وطن قوضناه جميعا
يمنات
محمود ياسين
لم أعد ذلك الفتى الذي يتجول في ليل قريته وفي ذهنه رئيس فرع المؤتمر بالمحافظة وما إن كان في الصباح سيمنحه درجة وظيفية وفقا للوعد ، ووفقا لحمى الاستقطاب الحزبي “أيام ما كان لدينا أحزاب ، أيام ما كان حزب الفساد الكبير يستقطبك بوظيفة وليس ببندقية للقتل”.
الآن أنا رجل تمكن من انجاز قصة جيدة جديرة بالاحترام، صحفي يتسكع في ليل قريته وقد أنجز روايتين وسمعة جيدة ولكنه أضاع وطن.
على المستوى الشخصي: أغلبنا شجاع وجيد وصاحب تأثير، مقابل وطن قوضناه جميعا لنبدو شجعانا بطريقة ما.
صنعاء بعيدة وكذلك الرياض، والمسافة بيني وبين حبيبتي هي ذات المسافة، رجل أنجز الكثير من الأعداء وصديق واحد.
نامت الدنوة الآن وأنا والكلب في المجران وحيدين وبيننا هواجس الغرباء وليل تؤججه الريح.
يطل الفقي سعيد من بين قباب المسجد، لقد استثمر كثيرون مجد أسلافهم، وأنا في المجران لا أدري ما الذي فعلته بي يا جد، لا أقوى على استثمارك في عنف طائفيولا يمكنني ارتداء عمامتك والتحديق في السماوات مرددا: وعنت الوجوه للحي القيوم.
معتد بنفسي حد الاستغناء عن مجدك، وخائف من العنف حد استبعاد ما يلصق بك من طائفية، ومظلوم أنا حد الحاجة لفقي سعيد بن صالح ياسين ينقذ بن ياسين من نفسه.
في الباكت سجارتين وفي القلب حبيبة بلا قلب.
المصدر: حائط الكاتب على الفيسبوك
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.