هل تريدون حقا ان تنتصروا !
يمنات
عبد الرقيب الانسي
الثابت تاريخيا ان الشعوب هي التي تنتصر في نهاية المطاف تجاه اي غزو او عدوان خارجي ، بمعنى ان يقف الشعب كل الشعب بمختلف فئاته وشرائحه وفصائله السياسية والعرقية صفا واحدا موحدا في واجهة العدوان الاجنبي لا فرق بينهم ولا تمييز بين ابيض واحمر واسود في ظل وحدة الهدف الجماعي المشترك المنشود ..
ولم نجد في روايات التاريخ الثابتة والمعتمدة شعبا او امة او مجتمعا تحقق له النصر وتخلص من كابوس العدوان الخارجي اعتمادا على شريحة اجتماعية معينة او حزب او مذهب محدد او جماعة ، بل ان الاعتماد التقوقع هو الضمان المؤكد لتفوق العدو وتحقيق النصر والحاق الهزيمة الساحقة بنا ..
وانني أتساءل هنا والشك يعصرني، كيف يمكن للشعب اليمني العظيم باهله ورجاله وناسه ، ان يخرج من حربه شامخا منتصرا بالاعتماد التام على شريحة أو جماعة أو مذهب أو طائفة في مواجهة العدوان بينما تعمدت تحييد القوى الجماهيرية الاخرى عن المشاركة الفعلية في هذه الحرب ، وفضلت ان تظل لوحدها في هذه المواجهات لدرجة استبعاد الجيش وكل القوى الشعبية الفاعلة، الا اذا انضوت تحت اجندات الجماعة .
تعملون عن سابق عمد وقصد على اقصاء اي شريك يمكنه الاسهام في هذه الحرب خشية ان تصعد منهم قوة يمكن ان تقف منه مستقبلا حجرة عثرة امام طموحاتكم كالجماعة، فيما كان عليكم ان تصبوا جام تفكيركم واهتمامكم بالطريقة الصحيحة التي تمكننا جميعا من حسم نتيجة الحرب لصالح الشعب والوطن ، وذلك بالطبع لن يتحقق او يتم بمجرد الرغبة والتمني بدون مشاركة جميع فئات الوطن وشرائحه .