صحيفة امريكية: تعيين متورطة في التعذيب مديرة لـ”سي آي إيه” يؤكد دعم ترامب للقسوة ومديحه للجلادين
يمنات – متابعات
ستدير وكالة الإستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) أول إمرأة في تاريخها لكنها متورطة بالتعذيب وكانت مسؤولة عن مركز احتجاز في تايلاند اسمه “غرين” (أخضر) حيث تم تعذيب قادة القاعدة مثل أبو زبيدة الذي حرم من النوم ووضع لأيام في صندوق يشبه الكفن ومليء بالذباب الذي كان لدى أبو زبيدة حساسية منه.
وتحت عنوان “أن تكون جلادة رئيسة لسي آي إيه” ( في إشارة إلى جينا هاسبل، التي عينها ترامب ) كتبت صحيفة “نيويورك تايمز″ أن الرئيس دونالد ترامب ومنذ العام الماضي أظهر حماسا تجاه الوحشية فقد طلب من الشرطة معاملة المتظاهرين بعنف ودعا إلى إعدام تجار المخدرات ومدح الرئيس الفلبيني رودريغو دوترتي الذي قام بقتل الفلبينيين المتهمين بالعلاقة مع تجارة المخدرات. وبعيداً عن هذا فإن أهم معتقداته المثيرة للقلق هي إيمانه بأهمية التعذيب حيث قال للمذيع شون هانيتي في “فوكس نيوز″عن التعذيب “حسب رأيي، إنه ناجع″. إلا أن أي شخص خاف من تبنيه لسياسة قسوة تشرف عليها الدولة شعر بالطمأنينة عندما قال إنه يقبل موقف وزير دفاعه جيمس ماتيس الذي يعارض التعذيب والذي وعد في جلسة تاكيد تعيينه في الكونغرس أنه سيتأكد من الإلتزام بالقوانين الأمريكية والدولية ضده. وتستدرك الصحيفة قائلة: “لدينا الآن سبب للشعور بعدم الراحة”. مضيفة:”عندما يتعلق بالتعذيب لا يوجد مسؤولون أمريكيون مجربون في ذلك الفن البشع قدر خبرة عملاء وموظفي وكالة الإستخبارات المركزية والذين طبقوه على المشتبه بهم في هجوم 9/11 وهناك قلة من المسؤولين الأمريكيين الذين تورطوا بهذه الموجة من الانتهاك التي بدأت في عهد جورج دبليو بوش وانتهت في عهد باراك أوباما، مثل جينا هاسبل”.
وتتحدث الصحيفة عن عزل ترامب لوزير خارجيته ريكس تيلرسون واستبداله بمدير المخابرات مايك بومبيو الذي ستحل هاسبل محله في إدارة الوكالة. وتشير الصحيفة إلى سجل هاسبل التي لعبت أثناء عملها كعميلة سرية لسي آي إيه دوراً مباشراً في “برنامج الترحيل القسري فوق العادة” والذي تم فيه نقل المشتبه بهم إلى سجون حكومات أجنبية واحتجزوا في معتقلات سرية حيث قام عملاء المخابرات الأمريكية بتعذيبهم. وقد أشرفت هاسبل على أول معتقل في تايلاند احتجز فيه أبو زبيدة وعبد الرحمن الناشري. ومورس عليه أسلوب الإيهام بالغرق 83 مرة على الأقل وضرب جلادوه رأسه بالجدران وعرضوه لتعذيب لا يمكن لأحد تخيله. وتوقف التعذيب الوحشي عندما اكتشف المحققون معه أن لا شيء مفيداً لديه ليقوله لهم. وقد تم تصوير جلسات التحقيق على الفيديو وحفظت التسجيلات في محطة سي آي إي بتايلاند حتى أمر بتدميرها في عام 2005. وتتساءل عن الشخص الذي يقف وراء كل هذا، مجيبة أن هاسبل حين تدمير التسجيلات عادت إلى مقر سي آي إيه وأصدر الأمر رئيسها خوسيه رودريغوز حيث ورد اسمها على البرقية التي أمرت بتدمير التسجيلات. وفي عام 2013 كانت هذه النشاطات محل اهتمام السناتورة عن كاليفورنيا ديان فينستياين، ومنعت بصفتها الشخصية البارزة في لجنة الإستخبارات بمجلس الشيوخ ترفيع هاسبل إلى مديرة الوكالة. ويطالب جون ماكين، النائب الجمهوري عن أريزونا أن على هاسبل توضيح مدى انخراطها في برنامج التحقيقات. وماكين هو أسير حرب سابق. كما وصف السناتور الديمقراطي عن أوريغان، رون ويدن دور هاسبل في برنامج التعذيب بالمثير للقلق. وطالب مع اتحاد الحريات المدنية الأمريكي بالكشف عن سجلها كجزء من تأكيد تعيينها.
وتعلق “نيويورك تايمز″ أن استخدام التعذيب في السجون الأجنبية- تذكروا الأحداث المثيرة للعار في سجن أبو غريب- كانت مساعدة للجماعات الإرهابية التي استخدمت صورها في الدعاية والتجنيد. وأزعجت النشاطات هذه الحلفاء لأمريكا بل وعرضت حياة الجنود الأمريكيين للخطر وإمكانية تعرضهم لمعاملة قانونية قاسية لو تم القبض عليهم في الخارج. صحيح أن هاسبل تحظى باحترام الموظفين في سي آي إيه ولكنها أشرفت على برنامج غير قانوني وترفيعها لمنصب بارز سيرسل إشارة للوكالة والبلاد أن ترامب لا يأبه بهذه الوحشية وبعيدا عما يعتقده وزير الدفاع ماتيس. وإن لم تنبذ هاسبل التعذيب في جلسة تأكيد تعيينها فإن قرار تعيينها غير صحيح ولهذا على أعضاء الكونغرس وجماعات المصالح معارضته.