ما الذي سيضرب “الكويت” عن قريب..؟
يمنات
منذ بداية الازمة الخليجية لم تكن الكويت ببعيد، وما اقصده هنا ليس دورها الحثيث الذي لعبته كوسيط لحل الازمة ولكن التلويحات التي تتم تجاهها من قبل “خصوم قطر” و انها هي ايضا – الكويت – مصنفة من قبلهم كدولة خارج السرب، وتصريحات “ابن زايد” في بداية تفجير الازمة الخليجية كانت مباشرة بأن سياسة الكويت لا تنسجم مع “السياسة الخليجية”، و ذات الشيء كذلك بحق سلطنة عمان.
تلعب الامارات ممثلة بسياسات “ابن زايد” دورا مباشرا وحثيثا في اعادة تشكيل المنطقة تبعا لتصورات وصفها سفيرها في واشنطن بالتحول للعلمانية، و بات “محمد بن سلمان” يسير ويتحدث في ذات الاتجاه، وكلا الدولتين بات من الواضح انهما يعملان وفق برنامج مخطط لأحداث التغييرات المطلوبة في المنطقة، ومن خلال الممارسات والتلويحات ليس هناك ثمة فرق بين كون الدولة المستهدفة خليجية أم غير ذلك.
بعد تصريحات “ابن زايد” ان سياسة الكويت لا تنسجم مع “السياسة الخليجية” في بداية الازمة، تم تحريك ملف تهريب الاسلحة لـ”الحوثيين” في اليمن باستخدام المياه الاقليمية الكويتية، كما اظهر “خصوم قطر” امتعاضهم من حديث امير الكويت عن نوايا العمل العسكري تجاه قطر واخذوه مأخذ التصريح المورط لهم، وهذا غير ان الموقف الكويتي غير مرضي عنه منذ البداية كوسيط وكان المراد هو ان تنظم الكويت للآخرين في مقاطعة قطر.
الامارات في حرب مفتوحه لم تتوقف منذ 2011 م مع حركة الاخوان المسلمين وعلى خلفية هذه الحرب تقوم بأدوار هيكلية في اكثر من دولة عربية، و “ابن سلمان” انظم علنا مؤخرا لهذا التوجه واعلن عزمه على “اجتثاث الاخوان” – على الاقل في بلده – و أدوار السعودية في ذات الاتجاه مبكرة وان لم تكن معلنة و غير حازمة بحزم الامارات، و الحرب مع الاخوان هي السبب الاول في انضمام مصر الى تحالف “خصوم قطر” كاستثناء بين ثلاث دول كلها خليجية.
مؤخرا دخلت وسائل التواصل الاجتماعي على الخط بتغريدات ذات دلالة، فمن تغريدات “حمد المزروعي” المسئول الاماراتي الرفيع التي كتب فيها اسم “الكويت” اتبعه بثلاث نقاط وهو مغرد تاريخ تغريداته – ذات العلاقة – جادة بل جادة جدا، فتغريدته مودعا الامير “متعب بن عبد الله” تبعها اقالته من قيادة الحرس الوطني السعودي و تغريداته بخصوص الامير “بن سلمان” و التبشير به ملكا للسعودية تبعها الاطاحة بالأمير “محمد بن نايف” وتقدم “بن سلمان” خطوة إلى العرش، و الان تغريدته بخصوص الكويت تحمل غموض لكنه غموض واضح وجلي ان امر ما تم اتخاذ قراره بشان الكويت، والى تغريدة “ضاحي” خلفان العسكري الاماراتي المعروف والمقرب من الحكم في الامارات التي قدمت توضيحيا – مطلوبا – بخصوص تغريدة “المزروعي” – السابق ذكرها – “بأن للاخوان المسلمين في الخليج قيادتين احداهما دينية في الدوحة و الاخرى سياسية في الكويت وان ضرب القيادتين بحجر واحد مهم”، ما يعني ان القرار الذي اطل “باذنيه” في تغريدة “المزروعي” قد اتخذ على ذات اهم خلفية مشتركة بين دول “خصوم قطر” وهي الحرب على “الاخوان المسلمين”.
هذه التغريدات وغيرها من تغريدات لشخصيات رفيعة في الامارات و السعودية تتحدث بمباشرة عدائية تجاه الكويت تعني ان الحاجز النفسي تجاه الكويت كون اميرها من جيل الاباء ما يفرض حالة من التروي تجاهها قد تم مجاوزته، وان المخطط قد وصل لنقطة تنفيد “ضربة الكويت”، ومن بين تلك التغريدات تغريدة الدكتور في السياسة الدولية والمستشار السياسي ذكرت بأن خطة حصار الكويت قد وضعت وان التنفيذ خلال ايام متوقعا ذلك بداية شهر رمضان المبارك القادم.
حديث “ترامب” الاخير الموجه باتجاه جمع مليارات كبيرة من الدولارات من الدول “المحمية امريكيا” و تزامنه مع الخطوات التي تتم باتجاه المنطقة والتي يبدو ان الادارة الامريكية تتوقع ان تحتاج لأموال طائلة وغير مسبوقة لتمويل مخططها في المنطقة هو الاخر عامل اضافي لتقوية احتمال ان المخطط الخاص بالكويت قد وضع و اتخذ قرار تنفيذه وقريبا لتدفع الكويت كما تدفع قطر و السعودية.
ما يمكن قوله من خلال كل المؤشرات السابقة وغيره مما لم نأتي على ذكره هو ان الكويت تنتظر موعدا صعبا وهذا الموعد لن يتأخر و سيدور دولاب الخصومة مع اشقائها الخليجيين الثلاثة – الامارات، السعودية، البحرين – عن قريب وقد تفجر الازمة معها في أي لحظة ودون اي مقدمات كما كان الحال عند تفجير الازمة مع قطر وكما كان لقطر سيناريو خاص بها هناك سيناريو خاص قد أعد للكويت و لم يتبقى الا ضغطة الزر لتنفيذه.
المصدر: الغاية نيوز
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.