عن المدرسة الدبلوماسية البريطانية.. ماذا نفهم من لقاء جريفيث باعوم؟
يمنات
رشاد المفلحي
الانجليز ملوك السياسة والدبلوماسية يدرسون كل حرف وكل حركة قبل ان ينطقوا او يقوموا بها كما يدرسون الاخر قبل الحديث او التواصل معه ويعملون حساب لكل حركة وكلمة , ومن الغباء والحماقة ان لايتعامل معهم الاخر بنفس الاسلوب حتى يفهم ماذا يريدون وكيف يفكرون , البريطاني مارتن جريفيث ابن تلك المدرسة وخريج العمل الدبلوماسي البريطاني حيث عمل في الخارجية البريطانية قبل ان يؤسس مركز للدراسات وقبل ان يلتحق بالعمل لدى الامم المتحدة .
بالامس ذهب جريفيث الى سلطنة عمان بنفسه للقاء باعوم الابن وقبل الذهاب للقاء بباعوم كان في الرياض الا انه لم يلتقي باين من قيادات الحراك هناك حتى مكون الحراك المشارك فيما يسمى الحوار الوطني الذي يراسه ياسين مكاوي لم يقابله في الرياض وانما ارسل له موظف صغير تابع له للقاء بمكاوي في الاردن وليس في السعودية حيث يقيم وفي المقابل ايضاً تعامل بنفس الاسلوب تقريباً مع المجلس الانتقالي الذي استعد بكامل اعضائه لاستقباله بعد زيارة صنعاء الا ان الرجل الغى الزيارة في اللحظات الاخيرة بطريقة مهينة وحتى اللقاء الذي تم مع المجلس الانتقالي في ابوظبي نتذكر جميعنا كيف تم شحن اعضاء المجلس بطائرة لنقل الخضار على عجل للقاء فيه في ابوظبي .
جريفيث لم يكن يتحرك بعفوية في هذا المسار وانما ارسل الكثير من الرسائل ذات العيار الثقيل التي تشير الى ان الرجل يعرف تفاصيل الواقع الجنوبي ولديه رؤية لتعامل مع كل الاطراف بحسب وزن الاطراف الحقيقي بعيداً عن الدعم والتبعية وبحسب استقلاله في قراره وامور اخرى كثير يمكننا من خلال دراستها بدقة معرفة كيف سيتعامل المجتمع الدولي مع القضية الجنوبية ومكوناتها الان وفي المستقبل .
بقي ان يعرف الحمقى ان طلاء الشوارع بالشعارات ورفع الصور والحركات والصفات والالقاب الوهمي كالرئيس او القائد اوالامين العام والاستعراضات بالسلاح والاطقم والسيارات لاتصنع منك رقم صعب في عالم السياسة وكذا لا تجلب لك التعامل باحترام من قبل المجتمع الدولي مالم تكن مستقل ولو نسبياً بقرارك (كما كان نلسن منديلا علي سبيل المثال وهو مكبل في سجنه الا ان الكبار كانو يذهبون له اليه ينشدون رضاه ) ولكم بزيارة المبعوث جريفيث لباعوم لموطن اقامته في المنفى وبنفسه مع كامل طاقمه الفني عبرة لمن يريد ان يفهم السياسة والدبلوماسية على طريقة الكبار.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.