الحملة الأمنية في تعز .. مَن المُطارَد؟
يمنات
يوماً بعد آخر يضع الملف الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي بتعز، والمتمثلة بالقوات التابعة لـ«حزب الإصلاح»، وكتائب «أبو العباس» السلفية، والموالية للإمارات، أمام اختبار حقيقي لرسم مستقبل أمن الحالمة تعز.
وعلى الرغم من توجيهات المحافظ أمين محمود للأجهزة الأمنية وقيادة المحور، بتنفيذ حملة أمنية مشتركة لاستعادة المؤسسة والمنشآت الحكومية، ووضع قائمة بأسماء العناصر والجماعات الخارجة عن القانون، والمتهمة بجرائم الإغتيالات والسلب والنهب والتقطع في المدينة، ومداهمة أوكارهم والقبض عليهم وبصورة عاجلة لا تقبل التأخير، فإن كل تلك التوجيهات وبحسب مراقبين، «أخفقت في تسيير حملة أمنية مشتركة، بسبب رفض القيادات العسكرية والأمنية، التابعة لحزب الإصلاح، مشاركة القوات التابعة لأبو العباس في الحملة».
رفقاء الحرب وتبادل الاتهامات
فشلت الحملة الأمنية وتصاعدت وتيرة الإنفلات الأمني، حيث شهدت المدينة فوضى أمنية، وعملية اغتيالات واسعة، استهدفت عسكريين وسياسيين ورجال دين، آخرها ما حدث الأسبوع الماضي من عملية اغتيال راح ضحيتها أكثر من 11 شخصاً أغلبهم جنود، ومحاولة اغتيال القيادي في حزب «الإصلاح» ومدير عام مكتب التخطيط التابع لوزارة التخطيط والتعاون الدولي المعين من قبل حكومة «الشرعية»، نبيل جامل، بالإضافة إلى العثور على مقبرة جماعية تضم 5 جثث لجنود أُعدموا بطريقة بشعة هزت الحالمة تعز، وسط تبادل الإتهامات بين رفقاء الحرب والمقاومة بالوقوف وراء ذلك.
إستئناف مشوب بالحذر
اليوم وبعد مشاورات ولقاءت مكثفة عقدت بين قيادات سياسية وعسكرية في «حزب الإصلاح»، وجماعة «أبو العباس» تم إستئناف الحملة الأمنية المشتركة لملاحقة خلايا الاغتيالات، والعصابات المسلحة، بمشاركة كافة الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية، الموالية للرئيس هادي بتعز، بما فيها كتائب «أبو العباس».
الناشط السياسي، عبد الباري دغيش، أكد في حديث لـ«العربي»، أن «الإتفاق بين الطرفين جاء على إثر فشل قيادات حزب الإصلاح العسكرية في الجيش استصدار توجيهات حرب لتصفية خصومها السلفيين، برغم سيطرتهم على اللجنة الأمنية، كما فشلت في إيجاد سند شعبي أو رسمي في إشعال حربها ضد كتائب أبو العباس». وأضاف أن «التخلي عن منطق الحرب والإجتياح لدى حزب الإصلاح، لم يتحقق بعد فما تزال الأيام حبلى بالمفاجآت».
وتوقع دغيش، أن «تتوق الحملة كما حدث مع حملات سبقتها»، مشيراً إلى أن «توقفها يعني منح تلك العناصر الإرهابية فرصة إضافية للتمكن بما يجعلهم جسراً لتحقيق هدف تركيع تعز بقوة دخيلة عليها وتحت مبرر الإرهاب».
إستعراض أجوف
مصادر استخباراتية خاصة، أوضحت في حديثها لـ«العربي»، أن «عناصر تنظيمي داعش والقاعدة المتواجدة في أحياء الجمهوري وسوق الصميل، وحارة الهندي، وغيرها من خلايا الإغتيالات في المسبح ووادي القاضي، بدأو بالإنتشار في عدة أحياء داخل المدينة». وأضافت المصادر، أن «الجميع يعرف أماكن تواجد تلك العناصر ولكن لا أحد يتجرأ عليهم، وكلما حدثت حملة أمنية إنتشرت تلك العناصر في أماكن متفرقة ويتم التستر عليها من قبل قيادات عسكرية وميدانية في الجيش، وما إن تنتهي الحملة حتى يعاودوا التجمع من جديد».
وأكدت المصادر أن «عدداً من المطلوبين أمنياً من عناصر تنظيم القاعدة وداعش، أمثال عادل العزي والحارث العزي والصنعاني وغيرهم ضمن الحملة الأمنية المشكلة»، كاشفة أن «بعض تلك العناصر تم تسفيرهم عن طريق جماعة أبو العباس، إلى مدينة البيضاء مطلع الأسبوع الجاري، والبعض منهم تم قطع جوازات سفر لهم بأسماء مزورة من قبل قيادات في حزب الإصلاح، لكي يتم تهريبهم إلى الخارج».
وأفادت المصادر بأن «القيادي البارز قي تنظيم القاعدة، والمدعو أصيل، والمتهم بعدة عمليات اغتيالات، يتواجد حاليا لدى القيادي في لواء الصعاليك الحسين بن علي، ويعتبر أحد أذرعه، وقد تم ترتيب سفره للخارج وسيتم تهريبه من مدينة تعز بواسطة الحسين، وتأمين الخط والسماح له بالمرور من النقاط العسكريه بحماية الحسين بن علي، بالإضافة إلى قيادي آخر يدعى أنس عادل تم قطع جواز سفر له بإسم بسام محمد صالح وسيتم تهربيه تحت ذريعة العلاج بالخارج، وغيرهم الكثير».
وأشارت المصادر إلى أن «الحملة الأمنية ليست سوى مجرد استعراض أجوف ولن تحقق أي نتائج ملموسة على الأرض، وقد يكون هناك كبش فداء لإيهام الرأي العام بإنجاز حققته الحملة لا أقل ولا أكثر».
إنتشار محدود
وأفادت مصادر محلية مطلعة، لـ«العربي»، بأن «الحملة انطلقت لمداهمة أوكار العصابات المسلحة الخارجة عن القانون في منطقة الجمهوري، ومدرسة أروى بالمجلية، وحوض الأشراف، وسوق الصميل وحي الهندي، كما قامت بانتشار محدود في عدد من الأحياء والمربعات، شرقي المدينة».
وقال بيان صحافي صادر عن إدارة الأمن في تعز، حصل «العربي»، على نسخة منه، إن «الحملة المشتركة انتشرت في شوارع المدينة تنفيذاً لتوجيهات المحافظ رئيس اللجنة الأمني أمين محمود»، وتابع أن «الحملة الأمنية المشتركة تهدف إلى ضبط مرتكبي جرائم الاغتيالات والاعدامات التي شهدتها المدينة مؤخراً وضبط الوضع الأمني والاختلالات في عموم المدينة». وأشار البيان، إلى أن «كافة الوحدات الأمنية والعسكرية تشارك بالحملة».
زوبعة عابرة
وعلى الرغم من مرور أربعة أيام على انطلاق الحملة الأمنية المشتركة، فإن الجهات المعنية في الحملة، لم تكشف عن أرقام، وبيانات، أو معلومات عما حققته الحملة حتى اللحظة، وهو ما يؤكد وبحسب مراقبين، أن «الحملة الأمنية مجرد فقاعات فارغة وزوبعة عابرة و إستهلاك للمحتوى لتفقد الأجهزة الأمنية والعسكرية ما تبقى من هيبة الدولة، التي تقول إنها ستضرب بيد من حديد، عن أي ضرب سيتحدثون بينما الجناة المتهمون باغتيال قرابة 223 شخص يسرحون ويمرحون؟». في حين يشير آخرون إلى أن «الزيارة التي قامت بها القيادات العسكرية والأمنية إلى الأحياء التي كانت صعب أن تتواجد فيها أي قوات أمنية، لا تعني أن أمر الجماعات الإجرامية انتهى، فالحقيقة سنلاحظها عند نشوب أي احتكاك بين طرفي الإصلاح، وأبو العباس، وهو ما سيجيب عن سؤال أين ذهبت تلك العناصر الإجرامية». وبين هذا وذاك يؤكد آخرون، أنه «ليس المهم الصور والإستعراض، لكن المهم هي النتائج المتمثلة بالقبض على كل شخص وعنصر متهم بجرائم قتل أو نهب أو تقطع أو تمرد».
المصدر: العربي
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.