مركز دراسات أمريكي يحذر من تجاهل الصراع في اليمن
يمنات – صنعاء
أعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إلى أن العديد من الأمريكيين يريدون غسل أيديهم من الشرق الأوسط.
و أشار المركز في تقرير حديث صدر هذا الأسبوع أن اليمن الفقير و العنيف و الممزق من قبل الوكلاء، سيكون منطلقاً جيداً للبدء في ذلك.
و شدد التقرير على أن ترك الولايات المتحدة لليمن في الوقت الحالي سيكون خطاءً فادحاً. مشيرا إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تبحث عن طرق ذكية لفعل المزيد، و أن تفعل ذلك الآن.
و لفت التقرير إلى أنه رغم مرور “3” سنوات من الحرب لا يزال اليمن في خضم الصراع. و تقدر الأمم المتحدة أن ثلاثة أرباع اليمنيين يحتاجون إلى نوع من المساعدة الإنسانية العاجلة.
و اعتبر التقرير أن اليمن يمثل بالنسبة للبعض نموذجاً مصغراً للشرق الأوسط بأكمله، من حيث، الكراهية التي ترعرعت منذ زمن طويل، و التي طفت على السطح ممزوجة بوحشية وتطرف فطري، و تغذيها حرب بالوكالة، لكن و بدلاً من الخوض في الأمر، فإن الغريزة تدفع نحو تركه في عزلة وانتظار أن يحرق نفسه.
و حذر التقرير من أنه لا يمكن، تجاهل الصراع في اليمن وتركه في عزلة مع مشاكله، لعدة اعتبارات أهمها، وقوعه على حافة باب المندب، وهو ممر ملاحي هام على البحر الأحمر يؤدي إلى قناة السويس، حيث تمر معظم الشحنات الآسيوية إلى أوروبا، وكذلك الملايين من براميل من النفط يومياً.
كما حذر التقرير من أن بقاء اليمن في عزلة عن العالم، فإن ارتباطه بالإرهاب، كافٍ لتمكين الإرهابيين من الاستفادة في فراغ السلطة في بعض المناطق لتخطيط وشن هجمات مذهلة ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
و أشار إلى أن الأهم من ذلك هو أن اليمن أصبح فخاً لحلفاء الولايات المتحدة وملعباً لأعداء الأمريكيين، حيث تنفق السعودية خمسة مليارات دولار شهرياً على عملياتها في اليمن، في حين يجذب ذلك انتقادات قاسية لاستهدافها العشوائي في معظم الأحيان، واللامبالاة بالمعاناة الإنسانية، في حين تنفق إيران أقل من واحد في المائة من هذا المبلغ في دعم أنصار الله.
و أكد أن تحديات اليمن صعبة، لكنها ليست مستعصية على الحل. مشيرا إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي قد استوعبت في أنها لا تستطيع أن تقصف طريقها إلى النصر في اليمن، كونها تعهدت أخيراً بدعم كبير للعمليات الإنسانية للأمم المتحدة، ما يشير إلى أنها لن تسعى بعد الآن لاستخدام المساعدات كأداة سياسية، في حين يبدو أن أنصار الله مضغوطين على نحو متزايد لإدارة المناطق التي يسيطرون عليها، خاصة منذ أن انشق الرئيس السابق صالح عنهم في أواخر عام 2017، حيث مثّل ذلك ضربة قاسية لهم.
و نوه التقرير إلى أن تدخل مبعوث الأمم المتحدة الجديد، الذي يطمح لبدء حوار سياسي واسع، وكذا وصول المنسق الجديد للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، والذي يتمتع بالمصداقية مع الخصوم الرئيسيين في الصراع، إضافة إلى بعض الأمور البسيطة مثل إمدادات المياه المعالجة بالكولور، واستبدال شبكات المجاري المتضررة، يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً وبسرعة، كما أن استعادة أسواق العمل وفتح تدفق الإمدادات سيخفف العناء على السكان، ويقلل من قوة أمراء الحرب.
و شدد التقرير على أن حل القضايا في اليمن سيستغرق سنوات، وقد تكون هناك حاجة إلى قرار جديد من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو مصمم على نحو أوثق للوجوه السياسية الحالية، ما يضع المعرقلين في وضع حرج.
و أكد على أن انفصال الجنوب لا يمثل تحديّاً سياسياً دائماً فحسب، بل إن الصراع قد مكّن أيضا مجموعة من الجهات الفاعلة، التي لا يمكن توقع ما يمكن أن تحدثه.
و بيّن التقرير إن ما يدعو إليه لا يمكن اعتباره نوعاً من الجهود الاستعمارية الجديدة التي ستحاول بها الولايات المتحدة إصلاح ما يمكن إصلاحه في اليمن، كما أنه لا يدعو إلى صرف مليارات الدولارات الأمريكية في تلك العملية.
و أشار إلى أن ما تحتاجه اليمن هو قيادة الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين ذوي الأفكار المتشابهة، والشركاء الخليجيين، وفي منظومة الأمم المتحدة للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن تعزيز الحوار الوطني الجديد، ما يسمح بالوصول إلى الغذاء والدواء وإعادة تكوين الاقتصاد.
و أكد أنه لا يمكن لأي بلد آخر أن يركز الاهتمام مثل الولايات المتحدة، حيث تريد كل الدول مشاركة في اليمن أن تحدث الولايات المتحدة شيئاً يمكن أن يكون حافزًا للتغيير.
و أوضح أن المشكلة الآن قد تكون جاهزة للتحسين. معتبراً أن تحسين الظروف في اليمن من شأنه أن يؤدي إلى تقدم مجموعة واسعة من المصالح الأمريكية، التي قد تطلب المزيد من الاهتمام أكثر مما حصل.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.