تحليل مكشوف لخطاب -الراقص على رؤوس الثعابين- الآخير
يمنات
مصطفى المغربي
لقد طالعت اكثر من نصف الخطاب المسجل لرئيس المؤتمر الشعبي العام على عبدالله صالح المتداول حاليا والمؤكد بانه قبل مقتله بيوم او ساعات ، وتوقفت لأن النصف الاول كان كافيآ عند طلبه من الشعب الثورة على الحوثيين نصآ ” ثوروا ، ثوروا ، ثورا ” بعد أن نعت الحوثيين في النصف الاول من خطابة المذكور بصفات اهمها أنهم جماعة عنصرية ،وطائفية ، واقصائية ، والاهم أن لهم دين غير دين اليمنيين، وانهم لايصرفون مرتبات الموظفين والعسكرين لأنهم يستأثرون بموارد الدولة لأنفسهم والمقربين لهم ، كما أنهم إماميون حيث يريدون العودة باليمن الى ما قبل ٢٦سبتمبر ١٩٦٢م بل وفعلوا باليمن حسب قوله خلال ثلاث سنوات مالم يفعله الأمة خلال فترة حكم الامام يحي والامام أحمد ..
والأهم كيل صالح للحوثيين تهمة التسبب بالعدوان الذي تقوده السعودية على اليمن .. نقطة أنتهى
التساؤولات الهامة هنا كالتالي :
اذا لم يقم الحوثيون بأقتحام جامع الصالح ومهاجمة منازل صالح واقاربه كما أورد في مستهل خطابه هل كان سيلقي مثل هذا الخطاب وما حواه من صفات وتهم نسبها للحوثيين وأهمها تسببهم بالعدوان على اليمن ..؟
وهل لم يعلم على عبدالله صالح بتسبب الحوثيين بهذا العدوان الدولي على اليمن إلا عندما هاجم الحوثيين منازله ومنازل اقاربه .. ؟
ألا يعد طلب على عبدالله صالح الثورة على الحوثيين تحالفآ صريحآ مع العدوان أو بالآحرى تسليما أو استسلامآ مهينا خاصة وقد سبق ان اقر بخطابات سابقه له بأن ما يحدث عدوان همجي وبربري على اليمن واليمنين وأن الحوثيين هم القابضين على السلطة والحكام الفعليين لصنعاء وهم من يقودون المواجهة ضد العدوان وهو ومن معه خلفهم قبل خلافه معهم عندما كان شريآ حيث أكد مرار حينها بان اليمنين سيقاومون العدوان مهما طال ولو بالجانبي والحجارة ..!!؟؟
الحقيقة .. لو كان خطاب على عبدالله صالح لم يأتي على إثر الصراع الشخصي الذي خاضه الحوثيون معه واقاربه في قلب العاصمة صنعاء وذلك قبيل خطابه هذا بأيام ولو كان قد جاء عقب تولي اللجنة الثورية الحكم وقبل العدوان او عقبه بأشهر قليلة كان بالإمكان أن يكون مؤثرآ وكان من الممكن أن يكون له صدى وتجاوب لدى غالبية اليمنين .
ولكن يبدوا وبوضوح أن الرئيس الأسبق على عبدالله صالح حاول استخدام الحوثيين عسكريآ كورقة سياسية مؤقته في هذه الحرب للخلاص من منافسيه وخصومه السياسين الأخرين على رأسهم على محسن الاحمر وال الأخمر وحزب الإصلاح الذين قادوا ثورة ضده وأسقطوا نضامه في عام ٢٠١١م ، ولكن أتضح أن الحوثيون هم من أستخدموا صالح وحزبه كغطاء سياسي ليعتلوا السلطة في صنعاء وتمكنوا من خلاله الانظمام الى فريق وفد صنعاء المفاوض بغطاء سياسي وفرتها لهم كتلة المؤتمر السياسية الغالبة في البرلمان التي يعترف بها المجتمع الدولي كطرف شرعي وخاضوا بغطاء منها معترك المفاوضات ابتداء بجنيف ووصولا الى الكويت واصبح بذلك المجتمع الدولي معترفآ بأنصار الله كقوة سياسية علاوة على كونها قوة عسكرية مسيطرة على الأرض وليس بالإمكان تجاهلها ..
في الختام.. “صالح” الراقص على رؤوس الثعابين لدغته أحد الثعابين التي لطالما أعدها أقل الثعابيين خبرة واقلها قدرة على المناورة السياسية ، حيث خانه ذكاءه للعبه معها ومحاولته الضغط عليها مع علمه ان جحرها أصبح على مقربه كبيرة منه ضنآ منه انها ستتحمل كافة ضغوطه عليها مهما قربت منه لسبب بسيط لأنه كان يعتقد انها لن تغامر بلدغه “قتله” وأنها ستكون حريصة على الابقاء عليه حيآ أكثر من نفسها نتيجة العدوان المستمر ولحاجتها اليه كغطاء سياسي للمناورة دوليآ حتى تتمكن من إيقاف هذا العدوان ولكنها رمت بكل ذلك خلف ظهرها ولدغته لدغة أتت على حياته بعد شراكة معه دامت ثلاثة أعوام رغم علمه بسبق إشعاله نيران حولها في مسقط رأسها بستة حروب متتابعة ..