الصراع السعودي الاماراتي ينتقل من عدن إلى شبوة وحضرموت ووزراء في حكومة هادي يغادرون عدن و”شلال شائع” الهدف القادم
يمنات – خاص
تفيد معلومات أن وزراء في حكومة هادي المعترف بها دوليا غادروا محافظة عدن إلى العاصمة السعودية، الرياض، و بعضهم غادر إلى عواصم عربية.
و حسب المعلومات جاءت مغادرة الوزراء عقب مغادرة رئيس الحكومة، أحمد بن دغر، إلى العاصمة المصرية، القاهرة، و التي قالت وسائل الاعلام الرسمية، انها ابن دغر سيجري فحوصات طبية.
و يبدو أن تسرب وزراء (الشرعية) من عدن مرتبط بخلافات و صراعات ما تزال مستمرة بين الحكومة و المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الامارات، وأدت إلى انفلات أمني و عودة تنظيم داعش إلى الواجهة من خلالها عمليات الاغتيالات التي يوثقها بالصور.
الوزير صالح الجبواني الذي هاجم الامارات و وصف قوات النخبة الموالية لها في شبوة بأنها “مرتزقة”، و كشف عن عمليات تهريب تمت عن طريق ميناء قنا بشبوة، بدأ خلال هذا الأسبوع بمزاولة عمله من العاصمة السعودية، الرياض، ما يشير إلى أن عودته إلى عدن ستطول.
و رغم الهجوم الذي شنه الجبواني على الامارات، غير أن أبو ظبي لم ترد عليه، و لم تنف ما ورد في مؤتمره الصحفي الشهر الماضي، و هو ما يعد مؤشرا إلى أن هجوم الجبواني تم بضوء أخضر سعودي، خاصة و ان فتورا تشهده العلاقات بين أبو ظبي و الرياض منذ احداث عدن في نهاية يناير/كانون ثان 2018، و الذي يعد انعكاسا لتضارب اجندات سعودية اماراتية في اليمن.
الصراع ينتقل من عدن
هذا التضارب بلا شك سيلقي بضلاله على حكومة هادي التي باتت موالية للسعودية، بمقابل المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات. و فيما تدفع السعودية باتجاه تمكين حكومة هادي، تدفع الامارات باتجاه تمكين المجلس الانتقالي من السيطرة على الأرض، و ابقاء حكومة هادي مجرد واجهة لتدخل التحالف السعودي في اليمن، و هو ما نجحت الامارات فيه إلى حد ما في عدن نهاية يناير/كانون ثان الماضي، و تسعى لاستكماله في محافظة شبوة، التي يدور فيها صراعا بين المواليين لـ”هادي” و الموالين للإمارات، وصلت حد منع الوزير الجبواني من الوصول إلى ميناء قنا.
الصراع القائم بين الطرفين بدأ يتجه أيضا صوب وادي حضرموت، يتضح ذلك من خلال بيان المجلس الانتقالي بمحافظة حضرموت، و الذي دعا لإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت، بالتزامن مع نشر قوات النخبة في مديريات محافظة شبوة المجاورة لمحافظة حضرموت، عوضا عن محاولات اماراتية لنشر قوات النخبة في مديريات عسيلان النفطية بمحافظة شبوة.
مخطط لجر الصوفية إلى مربع الصراع
و يبدو أن الامارات تسعى لاستخدام الجماعة الصوفية في وادي حضرموت، كوقود في صراعها القادم، مستفيدة من عمليات الاغتيالات التي يتعرض لها رموز الصوفية في الوادي، و التي كان أخرها مقتل الحبيب عيدروس بن سميط.
و تندرج دعوة الحبيب علي الجفري، أحد رموز الصوفية في وادي حضرموت، لنشر قوات النخبة في واي حضرموت، في اطار محاولات اماراتية لجر الصوفية إلى مربع الصراع، و جعلهم يصطدمون مع من سماهم الجفري بـ”خوارج العصر” و هو المصطلح الذي يبدو أنه سيستخدم في ايجاد مبرر ديني لمواجهة صوفية سلفية في وادي حضرموت، على غرار مصطلح “المجوس” الذي تم من خلاله جر السلفية لمواجهة أنصار الله، ما لم يتبه رموز الصوفية المؤثرين لخطورة المخطط الذي يراد للجماعة أن تكون وقودا له.
و من هنا فإن تداخل الصراع سيلقي بضلاله على وضع حكومة هادي و وزارئها المحاصرين في قصر المعاشيق، خاصة مع تزايد حالة الانفلات الأمني و عودة التفجيرات الانتحارية إلى المحافظة، و هشاشة قوات الحماية الرئاسية التي تتولى حراسة القصر، و الذي سبق أن سلموا أنفسهم خلال المواجهات الاتي دارت حول القصر الرئاسي.
يبدو أن استمرار الصراع سيدفع بوزراء حكومة هادي لترك عدن صوب الرياض، و بالتالي سترتفع وتيرة الصراع في المحافظة، و التي ستؤدي إلى انفلات أمني، لإيجاد مبرر لإقالة مدير شرطة عدن، شلال شائع، و الذي سيكون الحلقة القادمة التي ستسعى من خلال السعودية للتخفيف من حدة القبضة الاماراتية في عدن، قبل أن تتجه نحو القوة الاماراتية الضاربة المتمثلة في قوات الحزام الأمني، و التي ما تزال تعمل من خارج تشكيلات وزارة الدفاع و الداخلية.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا