عرض هادي ادارة ميناء عدن على الصين .. عصا غليظة رفعتها السعودية في وجه حليفتها الامارات
يمنات – خاص
يبدو أن الصراع السعودي الاماراتي بدأ يأخذ أبعاد جديدة، بعد تصريحات لمصدر رئاسي نقلته صحيفة “عدن الغد” بأن هادي عرض على الصين ادارة ميناء عدن.
التصريح الرئاسي موجه للإمارات بدرجة أساسية، كونها من تسيطر على الميناء و تتحكم بحركة السفن منه و اليه. غير أن الرسالة لم يبعثها “هادي” و انما هي رسالة سعودية موجهة لحليفتها الامارات، التي باتت تسيطر على الموانئ اليمنية في المناطق التي تديرها حكومة هادي باستثناء ميناء نشطون في المهرة.
تزامن تصريح المصدر الرئاسي بشأن ميناء عدن مع منع البرلمان الصومالي شركة موانئ من العمل في الأراضي الصومالية، لم يكن وليد الصدفة، خاصة بعد الغاء الحكومة الصومالية و قبلها حكومة جيبوتي اتفاقيتين مع شركة موانئ دبي بشأن ادارة ميناء بربرة الصومالي و ميناء جيبوتي، هذا التزامن يوحي بأن الرياض تقف وراء كل ذلك، خاصة و أن جيبوتي منحت السعودية مساحة في سواحلها لبناء قاعدة عسكرية، في حين أن العلاقة الصومالية السعودية تشهد حميمية غير مسبوقة.
ميناء جوادير
السعودية بتصريح المصدر الرئاسي اليمني بشأن ميناء عدن رفعت في وجه الامارات العصا الغليظة، كون ادارة الصين لميناء عدن و إن تمت سيمثل خطرا محدقا بميناء دبي الاماراتي، كون ميناء عدن يقع على طريق التجارة الدولية، في حين أن ميناء دبي ميناء داخلي، عوضا عن أن السعودية تعرف حجم القلق الاماراتي من الصين، بعد استثمار الأخيرة ميناء جوادير الباكستاني الواقع على الضفة الشرقية للخليج العربي، و تشييدها منطقة حرة في الميناء مربوطة بطرق مواصلات مختلفة مع نقاط الانتاج في الداخل الصيني.
و في حال أتمت حكومة هادي الصفقة مع الصين، فإن مينائي عدن و جوادير سيؤثران بشكل كبير على ميناء دبي مستقبلا، غير أن مراقبون يرون أن تصريحات المصدر الرئاسي اليمني رسالة من السعودية إلى الامارات للاستجابة لمطالب و ضغوط سعودية في اليمن، خاصة و ان الامارات باتت تتوسع في سواحل جنوب و شرق اليمن، و في مناطق كانت تسعى السعودية في الوصول اليها، و على الأخص في سواحل حضرموت، حيث يوجد مشروع سعودي باسم قناة “سلمان” تهدف من خلاله إنشاء قناة بحرية تربط الخليج العربي بالبحر العربي عبر محافظة حضرموت اليمنية.
أطماع
الصراع السعودي الاماراتي في اليمن مرتبط بأطماع البلدين التي من أجلها اعلنتا حربهما في اليمن تحت عنوان استعادة (الشرعية) لتنفيذ اجنداتها في اليمن الذي حولته الحرب إلى كنتونات تتصارع فيما بينها، و هو ما سيتيح للرياض و أبو ظبي تنفيذ ما يسعيان اليه منذ عقود.
أطماع السعودية في اليمن مرتبطة بتأمين حدودها الممتدة من ساحل البحر الأحمر غربا و حتى منطقة الخرخير في حضرموت شرقا، و الحصول على منفذ على البحر العربي، و التحكم بالقرار السياسي اليمني، بما يبقي اليمن حديقة خلفية، فيما تسعى الامارات بالسيطرة على الموانئ اليمنية، خاصة في جنوب و شرق اليمن، بما يضمن بقاء هذه الموانئ راكدة تجاريا، حتى تضمن استمرار ازدهار ميناء دبي.
و من هنا فإن هذه الأطماع باتت متداخلة، خاصة بعد أن بسطت الامارات سيطرتها على أغلب الموانئ اليمنية في الجنوب و الشرق، و سيطرة على جزر هامة كجزيرتي ميون في مدخل البحر الأحمر و جزيرة سقطرى في مدخل المحيط الهندي، و هو ما يقلل من الهيمنة السعودية في المنطقة لصالح الامارات، و بالتالي كان لابد للسعودية أن ترفع العصا الغليظة في وجه الامارات، عبر هادي الذي بات يدور في الفلك السعودي و لا يستطيع مغادرة الرياض، و الذي ظهر عبر المصدر الرئاسي الذي أشار إلى أن هادي عرض على الصين ادارة ميناء عدن، و هو العرض الذي رحبت به الصين.
العرض ربما لم يطرح، لكنه رسالة تفهمها الامارات جيدا، و على أساسه سيتم التعاطي مع المطالب السعودية، ما لم فإن مستقبل ميناء دبي سيكون في خطر.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا