صحيفة روسية: ضربة ترامب بسوريا جاءت كإجراء إعلاني لجلب أموال الرياض
يمنات – صنعاء
نشرت صحيفة “غازيتا” الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن الهجوم الثلاثي الذي طال الأهداف العسكرية السورية، والذي لا يعتبر مجرد تجسيد لقوة اللاعبين الإقليميين والعالميين، وإنما وسيلة وظفتها واشنطن للضغط على المملكة العربية السعودية من أجل تمويل حملتها في سوريا.
وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته “عربي21″، إنه يستوجب على المملكة العربية السعودية دفع ثمن العملية العسكرية الأمريكية على الأراضي السورية، وذلك وفقا لما ورد في تصريحات الرئيس الأمريكي في 3 من نيسان / أبريل، خلال مؤتمر صحفي أجراه بعد اجتماعه مع قادة دول البلطيق.
وأفاد دونالد ترامب في وقتها قائلا: “لقد تمكنا تقريبا من تحقيق هدفنا المتمثل في تدمير تنظيم الدولة داخل سوريا، وسنعمل على التشاور مع حلفائنا في المنطقة للنظر في الخطوة التالية التي يجب اتخاذها”.
وأضافت الصحيفة أنه وفقا لما يعتقده ترامب، تعد السعودية مهتمة بالقرارات الصادرة عن الولايات المتحدة، حيث أورد في وقت سابق، موجها بكلامه إلى المملكة “إذا أردت منا البقاء فعليك أن تدفع”.
وخلال زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى فرنسا في 9 من أبريل/ نيسان، أعلن عن إمكانية انضمام بلاده إلى الحملة العسكرية الموجهة ضد دمشق، موضحا أنه “إذا كانت المسألة في إطار التعاون مع حلفائنا، فسننضم إليهم دون شك”.
وذكرت الصحيفة أن “الهجوم نفذ بطريقة راعت عدم المساس بمختلف القوى الأخرى المتمركزة في سوريا، لتجنب أي تصادم على الرغم من الموقف العدائي الذي تتخذه الولايات المتحدة إزاء بشار الأسد، وذلك وفقا لما أكدته كبيرة الباحثين العلميين في معهد الاستشراق، إرينا زفياغلسكايا والتي أكدت أن “للسعودية لعبتها الخاصة في سوريا، وهي أكثر اهتماما بالعملية العسكرية”.
وأوضحت الصحيفة أنه حسب زفياغلسكايا، “يمثل التوسع الإيراني الشيعي في الأراضي السورية مصدر إزعاج للمملكة، والسبب وراء الصراعات التي تخوضها إيران مع الرياض التي تنصب نفسها زعيما للكتلة السنية لدول الشرق الأوسط”.
وأوردت الخبيرة الروسية، أن “هناك معلومات تشير إلى وجود تضارب حقيقي بين السعودية وإيران داخل سوريا، لا سيما بعد تكثيف إيران لوجودها العسكري في المنطقة، ورغبتها في البقاء وإنشاء قاعدة هناك”.
وبينت الصحيفة أن سعي إيران لتعزيز علاقاتها مع منظمة حزب الله الراديكالية الشيعية، التي تتحرك ضد مصالح الدول السنية في الشرق الأوسط، يعد أحد العوامل التي دفعت المملكة لتحقيق تقارب غير مسبوق مع إسرائيل.
ويظهر ذلك جليا في التصريح الذي أدلى به ابن سلمان، خلال المقابلة التي جمعته بمجلة “الأتلنتك”، حيث اعترف خلالها بحق الإسرائيليين والفلسطينيين على حد السواء، في امتلاك أرض خاصة بهم.
وأحالت الصحيفة، نقلا عن ثلة من الخبراء، إلى أن السعودية في الوقت الراهن، بالكاد تستطيع تحمل تكاليف تمويل الحلفاء الغربيين في سوريا، بغض النظر عن الضغط الذي يمارسه دونالد ترامب عليها.
ووفقا لبيانات وكالة “بلومبيرغ نيوز”، اضطرت المملكة إبان تراجع أسعار النفط سنة 2014، لإنفاق 200 مليار دولار من احتياطياتها من العملات الأجنبية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
وأفادت الصحيفة أن الدول الغربية تعتزم مواصلة الحملة في سوريا، على الرغم من وعود ترامب المتتالية، حيث زعم سابقا أن الولايات المتحدة على استعداد لمغادرة البلاد.
ويعتقد بنيامين بوبوف، مدير مركز شراكة الحضارات بجامعة موسكو للعلاقات الدولية، أن كسب مكانة والعمل على التأثير في الوسط الداخلي تعتبر من أبرز الأسباب التي دفعت بريطانيا، والولايات المتحدة، وفرنسا لتنفيذ الهجوم ضد سوريا.
وفي هذا الشأن، قال بوبوف، إن “الغرب يعاني من أزمة طويلة المدى، تتمثل في إمكانية حدوث شرخ عميق في صلب الاتحاد الأوروبي، لا سيما بعد خسارة ماكرون لصورته الإيجابية ومكانته، فضلا عن ذلك، يواجه ترامب موجة حادة من الانتقادات”.
وأضاف بوبوف، أن جميع الأطراف الغربية المشاركة في الهجوم تسعى إلى تجاوز هذه السلبيات وحل المشاكل العالقة، وقد ارتأت من الهجوم على سوريا مخرجا مناسبا.
في المقابل، قررت السلطات السعودية عدم المشاركة في العملية العسكرية في 14 أبريل/نيسان، سعيا منها لحل المسائل طويلة المدى، نظرا لأن تصعيد النزاع لا يخدم مصالحها في الوقت الراهن.
وأقرت الصحيفة على لسان إرينا زفياغلسكايا بأنه “حتى لو افترضنا أن الأسد سيتمكن من البقاء في السلطة عقب جميع الأحداث الجارية، هناك احتمال كبير بأنه سيكون أول من يحاول طرد إيران من أراضيه، نظرا لعدم رغبته في وجود أي تأثير قوي لدولة أجنبية داخل بلاده”.
وذكرت الصحيفة وفقا للخبيرة الروسية، أن “إسرائيل مثل معظم القوى الأخرى في المنطقة، بما في ذلك السعودية، تستفيد من حراسة القوات النظامية للحدود السورية بدلا من تأمينها من قبل الجماعات المسلحة المتفرقة”.