نصيحة خالصة من هامة وطنية
يمنات
حسام البخيتي
هذه نصيحة خالصة من هامة وطنية لم ترض عنه أطراف الصراع السياسي الذي أودت بالوطن إلى محرقة الحرب، و لم تستسيغه اليوم (سلطة الامر الواقع في صنعاء، ومن تدعي إنها الشرعية في عدن)..
لقد حذر و نصح بصدق و اخلاص من أجل وطن ذمته في أعناقنا، و من أجل يمن كبير لا ينسى فيه نجران و جيزان و عسير و مقاوما لاحتلال يتم لميون و سقطرى و أطراف اليمن طولا و عرضا و ما يجري من تدمير ممنهج لموانئنا و أولها و في طليعتها ميناء عدن.
لقد بدأوا احتلالهم لميناء عدن بعقد إيجار يمكن الإمارات من تعطيله لصالح دبي، و أستطاع هذا العقد أن يحول ميناء عدن إلى خردة حديد متهالكة و هو ثاني ميناء في العالم من حيث المزايا..
قاد النائب حاشد معارضته حيال هكذا وضع و تظاهر في عدن عام 2012 هو و عمال الميناء و جموع من المواطنين تحت شعار “ميناءنا لنا” و كتب عدد من المقالات في هذا الصدد، و أثار الموضوع في أكثر من مكان بما فيها مجلس النواب، و أنتهى الحال إلى ارغام شركة دبي رفع يدها عن ميناء عدن..
و عادة الإمارات عسكريا إلى عدن تحت غطاء التحالف العربي و إعادة الشرعية، و عطلت الميناء و اعاقت أي نشاط يمكنه أن يعيده للواجهة، و احتلت الجنوب بجزره و منافذه، و أحرمته من الخدمات و أغرقته بالمشاكل و مارست احتلال سافر و علني و مجاهر لما هو تحت يدها في الجنوب ثم اتجهت إلى المخا و الآن هي تحاول الاستيلاء على ميناء الحديدة بغطاء أممي تريد من خلاله شرعنة تدويله لصالح بريطانيا و أمريكا و غيرها من خلال فرض وصاية الإمارات و السعودية.
و في ظل ذهاب أطراف الصراع المحلي جميعها لهذا التدويل بقاء النائب حاشد و قيادة حركة الـ20 من مايو ضد هذا المشروع الجاري تنفيذه و فرضه على اليمن.
و ما نصح النائب حاشد لأنصار الله إلا محاولة للحيلولة دون اعطاء صفة أو شرعنة لهذا المشروع الذي ينال من سيادة و استقلال اليمن و جعله مرتهنا للإمارات و السعودية و من وراءها بريطانيا و الولايات المتحدة..
إن النصح و توضيح مخاطر الانجرار إلى مشاريع خارجية يتم تنفيذها على حساب اليمن أمر في غاية الأهمية قبل أن يتم تشريعه على حساب الوطن.
يجب على سلطة الامر الواقع أن تقبل هذا النصح قبل فوات الأون، و من يتغنى بحب الوطن و حفظ مصالح اليمن و اليمنيين يجب عليه ان يتنازل عن مصلحته الشخصية سواء شخص او مجموعه أو جماعة أو طائفة أو حزبٍ للمصلحة الكبرى و هي مصلحة اليمن و اليمنيين..
تباً لمن يفرط بحق شعبنا و حق الوطن، و تحية تقدير و إجلال لقامات وطنية أمثال القاضي أحمد حاشد هاشم و القاضي عبد الوهاب محمد قطران و قادة حركة العشرين من مايو.
إليكم النصيحه ، والله من وراء القصد.
[{في المحصلة، الأهداف في مرمى الشباك هي من تحدد المنتصر في كرة القدم ..
السيطرة على الأرض والمواقع الاستراتيجية هي من تحدد نتيجة الحرب، وليست خسائر العدو حتى وإن كانت في صفوفه فادحة طالما هو مصرا ويمتلك إرادة الانتصار بأي ثمن كان..
طالما فقدت المبادرة قرابة العام والنصف، وطالما ما فقدته لا تفكر باستعادته، وطالما صرت تنكمش وتلوذ بالدفاع على نحو مستمر، ولم تستطيع تغيير المعادلة العسكرية لصالحك، اعلم إن النتائج مُرة والنصر بالنسبة لك أصعب إن لم يكن مستحيلا.
لو أبقيت على الانتصار الاخلاقي، فلن تهزم، حتى وإن أدركتك الهزيمة العسكرية..
عيد تقديم نفسك من جديد إن أستطعت، وتخلي عن أنانيتك، وحاول أن تستعيد انتصارك الأخلاقي أولا، وتعاطى بمسؤولية نحو التزاماتك نحو مجتمعك، ورمم سمعتك، ومكن إدارة الشأن العام لإدارة نزيهة وكفأة، وامنحها الصلاحيات الكاملة أو حتى الكافية لأن تديره.. وتخلي تماما عن مشروع الحكم، وتفرغ لحرب التحرير الشعبية ضد الاحتلال بدرجة أساسية.. وتخلي عن مصلحة الجماعة، واستبدلها بمصلحة الوطن لا سواه..
لعل هذا ينقذ ما يمكن إنقاذه، وربما تزيد من احتمالانتصارك، وربما تنتصر بعد وقت كاف وجهد جهيد.. أما بدون ذلك فستحالات انتصارك ستظل كثيرة وتتكاثر حتى النهاية..
أنت من أهدر الفرص لا نحن.. ولكن “أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي.” ]}
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.