ما الجديد الذي قاله المبعوث الأممي في احاطته الأولى عن اليمن ؟
يمنات
جمال عامر
يمكن القول بكل يقين ان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، لم يقل شيئا جديدا في احاطته التي قدمها لمجلس الأمن في جلسته المنعقدة وخلافا للتنظير الموسع الذي غلف به احاطته عن اهمية الحوار والتوسع في نقاش الأطراف فأن ما أورده لم يزد عن ماكان يقوله سلفه ولد الشيخ وإن مختصرا , إذ لم يبارح نطاق الأمنيات الى إجراءات عملية يسعى الى تحقيقها .
فغريفيث وبعد شهر منذ كلف بمهمته يتحدث عن شهرين اضافيين كي يقدم للمجلس اطار عمل عده من بشائر الأمل لإجراء المفاوضات وهو مالا يمكن فهمه الا بكونه مهلة اضافية طويلة للتحالف السعودي الإماراتي كي ينجز مهمة الحسم العسكري على الأرض على الرغم من انقضاء ثلاثة اعوام من فشل لازال يتواصل مخلفا المزيد من قتل الأبرياء وتدمير ما تبقى من بنى تحتية ومنازل للمواطنين , وهو ذات ما أكده في احاطته من ان قصف الطيران ومزيد من المعارك لم تقد الى تغييرات كبيرة في الخطوط الأمامية احاطة غريفيث بدت ساذجة على غير ماكان متوقع وبالذات في ماله علاقة بتعقيدات الأزمة وكذا بالأسس التي يقوم عليها حل الصراع حين اعاد ما كان محط نقاشات طيلة حوارات الأعوام الماضية باعتبارها اكتشافا جديدا قدمه لمجلس الأمن بكونها خطوطا عريضة لوضع حد للحرب والمتمثلة ( بإنهـاء القتال، وسحب القوات وتسليم الأسلحة الثقيلة في المواقع الرئيسية، بمعية الاتفاق على تشكيل حكومة تتسم بالشمولية و تجمع الأطراف فيما بينها على توافق في الآراء لبناء السلام) .
وقد بنى تفاؤله باعتبار ان كل الأطراف التي التقى بها اكدت له انها مع هذه الأسس ولكن دون ان يكلف نفسه بالعودة الى الأسباب التي جعلتها غير قابلة للتنفيذ في ما مضى من حوارات ولازال الإشكال في أولوية تنفيذها قائما لم يتغير كما ان غريفيث حمل نجاح الحل السياسي من عدمه على قوى الصراع متجاهلا الدور الأساس لقوى الإقليم وبالذات المملكة السعودية صاحبة القرار في القضية اليمنية والمتحكمة في إمضاء السلم او الحرب , وإلا وبحسب ما ذكر في احاطته فأن اطراف الصراع , هادي وحكومته , وأنصار الله وبقية قادة الأحزاب , قد اكدوا له على انخراطهم في عملية السلام وحرصهم على انجاحها .
اكتفى المبعوث الأممي باجترار ذات المطالب المستهلكة بخصوص العودة الى الحوار دون شروط مسبقة بينما لم يقدم اي وجهة نظر خاصة به يمكن ان تمثل ملمحا معقولا وحافزا يقود الأطراف الى الطاولة بما في ذلك الحديث عن اعادة فتح مطار صنعاء الذي لم يتجاوز النقاش غير الملزم مع ذوي العلاقة وكذا ما يجهز له علنا من محاولات لم تتوقف بالزحف الى مدينة الحديدة والاستيلاء على الميناء الوحيد المتبقي فيها والذي ايضا لم يبارح ابداء القلق باعتبار ذلك سيقوض فرص السلام وحتى ماله علاقة بقضية الجنوب فقد تناولها بخفة شديدة من خلال التقائه بمن اسماهم مجموعات جنوبية ومن زاوية الاستماع الى اصوات الجنوب وتضمينها في اطار الترتيبات السياسية التي تنهي الحرب دون ان ينسى التعويل على مخرجات الحوار الوطني وبإيجاز اكثر فأن غريفيث في احاطته لم يضف شيئا يمكن اعتباره مؤشرا على ان هناك متغير سيحصل باتجاه وقف الحرب وتحقيق السلام ليظهر انه كسابقيه يمشي في ذات المسار الذي تحدده مصالح الدول المتحكمة بملفات المنطقة وفقا لإعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط بكاملها وهو ما عبر عنه مندوبي دول العضوية الدائمة في مجلس الأمن في ذات الجلسة التي قدم احاطته وفي ذات القضية التي ذهبت بعيدا عن اليمن باتجاه ايران.