حزين لفراقهم لكني مقتنعا باصرارهم اللامحدود على مقاتلة العدو
يمنات
عبد الرقيب الأنسي
اخي احمد سيف حاشد
اخي عبد الوهاب قطران
المحترمون
لقد حدث ان اولادي علي وخالد قد جمعا اكثر من خمسين متطوعا ورحلوا تحت قيادة ابني الاكبر علي الى الجبهة المشتعلة في السواحل الغربية حيث استشهد اخوهم عمر ، ضاربين عرض الحائط بكل النصائح الملقاة عليهم بما فيه الامر الصادر لصالحهم من اللجنة السياسية العليا .
صحيح اني حزين لفراقهم لكني صرت مقتنعا باصرارهم اللامحدود على مقاتلة العدو الغازي ونيل النصر او الاستشهاد في سبيل الله والذود عن هذا الوطن المعتدى عليه ..
لااخفيكم انني شخصيا فخور باقدامهم وشجاعتهم البطولية منقطعة النظير ، لكني صرت لااملك جهدا لمقاومة عواطفي ومشاعري الابوية الجياشة تجاههم من جهة ، خاصة وان دماء اخيهم الشهيد لم تجف بعد ، لكني رغم ذاك مازلت قويا صبورا صامدا ، الا ان دموع الام الغزيرة المدرارة لذهاب ولديها قد افقدني القدرة على الصبر والتدبير والتاثير .. لاادري بالضبط ماهدفي من وراء تحرير هذه الرسالة.
اليكما بالذات ، فانا على يقين سلفا ان اولادي لن يتراجعوا عما اعتزموا قط ولن يعودوا الى احظان ابويهم ابدا ، مهما قيل ومهما سيقال ، ولعل الموت لديهم اهون الف مرة من اجبارهم على الرجوع ..
وعليه .. فانني اؤيدهم على قرارهم المصيري ذاك ، سواء عاشوا او استشهدوا واسال الله العلي القدير ان يمدنا باسباب القوة والصبر ويكون في عوني على امهم التي صارت تذيقني صنوفا من الحزن والهم والغم والالم ، سانتظر منكم نصيحة اخوية حميمة بخصوص معالجة هكذا امر..
وتقبلوا خالص احترامي وتقديري ….