ما الذي ينقص روسيا لمواجهة الولايات المتحدة بنجاح؟
يمنات
“الدعاية الحربية للمرة الأولى تصبح أهم من العمليات القتالية”، عنوان مقال أنطون كريلوف، في “فزغلياد”، حول الضربة الصاروخية لسوريا والحرب الإعلامية التي سبقتها وما أدت إليه.
وجاء في المقال: لطالما كان التضليل والدعاية وسيلة مهمة في الحرب، ولكن لم يسبق أن كان القتال الحقيقي أقل أهمية من القصص عنه. يبدو أن المثال الأول في التاريخ كان ما حدث في سوريا، وخاصة ضربة الصواريخ الأخيرة. تُظهر المواجهة الإعلامية حول سوريا بوضوح جوهر التناقضات بين روسيا والولايات المتحدة.
تتطابق المؤشرات الأساسية في التصورات عن العالم بين روسيا والولايات المتحدة: اسم رئيس سوريا، وسبع سنوات من الحرب الأهلية، ووجود القوات الفضائية الروسية في أراضي الجمهورية، فضلاً عن حقيقة الهجومين الأمريكيين على أهداف سورية. هذا كل شيء.
أما أسباب الحرب، وأسباب هزيمة تنظيم الدولة، ووجود أسلحة الدمار الشامل، وفعالية الضربات الأمريكية والدفاعات الجوية الحكومية السورية، وشرعية هذه الهجمات، فالتقييمات حولها مختلفة جذريا.
وإلى أن تتوصل واشنطن وموسكو، بوصفهما لاعبين رئيسيين في السياسة العالمية، إلى الاتفاق على تقييمين أساسيين أو ثلاثة على الأقل لما يحدث، فإن كل نوايا دونالد ترامب “بالتوافق مع روسيا” ستبقى مجرد نوايا. فنحن لا نتحدث بلغات مختلفة فقط، إنما تصوراتنا عن العالم تتناقض بصورة دراماتيكية مع بعضها البعض.
في الوقت نفسه، لا ينبغي أن يؤدي “الضعف” الظاهر في الضربات الأمريكية ضد سوريا إلى نشوة وابتهاج. واشنطن ماهرة في عد المال.
فمن المربح الآن للأمريكيين القيام بضربات رمزية وتقديمها على أنها “نجاح رائع”. لكن الولايات المتحدة لديها الفرصة والاستعداد لضربات خطيرة حقا، كما كان الحال في فيتنام.
ولذلك، فإن الحرب الحديثة ليست مجرد “حرب افتراضية”، يفوز فيها أول من يعلن عن انتهاكات حقوق الإنسان. تحتاج روسيا إلى الجمع بين القوة العسكرية الحقيقية والقدرة على التفكير وإلحاق الضربات الإعلامية لمجابهة ناجحة مع الولايات المتحدة.
المصدرك روسيا اليوم