ما وراء الامتيازات التي تمنحها الامارات لـ”طارق صالح”..؟
يمنات
إسماعيل أبو جلال
ظل طارق صالح يمثل شخصية مهمة في قيادة الحراسة الخاصة لعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ولكنه لم يمثل حضوراً مهماً على مستوى الشارع اليمني إلا بعد اندلاع المواجهات الأخيرة بين قوات صالح ومقاتلي حركة «أنصار الله» في العاصمة صنعاء، مطلع ديسمبر الماضي، واستمرت لبضعة أيام.
كان طارق هو القائد الميداني لتلك المعركة، والتي انتهت لصالح «أنصار الله» وتصفيتهم للرئيس السابق، علي صالح. معركة يرى مراقبون أنها كسرت الثقة العسكرية التي يتمتع بها طارق صالح عند أنصاره، نظراً لأنه لم يكن على المستوى العسكري اللائق بالقيادة، فخرج من المعركة خاسراً.
منذ دخول طارق إلى الجنوب، والاحتفاء الذي لاقاه من الإماراتيين الذين أنشأوا له معسكراً في بئر أحمد، يتوافد إليه يومياً المئات من عناصر «الحرس الجمهوري»، وقد ظل صاحب الحظوة الإماراتية في الجنوب، ففتحت أمامه المعسكرات، حتى تلك التي كانت محظورة على الجنوبيين، وفي مقدمتها «قاعدة العند» التي لم تطأها قوات «الحزام الأمني»، وهي ظلت حكراً على الألوية السودانية وقوات إماراتية وسعودية، إضافةً إلى تسليمه معسكر «بئر أحمد» (اللواء 31 مدرع)، الذي يعتبر قاعدة الحراسة الخلفية لمقر قيادة «التحالف العربي» المتمركزة في منطقة الحسوة، وتمتد حتى ساحل البريقة، الأمر الذي يعني أن طارق صالح يحظى بالثقة الكبيرة من دول «التحالف العربي»، وفي مقدمتها دولة الإمارات التي أضحت صاحبة القرار الأول في الجنوب.
المواقف الجنوبية
تباينت مواقف الجنوبيين من وجود طارق صالح، وفيما رفضت مكونات «الحراك الجنوبي» و«المقاومة» تواجد أي معسكرات للقيادات الشمالية في الجنوب، سارعت قيادة «المجلس الانتقالي» أواخر ديسمبر الماضي إلى التأييد العلني لطارق صالح.
الإمتيازات التي نالتها قوات طارق صالح في الجنوب، أثارت ردود أفعال في الوسطين السياسي والإعلامي الجنوبي، خصوصاً بعد تسريبات تحدثت عن المبالغ التي يتقاضاها عناصر تلك القوات، والتي تصل إلى نحو 1500 ريال سعودي للجندي في الشهر، بينما يتقاضى عناصر «الحزام الأمني» نحو 1000 ريال سعودي، هذا فضلاً عن نوعية الخدمات التي أدخلت خصيصاً لمعسكراته، مقارنة بتلك التي تتواجد في معسكرات «الحزام الأمني»، والتي تفتقر معظمها لمواسير المياه، فيما يأوي أفراد تلك المعسكرات في خيام متهالكة هي من بقايا المعسكرات السابقة في الجنوب.
وبرغم تأكيد بعض أفراد «الحزام الأمني» لـ«العربي» حقيقة تلك الامتيازات، إلا أن شخصيات سياسية وإعلامية مؤيدة لـ«المجلس الانتقالي» تنفي ذلك، وهو ما عبر عنه منصور صالح في حديث إلى «العربي»، قائلاً إن «كل ما ينشر في هذا الجانب لم يكن أكثر من إشاعات، والجهات التي تقف خلفها معروفة للجميع، وهي تلك التي لم تعد تحظى بثقة التحالف العربي، وتجد في دعمه للحزام الأمني وطارق صالح أنه يتصادم مع مصالحها».
وأضاف أن «التحالف سيدعم طارق صالح بعدما تبين له أن الشرعية والأحزاب المنضوية في صفوف المقاومة جيّرت الدعم نحو مصالحها الشخصية، وما لم يثبت طارق صالح أنه مختلف عنهم، فإن مصيره سيكون نفس مصير سابقيه».
إلى ذلك، كشفت مصادر أخيراً، أن الإمارات فرضت طارق صالح، قائداً لألوية «المقاومة الجنوبية» في الساحل الغربي، حيث جرى تنحية قائدها السابق المحرمي، لافتة إلى أن الأخير انصاع للقرار بموجب توجيهات قيادة «المجلس الانتقالي الجنوبي».
المصدر: العربي