في السقوط الجماعي للدعوة والداعية
يمنات
حسين الوادعي
هذا السقوط الجماعي للدعاة الجماهيريين ليس مصادفة.
وسببه ليس الدعاة أنفسهم، فهم لم يتغيروا منذ صعودهم الدرامي في سبعينات القرن الماضي.
الذي تغير هو عقول الناس.
هذا الافق الإعلامي المفتوح زود الناس بكل الأسلحة النقدية لكشف النفاق والتزييف والتجهيل المنظم.
فقد سقط قبل عمرو خالد من هو اكبر منه، مثل يوسف القرضاوي الذي افتى بجواز التفجيرات الانتحاريه ضد المدنيين في سوريا، ثم افتى أن معارضة مرسي حرام وان جبريل نفسه يؤيد مرسي، و بعد ذلك انتقل جبريل والله وملائكته علي يد القرضاوي ليؤيدوا اردوغان، ثم اصدر فتوى لا تقل سوءا عن سابقاتها بأن محمدا لو كان حيا لوضع يده في يد حلف الناتو.
وبعد يوسف القرضاوي شاهدنا السقوط الجماعي لمشايخ الصحوة السعوديه: عايض القرني و محمد العريفي وغيرهم ان الذين اعادوا ضبط المصنع ونسوا كل فتاواهم المتطرفه السابقه فقط لأن الحاكم الجديد صار له موقف إيجابي من القضايا اللتي حرموها سابقا لمخالفتها للدين و العقيده.
عاش محمد متولي الشعراوي ومات داعيا تلفزيونيا يتمتع باحترام ملايين العرب.لكن عقول الناس انذاك كانت محاصرة، ومصادر المعارف كانت محدودة. و لو كان بيننا اليوم لسقط كما سقط القرضاوي وعمرو خالد ووجدي غنيم والعريفي.
تذكروا فقط ان الشعراوي كان قد افتى بحرمة الغسيل الكلوي، وبتحريم عمليات زرع الاعضاء.
كما انه كان يسخر سخرية شديده من غرف الانعاش في المستشفيات ويراها تعديا على اراده الله الذي أراد للمرضى الموت .
لكن عندما مرض الشعراوي سافر مباشره الى الغرب ليتعالج في ارقى مستشفياتها، ويحظى برعاية طبية في أكثر غرف الانعاش تطورا، ثم يمارس الغسيل الكلوي في الشهور الاخيره من حياته.
ولو كان لدى الناس فيس بوك و تويتر لفضحوا جهل الداعية التلفزيوني الأشهر الذي كان يقول ان الأقمار الصناعية مجرد ألعاب لا فائدة منها، وأنه صلى ركعتين شكرا لله عندما انتصرت إسرائيل على العرب عام 1967.
اما عبد الحميد كشك فلو أعاد الناس الاستماع إلى اشرطته لانصدموا من الأفكار التي تتفق مع رؤية طالبان والقاعدة في كل شؤون الحياة.
أتاحت عولمة الفضاء الإعلامي فرصا غير مسبوقة للعرب والمسلمين للاطلاع على الثقافات والآراء المختلفة وكسر حاجز الرقابة والتضليل الذي اتاح لدعاة الأسلمة السيطرة على العقول لأربع عقود طويلة من الزمن.
لا أستغرب ابدا من هذا السقوط الجماعي للدعاة الجهل المنظم.. استغرابي الوحيد أنه تأخر أكثر من اللازم.
لم يسقط الدعاة وحدهم بل سقطت الدعوة معهم وسقطت أوهام الصحوة الإسلامية التي لم تكن إلا غفوة إجبارية طويلة للعقل والضمير الاسلامي.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.