عيون الفسيفساء
يمنات
عبد الرقيب الانسي
تنظر ولا ترى .. تلمع ولا تسمع .. تاكل ولا تشبع .. تقرا ولا تفهم .. تفكر ولا تعقل .. وتغمز نحو الداخل بلا غرض
ولا هدف ولا معنى ، وتغازل الخارج وتتعرى وتحل ظفائرها دونما ادنى شعور من حياء .
تلك هي جمهورية ابي قرطم ، وتلك هي حكومة ابي مسلم الخرساني ، تقتل لتعيش وتعيش لتقتل ، وفوق هذا وذاك تقتطع من جلود ضحاياها الخمس ..
قالوا هم البشر الارقى وما اكلوا شيئا كما اكلوا الانسان او شربوا .
اربطوا الاحزمة .. اطبقوا افواهكم .. فنحن على وشك الهبوط بمدينة واق الواق .
كل شيئ بمدينتنا حرام .. العطور .. الرقص .. الموسيقى .. الغناء .. التمثيل الكوميديا .. تماثيل عرض الازياء البلاستيكية .. المسرح .. السينما .. الحدائق ، نحن باختصار نعيش في مدينة الحرام .. وعيال الحرام .. واكالين الحرام ..
في ظل هؤلاء السفاحين والحرامية ، تقام شريعة الله على واحدة ونص .. القتل حلال .. والنصب حلال .. ونهب المال العام احل من دم الغزال .. كل شيئ في مدينتنا ممنوع وحرام الا الزامل ان كنتم لاتعلمون ..
الصباح زامل .. والظهر زامل .. والعصر زامل .. وكذلك المغرب والعشاء زامل .. زامل .. حتى اضحى عيسى الليث كاردينال المدينة لشئون المزوملين ..
فكرت في الانتحار والتواري من هذا الوضع المثير للسئم والملل والتقزز ، لكنني ترددت خشية ان يصير مصيري الى النار ، فعرضت امري على شباب الحارة فردوا علي بصوت واحد ..
جميعنا فكرنا بهذا ، وما منعنا من التنفيذ الا ما منعك ..
اذن .. وما الحل .. قالوا نذهب سويا الى مفتي الحارة ليفتينا في الانتحار ..
ولما وصلنا الى بوابة قصره رأينا النساء يصرخن ويحثين التراب على رؤوسهن وينتحبن ويلطمن الخدود ، ولما سالنا عن سبب ذلك قيل لنا بصوت منخفض .. عظم الله اجر الجميع .. مفتي جمهورية واق الواق انتحر ..
والبقية في العدد القادم ..
غاق .. غاق .. غاق .. ياعاصمة الغربان الداجنة ..