خبيران امريكيان ينتقدا تقرير للكونغرس حول حرب اليمن ويفندا ما وورد في التقرير
يمنات – صنعاء
كشف الخبيران الأمريكيان ويل بيكار، المدير التنفيذي لـ”مشروع السلام في اليمن”، وإريك إيكنبيري، مدير السياسة والدعم العام في المشروع، أن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، عقدت جلسة استماع صباح الثلاثاء 17 إبريل/نيسان 2018، حول السياسة الأمريكية في اليمن.
و بيّن بيكارد و إيكنبيري، أن تلك هي أول جلسة استماع تعقد منذ أكثر من عام. لافتاً إلى أنه ولأجل للمساعدة في إعداد أعضاء اللجنة لجلسة الاستماع تلك، أصدرت خدمة أبحاث “الكونغرس”، تقريراً خاصاً عن الوضع في اليمن، من تأليف جيريمي شارب، المتخصص في شؤون اليمن منذ فترة طويلة.
و طبقاً لبيكارد وإيكنبيري، بدأ التقرير بنظرة دقيقة عن الحرب في اليمن، و تقييم مقارن لدور إيران كمؤيد أجنبي رئيسي لـ”أنصار الله”.
و أشارا إلى أن ذلك حظي بالترحاب من كل من إدارة ترامب و التحالف السعودي الذي تقوده السعودية.
و اعتبر الخبيران الأمريكيان، أن ذلك التحليل لديه العديد من أوجه القصور، التي يحجب كل من طبيعة أزمة اليمن، و عدم الرضا المتزايد في الكونغرس حول مشاركة الولايات المتحدة في الصراع، لعديد الأسباب، في مقدمتها: أولاً أن التقرير يتناول المخاوف حول النشاط الصاروخي لـ”أنصار الله”، باتجاه السعودية، و ربما الإمارات.
و أكد بيكارد وإيكنبيري على خطورة التقرير و وجوب إدانته بشكل عام، لكنهما نوها إلى أنه لا يفسر كثيراً الصراع على الأرض، كون إطلاق الصواريخ الباليستية لا يسبب الحرب الأهلية، كما أنه لا يسرع من تشتت الأطراف المتحاربة أو يدفع لإبعاد المجاميع المسلحة من التفاوض. مشيرين إلى أن التركيز على الخطوط الأمامية للحرب، بما في ذلك تدمير البنية التحتية المدنية في صعدة، أو الحصار المتواصل في تعز، كفيلاً لإعطاء صورة أوضح لانتهاكات حقوق الإنسان وقوانين الحرب، التي ترتكبها جميع الأطراف.
و ثانياً، التقرير يقلل بشكل غير مبرر من الخسائر المدنية الناجمة عن هجمات قوات “التحالف”، ولم يذكر أن مكتب الأمم المتحدة للمفوض السامي لحقوق الإنسان قد حدد الضربات الجوية لقوات “التحالف” باعتبارها السبب الرئيسي للإصابات في صفوف المدنيين.
و كانت ثالث الأسباب، إشارته المختصرة إلى حقيقة أن العديد من أعضاء “الكونغرس” قد عارضوا مبيعات الأسلحة إلى السعودية والدعم العسكري لـ”التحالف”، من دون التوقف عند الخسائر البشرية، أو تسليط الضوء على التدمير المطلق الذي تسببت به الهجمات الجوية على الكثير من البنى التحتية للبلاد. مشيرين إلى أن ذلك يعطي للقارئ إحساساً زائفاً بأن اهتمام “الكونغرس” حول تواطؤ الولايات المتحدة مع “التحالف”، بالتسبب في الوفيات بين المدنيين اعتباطياً، بدلاً من أن يكون نابعاً من القلق، بعد ثلاث سنوات من الانتهاكات المستمرة.
و اعتبر بيكارد وإيكنبيري أن تقرير شارب، قلل من دور “التحالف”، في تفاقم الأزمة الإنسانية، وحمل السعودية المسؤولية المباشرة فقط، في الحصار الكامل الذي فرضته في شهري نوفمبر وديسمبر، متجاهلاً أن التحالف قد حافظ على حصار جزئي طوال النزاع، كما أنه ركّز على المساعدات الخارجية الأمريكية لليمن، في حين تجاهل ذكر عشرات الملايين من الدولارات من المساعدات الأمنية، التي قدمتها الولايات المتحدة للحكومة الانتقالية، والتي فقدت ولم يعد لها وجود بعد العام 2015.
و استعرض بيكارد وإيكنبيري، الفقرة الختامية لتقرير شارب، و أشارا إلى أنه شدد على أن تورط الولايات المتحدة في الحرب الأهلية في اليمن هو الخيار الأفضل من بين أسوأ الخيارات القليلة التي تمتلكها. و بيّنا أن شارب اعترف في تقريره بالقيود المفروضة على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216، قبل أن يحذر من أن التفاوض خارج إطارها هو مخاطرة، من شأنها إبعاد التحالف، مقابل مع تعزيز الشرعية الإيرانية.
و اعتبر بيكارد وإيكنبيري تقرير شارب أنه يؤيد الاستراتيجية الأمريكية الحالية لمصالح الأمن القومي مع القلق على الأبعاد الإنسانية لصراع اليمن، باعتباره الخيار الأقل سوءاً، على الرغم من أنه قد لا يكون الهدف هو التأثير المنشود.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.