غياب الدولة وحضور الإمارات !
يمنات
رشيد الحداد
في ابريل من العام 2014 زرت جزيرة سقطرى مع عدد من الزملاء الصحافيين ومراسلي القنوات الدولية ، واثناء تواجدى في الجزيرة حاولت معرفة كل مايدور فيها من خلال الاحتكاك بالناس ، واستعنت بعدد من الزملاء من ابناء سقطرى ، وجدت حينها الإمارات في حديبو وفي قلنسية المديريتين الواقعتين في نطاق الجزيرة بالإضافة إلى جزر اخرى كعبد الكوري التي التقيت بأناس يسكونون الجزيرة .
كانت الجزيرة بالنسبة لي بجمالها الطبيعي وتظاريسها وطقسها أشبة من الخيال ، ولكن عدت إلى صنعاء ولدى انطباع سيئ عن الوجود الحكومي هناك، فالحكومة كانت رمزية وتركت الحبل على الغارب .
حدثني الكثير من ابناء سقطرى عن الدور الإماراتي في الجزيرة ، والذي بلغ حينها مستويات خطيرة ، بعد عودتي إلى صنعاء دونت كل ماشاهدت ونشرته في صحيفة الوسط الاسبوعية التي كنت أعمل فيها ” طبعاً وهي من الصحف المعروفة بمهنيتها وسقف حريتها العالي ” وبعد النشر بايام اتصل بي مسئول في وزارة الداخلية بصنعاء ، وقال لي لقد تفاجئت بما جاء في تحقيقك الصحفي من معلومات عن غياب الدولة وعن حضور الإمارات، فقلت له بدى لي الوضع غير طبيغي وخطير ويعد تدخل وانتهاك للسيادة اليمنية . فوافقني الأمر .. خصوصاً فيما يتعلق بوصول طائرات شحن عسكرية تحمل ادوات خاصة باحد مشائخ أبو ظبي الذين كانو يقضون اسابيع في الجزيرة للراحة والنقاهه . بل ان احدهم جلب طائرات عمودية على متن طائرات شحن عسكرية تابعة للقوات الجوية الإماراتية بعرض التنقل من بادية سقطرى إلى المناطق الحضرية فيها ..
اثق بأن ابناء سقطرى لايمكن ان يتجردو عن هويتهم اليمنية مهما حاولت الإمارات طمسها باي حال من الاحوال ، فابناء سقطرى الذين يتحدثون اللغة الحميرية الاصيله ، ولهم هويتهم وتأريخهم عجزت بريطانيا بكل قوتها التي لاتزال اثارها في مختلف ارجاء سقطرى في طمسها ومن قبلها عدد من الدول الإستعمارية ، التي فتنت بالجزيرة واستعمرتها لفترات زمنية .
ولكن اليوم مايحدث في سقطرى أمر خطيير ، فالإمارات بدات بإستهداف هوية سقطرى وثقافتها ، وتأريخها ، وبيئتها ، وخصوصيتها ، ولذلك ادعو إلى التجاوب مع مطالب ابناء المجلس العام لأبناء سقطرى والمهرة نظراً لشعبية الواسعه في سقطرى من جانب وللترابط الأسري الكبير بين قبائل سقطرى وقبائل المهرة ، والتأثير المتبادل بين المجتمعين السقطرى والمهري اللذان يعدان مجتمع متجانس بعادات وتقاليد وروابط مشتركة ..فدعم المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى وتلبية مطالبة والحفاظ على هوية سقطرى والمهرة ، الآن هو الحل لحماية سقطرى من الاستعمار الإماراتي ، فأبناء سقطرى لو لم يحبون وطنهم السقطرى ويفتخرون بيمنيتهم ما ظلو اكثر من 700 سنه يمنيين وسط المحيط الهندي ..
بل أثق ان ابناء سقطرى دون غيرهم قادرين على طرد الإمارات وجحافلها من جزيرتهم ، ولكن في حال ما تم الإهتمام بهم كمواطنين يمنيين ، وتلبي مطالبهم وتقدم الدعم والرعاية لهم ..
عاشت سقطرى يمنية .
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.