بالقول «كان لقاء اليوم بين قيادة السلطة المحلية بمحافظة شبوة وقيادة التحالف العربي (الجانب الإماراتي) ناجحاً وموفقاً تم خلاله مناقشة سبل تعزيز التعاون والتنسيق فيما بين السلطة المحلية، وأجهزتها الأمنية والعسكرية والنخبة الشبوانية، لما من شأنة تعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة، وتقديم مزيد من الدعم في مجال المشاريع التنموية والاحتياجات الخدمية للمحافظة».
ولم يورد هشلة المزيد من التفاصيل، فيما أبلغت مصادر متابعة «العربي» أن اللقاء جاء عقب مذكرات الاحتجاج التي رفعتها السلطة المحلية بالمحافظة إلى قيادة «التحالف» حول تدخلات قوات «النخبة».
إنجازات أمنية
وفي السياق، قال القيادي في «المجلس الإنتقالي» بمحافظة شبوة محمد أحمد جزار، لـ«العربي» إنه «من خلال التجربة وتتبع تحركات النخبة منذ عام تقريباً، نجد أنها حققت إنجازات أمنية ملموسة في أماكن انتشارها».
وأضاف أن هذه القوات «أمنت خط العبر – عتق، وأنهت ظاهرة التقطع والقتل وسرقة المسافرين»، مشيراً إلى أنه «في مديريات عزان وحبان، وحتى بلحاف، تم إزالة نقاط الجباية والابتزاز، وإنهاء الظواهر المسلحة، وسبق وأمّنت حضرموت الساحل وأعادت للدولة مؤسساتها وهيبتها».
وقال جزار «نحن لازلنا في حالة حرب في جوار حدود بيحان (في إشارة لمحافظة البيضاء)، ولازالت قوات التحالف تقود العملية العسكرية والأمنية في البلد»، مؤكداً «أننا شركاء مع التحالف في كل الجبهات، وفي حال تم تكليف قوات النخبة، التي هي في الأساس من أبناء مديريات بيحان ومن شباب المقاومة الذين قاتلوا في الجبهات، فإن ذلك التحرك سيتم بدعم وإسناد قوات التحالف».
المصدر: العربي