ما طبيعة استراتيجية امريكا الجديدة تجاه ايران ؟
يمنات
اعلن وزير الخارجية الامريكي ” مايك مومبيو ” استراتيجيته البديلة للتعامل مع ايران بعد الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي , ووضع عدد من الشروط امام ايران للالتزام بها مقابل تطبيع العلاقة مع الولايات المتحدة وتوعد باجراءات عقابية هي الاشد صرامة عبر التاريخ حسب قوله .
ما تحدث عنه مومبيو الامس في حديث تلفزيوني هو ماكان اعلن قبل ايام بانه سيطرحه قريبا كاتفاق نووي معدل او بديل للاتفاق النووي الذي انسحبت بلده منه في الثامن من مايو الجاري , وشروط مومبيو ال 12 هي اخراج لطلبات الرئيس الامريكي ” ترامب ” الثلاث السابقة التي جعل منها سبب لاعتبار الاتفاق النووي اسواء اتفاق في التاريخ وبتطرف كامل , فهي – شروط مومبيو – ترجمة لماذا بعد انتهاء العمل بالاتفاق النووي و التطوير العسكري التقليدي الايراني وفي مقدمته الصواريخ البالستية و دور ايران في منطقة الشرق الاوسط , ونظرة سريعة لما طرحه مومبيو كافية لمعرفة ان الولايات المتحدة تحملت طلبات الكيان الصهيوني بشكل كامل .
حديث مومبيو عن اشد العقوبات في التاريخ على ايران هو حديث عن امر غير ممكن للولايات المتحدة تنفيذه منفردة وتحتاج للوصول اليه ان تشاركها دول عدة من بينها حليفة و بينها غير حليفة وهذا الامر يعني ان الولايات المتحدة ستضغط بشكل اكبر على حلفائها الاوربيين الذين لازالوا يتمسكون بالاتفاق النووي للاسهام في رفع العقوبات على ايران ما يجعل سقف التوصل مع ايران لتفاهم بشأن استمرار العمل بالاتفاق النووي ادني من قبل اعلان مومبيو شروطه فوزير خارجية ايران ” ظريف ” كان قد اعتبر تجاوب الاوربيين غير كاف لاستمرار العمل بالاتفاق النووي وبعد رفع الولايات المتحدة ضغوطها على حلفائها الاوربيين ستكون فرصة الحصول الايراني على تجاوب اوروبي اكثر او حتى الحفاظ على القدر الذي وصفه ” ظريف ” بغير كاف غير قائمة من جهه , كما سيؤثر على الواقع السياسي الداخلي للدول الحليفة للولايات المتحدة في صورة سجالات بين التمسك بالمصالح الوطنية والقومية وبين الوفاء بمطالب التحالف مع الولايات المتحدة من جهة ثانية . اما غير الحليفة فستجد نفسها بعد رفع الولايات المتحدة ضغطها على العلاقات و التعامل مع ايران وسط تفصيل جديد وخطير فيما يتعلق بعلاقتها مع الولايات المتحدة عنوانه الاحتفاظ بالعلاقة والتعمل مع ايران معادة للولايات المتحدة ومساس بمصالحها .
ما تحدث عنه مومبيو ليس فقط العقوبات الاقسى ضد ايران وانما هو اعلان حرب شاملة في منطقة الشرق الاوسط و العالم ككل وهذا يعني تحفيز الحروب الباردة في الملفات المفتوحة حاليا و فتح ملفات جديدة وهو امر سيؤثر على كامل البيئة السياسية والجيوسياسية والديمغرافية للعديد من الدول عبر العالم وسيكون العديد من الدول والكيانات و المؤسسات و حتى الافراد في محل فرز غير مسبوق باتجاه ايران او ضدها .
العقوبات الاقسى و الحرب الشاملة والاستهداف السبراني ستعاني منه ايران داخليا دون شك اي كانت الاحتياطات التي ستتخذها وهي من الاعمال التي تستهدف الجبهه الداخلية الايرانية بشكل مباشر و تعمل على تحريكه ضد الدولة الايرانية ماامكن وستكون ايران امام تحد داخلي وخارجي صعب للغاية , واستهداف الاستقرار الايراني هو الوسيلة المتاحة امريكيا وصهيونيا في ظل امتلاك ايران لاوراق عدة تلعب في منع الاقدام على عمل عسكري تجاهها في المرحلة الحالية .
ليست ايران فقط هي التي ستكون امام تحد صعب للغاية وانما الولايات المتحدة ذاتها هي امام تحد صعب للغاية فما تقوم به ليس ذو علاقة بايران وحسب وانما وضعت نفسها في مواجهه مع المصالح الوطنية والقومية و امتلاك القرار الوطني للعديد من دول العالم وهو امر يزيد من تهديد مصالحها بشكل كبير وفي ظل صعوبات داخلية اقتصادية وسياسية ليست بالهينة . ولا شك ان المستفيد الوحيد مما اقدمت عليه الولايات المتحدة بوضع هذه الاستراتيجية البديلة هو الكيان الصهيوني الذي بادر رئيس وزراه باعلان التاييد فور اعلان مومبيو عنها .
المصدر: الغاية نيوز
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.